أحد الإِبن الشَّاطر –  12 آذار  2023 - السّنة الثانية والعشرون   -  العـدد 1100

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثمرة الايمان ... عيش التوبة والمصالحة.

 

 يَتَفرَّدُ الإنجيليُّ لوقا بِمَثلِ الإبنِ الضَّالِ وهو مِنْ أجْمَلِ النُصوصِ الكِتابِيَّةِ وأكثرها قِراءَةً واستشهادًا. إنَّهُ يَتَمَحْوَرُ حَولَ مَعنى عَيشِ حُريَّةِ الإنسانِ بَعيدًا عَنِ اللهِ وعَنْ رَحْمَتِهِ وغُفرانِهِ وعَنْ مَكانةِ الخَطَأةِ في تَدْبيرِهِ الخَلاصِيّ. هذا الإلهُ الذي جاءَ مِنْ أجْلِ جَميعِ الخطأةِ لا لِيَسْحَقهُم وَيَحْكُمَ عليهم فيَسْتَعْبِدَهُم بَلْ لِيَأخُذَهُم بَين يَدَيْهِ وَيَحْمِلَهُم إلى بيتهِ حيث يَفرحُ المَلائِكَة بَتَوبَتِهِم.

  هذا المَثلُ يَختزِلُ كُلَّ صورَةِ اللهِ في العهدِ الجديد. فلا أحدَ يَسْتَطيعُ أنْ يَتَخَلّصَ مِنْ قُوَّةِ الحُبِّ التي تأتي مِن الآبِ في الرُّوحِ القُدُسِ عَبْرَ الإبْنِ الوحيد. فالرَّبُّ هو لِكُلِّ إنسانٍ نَبْعُ الحَياةِ والنورِ بِالرُّغمِ مِنْ كُلِّ قِوى الخَطيئة والمَوتِ والظلمَةِ الحاضِرَةِ فينا. إنّهُ الإلهُ الذي نزلَ إلى عُمقِ الهاويةِ التي حَفرَتْها خَطايانا لِيُخْرِجَنا مِنها.

 لأنَّ أخاك هذا كان مَيتًا فعاش وضائعًا فوُجد" يأتي هذا المَثَلُ وكُلُّ الأمثلةِ الأخرى في إنجيلِ لوقا رَدّاً مِنْ قِبلِ يَسوع على تذمُّرِ الكَتَبَةِ والفريسيِّين مِنهُ لأنّهُ كان صَديقَ الخَطأةِ والعَشّارين. في هذا المَثلِ نشْهَدُ الأسرَةَ التي تعيشُ تحتَ السَّقفِ الواحِدِ في وِحْدَةٍ مُتماسِكَةٍ بِالمَحَبَّة. رغم كُلِّ هذا الجوِّ الحَميم، يطلبُ الإبن الأصغر حِصَّتَهُ مِن الإرثِ ويَذهَبُ إلى بلدٍ بَعيدٍ معَ أنّهُ لا يَحُقُّ لهُ بِذلك.

 هذا بُرْهانٌ واضِحٌ على رَغْبَتِهِ بِالتّفرُّدِ والإستقلاليَّةِ والمَنفعَةِ الخَاصَّة. إنَّ لديْهِ رَغبَة ً أعمق مِنْ كُلِّ هذا ألا وهي رغبة ٌ بِالتخلّصِ مِنْ أبيهِ إذ يُطالِبُهُ بِالإرْثِ وهوَ لا يَزالُ على قيدِ الحَياة. كُلُّ هذا يَدفعُهُ ليكون حُرّاً وهذِهِ الرَّغبَة باتتْ تدُلُّ على نزعَةٍ في الإنسانِ الذي يُريدُ مَوتَ اللهِ كما قال الفيلسوفُ الألمانيُّ نيتشه: "لكي يَكون الإنسانُ حُرّا، على اللهِ أنْ يَموت" ولهذا قال: "لقد ماتَ الله".

