الأحد السّادس بعد العنصرة        10 تمُّوز 2022 - السّنة الحادية والعشرون   -  العـدد 1065

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تخافوا ... أنا غلبت العالم

 

   لا يمكننا أن نفعم هذا النّص خارج الإطار الإجتماعيّ والتاريخيّ لكتابته: هو يعكس حقبة الإضطهاد التي عانتها الكنيسة في القرن الأوّل. الإضطهاد من قبل المجمع اليهوديّ أوّلاً، الّذي أصدر الأمر بملاحقة الناصريّين ومحاكمتهم، يشير الإنجيليّ إلى هذا الإضطهاد اليهوديّ بكلمة "مجامعهم".

   ولكن الإضطهاد لم يكن مقتصراً على اليهود فقط، بل أن الرومان أيضاً نظّموا حملة اضطهاد للمسيحيّين في اورشليم أوّلاً، بناء على طلب شيوخ اليهود، وفي سائر أصقاع الأمبراطوريّة أيضاً، ولهذا يشير الإنجيليّ إلى "المحاكم"، وهي قد تعني المحكمة الدينيّة اليهوديّة، ولم يكن من حقّها إصدار حكم بالإعدام دون موافقة السلطة الرومانيّة، ولكنها تعني أيضاً المحاكم الرومانيّة التي كان يمثل المسيحيّون أمامها، وفي أغلب الأحيان ليسمعوا حكم الإعدام إن لم ينكروا إيمانهم بالمسيح.

   الإضطهاد يأتي من الجميع إذاً، من اليهود ومن الوثنيّين، ولكن الرسالة التي يحملها الرسل هي أيضاً موجّهة إلى اليهود وإلى الوثنيّين، فما من أحد يُستثنى من ملكوت الرّب، وبشرى الخلاص لا بدّ أن يحملها الرسول لجلّاده، لا بدّ أن يحملها الحمل للذئب رغم خطر الموت، لا بدّ أن يحملها الرسول إلى جلاّده ليبدّل قلبه.

الحمل والذئب، الحيّة والحمامة هي كلّها عناصر نجدها في العهد القديم: أشعيا النبيّ حين يتكّلم عن حلول ملكوت الله، عن زمن مجيء المسيح ليملك نهائيّاً على الكون، يقول أن في تلك الأيّام "يسكن الحمل والذئب معاّ"، وبالتالي، فهذا الإرسال للتلاميذ هو ليس إلاّ إعلان لإقتراب ملكوت الله: التلاميذ الحملان أرسلهم الرّاعي يسوع للتبشير الذئاب. هو الخلاص الشامل الّذي جاء الرّب يعلنه.

   أمّا الحيّة والحمامة فهما أيضاً رمزان من رموز العهد القديم. الحيّة في سفر التكوين، كما في آداب الشرق الأوسط القديم كلّها، كانت رمزاً للحكمة وللمعرفة، أمّا الحمامة فكانت رمز روح الله: قبل الخلق كان روح الله يرفرف على الغمر، وفي ساعة معموديّة يسوع نزل الرّوح بشبه حمامة على المسيح في الأردن. والحمامة أيضاً هي من حمل الغصن الأخضر لنوح معلناً اقتراب الخلاص. وبالتالي، فإن دعوة الرسل، وكلّ واحد منّا، هو أن نجمع في إيماننا ذكاء الحيّة وطاعة الحمامة، أي أن نعلم كيف نضع عقلنا وعلمنا ومعرفتنا في خدمة الله، ونحاول أن نصل إلى معرفة الله أكثر وأكثر من خلال معرفتنا وقوانا العاقلة. تساقون إلى الحكـام والملوك من أجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب: يرى الشرّاح في هذه صيغة الفعل المستعملة، أي صيغة المجهول، ما يُدعى في الكتاب المقدّس: المجهول الإلهيّ. أي أنه يمكننا  أن نقرأ الآية تحت الشكل التالي: "يسلمكم الله إلى الحكّام والملوك من أجلي". رغبة الله ليست في إسلامنا إلى العذاب، بل في الشهادة أمام الشعوب كلّها "عندهم وعند سائر الشعوب" أن خلاص الله قد بدأ يتحقّق. وهنا يأخذ التلميذ دور يسوع، فالمعلّم قد أسلمه الآب إلى أيدي الخطأة من أجلنا، ومن أجل الخطأة، ليعطي الخلاص للجميع، والآن يضعنا الآب أيضاً، مثل الإبن، بين قضاة هذا العالم وحكّامه، لنشهد أمام العالم كلّه بيسوع وبالإنجيل. وهكذا يحوّل الرّب شرّ الإضطهاد إلى خير للعالم، ويوصل من خلال ألمنا رسالة الخلاص والشهادة ليسوع المسيح، لكيما يؤمن العالم كلّه وينال الخلاص.

   في صورة النعاج والذئاب، كما في صورة الحيّة والحمامة، يصف الإنجيليّ صعوبة الوضع الّذي سوف يجد الرسول نفسه به. هو في خطر الموت دوماً، ولكنّ لا بد من الإنطلاق. وتبقى عبارة "أنا أرسلكم" ضمانة الرسل: هم ليسوا وحدهم، إنّهم رسل يسوع، والراعي لن يترك خرافه، هو الحاضر دوماً ليقويّ ويشجّع.  

سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويتمرد الأبناء على الآباء ويقتلونهم: يشدّد الرّب هنا أيضاً على الإنقسام الّذي سوف يحصل بسبب رسالة المسيح. إيماننا بالمسيح يقتضي اتّباعه، هو يريدنا بكلّيتنا له، فلا يمكننا أن نقول: "لا أتبعك لأنّ أبي لا يريد"، ولا يمكن للأب أن يقول "أحبّ ابني" دون أن يختار يسوع، فالحبّ الحقيقيّ هو الحبّ الّذي يأتي في ملك الحبّ، دون الرّب تكون وحدة عائلتنا انقساماً ودماراً، وحين نختار الرّب، نصل إلى الوحدة الحقّة، وحدة من آمن بيسوع وتبعه

    ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية يخلص: على التلميذ أن يعلم أن بالتزامه انجيل المسيح، سوف يكون كسائر عكس تيّار هذا العالم، يعلمن قيما ومبادئ تتعارض وقيم عالمنا ومبادئ مجتمعنا الماديّ. فالعالم له مقاييسه، وللمسيح مقايس متمايزة، العالم يحكم على الظاهر، والتلميذ ينظر إلى جوهر الحقائق، المجتمع يسعى إلى صداقة القوّي، والتلميذ يخدم الفقير، العالم يبحث عن مصالحه،

  ودعوة التلميذ أن يكون صوتاً صارخاً في سبيل تحرير إخوته المستعبدين بثقل المادة وجشع الإقتصاد والمال والسلطة. لذلك لا يمكن لمنطق التلميذ أن يدخل في علاقة مساكنة مع منطقٍ يجرح صورة الله في الإنسان ويحطّ من كرامة البشر. لا بدّ للتلاميذ أن يشهدوا لمنطق المسيح، ولا بدّ أن يجابهوا الرّفض والإضطهاد والألم، في سبيل نشر منطق الإنجيل، وفي سبيل تحرير البشر من عبودية المادة والخطيئة.

  وإذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن إسرائيل كلها حتى يجيء ابن الإنسان.  ننطلق إلى إنسان آخر لنخدمه ونحبّه. فدور التلميذ هو التبشير، هو رمي الكلمة، أمّا من ينمي الزرع فهو الرّب. نحن نعلن ونرحل سائرين في طريق دعوتنا، أمّا الكلمة التي رميناها فنعمة الرّب وحدها تقدر على أن تعطيها مكاناً في قلب الإنسان. نحن رسل المسيح، فلا نخافنّ من رفض الآخرين لنا، فنحن لسنا أفضل من معلّم اضطهده حتى أهل بيته، وظنّوا أن به شيطاناً. لا نخشى ولا نملّ، لا نخافنّ من رفض البشر لرسالة نحملها، فما على الرسول إلاّ الإعلان، والشهادة للرسالة التي يحملها في حياته، وفي كلامه وفي تضحيته، وصولاً إلى بذل الذات في سبيل إعلان إنجيل المسيح.

 

 

 

 

 

 


*** الالتزام بمعايير الوقاية التالية:

  - وضع الكمامات وتعقيم اليدين عند الدخول إلى الكنيسة وعدم  المصافحة  باليد.

 - يتوزَّع المؤمنون على المقاعد مع الإبقاء على المسافة الآمنة.

 - التقيد بالقرار الكنسي حول كيفية إعطاء السلام والمناولة  الاختياريّة  إما  باليد  أو بالفم

    تحت شكلَي الخبز والخمر .

 - الطلب من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو من أية  عوارض صحية  عدم

    الحضور إلى  الكنيسة حفاظًا على السلامة العامة. 


 

 

 

 


 

الثلاثاء 12 تمّوز، 6.00 مساءً، الإِحتفال بالقدَّاس في كنيسة «مار يوحنّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 13 تمّوز، «رحلة الصّيف الى شتورا وتعنايل وراشيَّا».

7.00 صباحاً، الإِنطلاق من عبرين – ترويقة في شتورا – قدّاس في تعنايل وزيارة المحميّة – زيارة راشيا والقلعة والاسواق – الغداء في راشيَّا .

الخميس 14 تمّوز، «اليوم الأول من ثلاثيَّة عيد مار شربل».

6.00 مساءً، صلاة المساء في القسم الأول من القدَّاس، يليه القدَّاس وزيَّاح مار شربل، «في كنيسة مار شربل».

الجمعة 15 تمّوز، «اليوم الثَّاني من ثلاثيَّة عيد مار شربل».

6.00 مساءً، صلاة المساء في القسم الأول من القدَّاس، يليه القدَّاس وزيَّاح مار شربل، «في كنيسة مار شربل».

السبت 16 تمّوز، «اليوم الثَّالث من ثلاثيَّة عيد مار شربل – ليلة العيد».

6.00 مساءً، صلاة المساء في القسم الأول من القدَّاس، يليه القدَّاس وزيَّاح مار شربل والتبرّك بالذّخيرة، «في كنيسة مار شربل».

7.00 مساءً، الإِجتماع الأُسبوعي لأعضاء «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 17 تمُّوز، «الأحد السّابع بعد العنصرة» - «عيد مار شربل» - «عيد القدِّيسة مارينا».

   * القدّاسات في كنيسة «مار شربل»:  8.00 و 10.30 صباحاً.

11.30 صباحاً،Jeux gonflables - ألعاب مائية، في باحة «كنيسة مار شربل».



Copyright © 2003-2022 St John Baptist Parish - All Rights Reserved