أرادَ أنْ ينشدَ الحُريَّة فأصبحَ بوضعِ المُستعْطي وبِحُكْمِ العَبْدِ المَنبوذِ الذي لمْ يَعُدْ يَسْتخْدِمُهُ أحد، إنّهُ أضحى غريبًا. وهذا الوضعُ المُؤلمُ دَفعَهُ لِيَرْعى الخنازير، وهذِهِ أقصى دَرَجاتُ الذُلِّ والهَوانِ والإحتِقارِ في العُرْفِ اليَهوديّ. ولكن مهما كبُرَتْ وَعَظـُمَتْ خَطيئة ُ الإنسانِ تبقى لهُ تِلك الكَرامَة الإنسانِيَّة وهيَ صورَةُ اللهِ ومِثاله التي ترْفعُهُ فوق هذا المُسْتوى لِلحَيوان. فالخطيئة هِيَ الحَنينُ إلى العَدَمِ والخواء. هذا ما وصل إليه آدمُ وحَوَّاءُ عندما انفصَلا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ وخلاصِهِ. وهذا الإبْنُ أضاع بُنوَّتهُ الكيانيَّة بِرَفضِهِ العَيشَ في البيتِ الوالديّ. الإبْنُ الأصغرُ يَعودُ إلى ذاتِهِ يُقارِنُ بَين وَضْعِهِ حَيث يَهْلِكُ جوعًا وبين الأجَراءِ في بَيتِ أبيه حَيث يَفضُلُ الخُبْزُ عَنهم. كُلُّ هذا سَوفَ يَقودُهُ لِيُصَمِّمَ على العودَةِ إلى بيتِ أبيه. هو يريدُ أنْ يُهَيِّئ كلامًا يقولهُ لِأبيهِ كيفَ بَدَّدَ أمواله، ويُقرِّرُ أنْ يعودَ لا بِصِفةِ الإبْنِ بَلْ بِصِفةِ العَبْد. إنَّ هذا الغيابَ للابْنِ أحدَثَ جُرحًا في قلبِ أبيهِ لأنّهُ قد خان عهدَ المَحبَّة، لكنَّ مَحبَّة الأبِ لمْ تتوَقـَّـفْ عندَ كُلِّ هذا بلْ جَعَلتهُ يَخْتصِرُ المَسافة التي كانت تُبْعِدُهُ عنه وَتجْعَلهُ يُهَروِلُ نَحوَه. إنَّ دَرْبَ الخَطيئةِ التي سَلكَها الإبْنُ الأصْغرُ جَرَّحَتْ قدَمَيْهِ بالأشواك.

إنَّ صَمْتَ الأبِ لمْ يكنْ إسْتسلامًا واسْتِقالة بلِ انتظارًا صابِرًا لِتوبَةٍ تعودُ بالإبْنِ إلى البيتِ الوالديّ. لقدِ انتظرَ عَودَتهُ طويلاً لهذا رآه مِنْ بَعيدٍ فانتزع مِنْهُ المُبادَرَةِ ومَنَعَهُ مِنْ أنْ يُكَمِّلَ إعتذارَه، أعطاهُ أجملَ حُلّةٍ التي ترمُزُ إلى الوَضْعِ الجَديد، والخاتمُ علامَة البُنوَّة، والحذاءُ على أنّهُ لمْ يَعُدْ عَبْدًا، وذبَحَ لهُ العِجْلَ المُسَمَّن الذي يرمُزُ إلى الشّراكَةِ والفرح.

  تجاهَ هذا التصرُّفِ الإبنُ الأكبرُ يرفُضُ الدّخولَ ويُوبِّخُ أباهُ قائلاً له: "ابنكَ هذا وليسَ أخي". إن الإبْن الأكبرَ يَعيشُ شَكليّاً في البيت، لكِنّهُ خارجًا عَنِ الشراكَةِ في البيت الوالدِيّ، هو يَعيشُ بِمَنْطِقِ المُحاسَبَةِ والمَنْفعَةِ الخاصَّةِ معَ أبيه، إنّهُ عبْدٌ وليسَ ابْنـًا، يعيشُ كالغريبِ يَحْسُبُ السنين ويَطلبُ جَديًا يتنَعَّمُ بِهِ. الإبنُ الأكبرُ يُمَثِلُ بِدَرَجَةٍ أولى الفرِّيسيِّين إذ يعيشُ حَرفيَّة الشَريعَةِ دون أنْ يَلِجَ إلى عُمْقِ المَحَبَّة. إنَّ مَسيرتهُ هذِهِ، هيَ مَسيرةُ ثورَةٍ وَتمَرُّدٍ.

 "أقوم وأمضي إلى أبي" إنَّ العودَةَ التي قامَ بِها الإبْنُ الأصْغَرُ إلى الذاتِ والنَّدامَة، هُما إدراكُ الإتجاهِ الخاطِئ للحَياةِ والرَّغبَةِ في تغييرِ هذا الإتجاه. إنَّهُما تمييزُ الشَّخْصِ في أنّهُ انحَرَفَ عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ وأساءَ إلى نفسِهِ وإلى الله. فالخَطيئة هيَ رَفضٌ لِلسَيْرِ في المَحَبَّة. لذلك هُناك شَيئانِ ضَروريَّانِ لِلنَدامَة: مَعْرِفة مَحَبَّةِ اللهِ واختبارُ غُفرانِه. فالمَقدِرَةُ على عدمِ الوقوعِ في الخطيئةِ ثانية تأتي مِنْ إدراكِ هذين الأمْرَين: محَبَّة اللهِ واختبارُ عُمْقِ مَحَبَّتِه. الخطيئة هِيَ في الإرادَةِ إنَّها الإختيارُ المُتعَمَّدُ بين نفسي وبين الله.

هذا ما تحْمِلهُ الخَطيئة أنْ نعيشَه، إلاّ أنَّ الله يَرُدُّ لنا كرامَتنا عندما نَتوبُ ونَرْجِعُ إليه فهو يَظلُّ يَخلقُنا ويَصْطادُنا ويَبْدأ عهدَهُ مَعنا مِنْ جَديد: "هكذا يحكمُ الآبُ وهكذا يُصلِح، يُعطي قبلة ً بدلَ العِقاب، لأنَّ قوّةَ المَحَبَّةِ لا تعتبر الخَطيئة" (القديس بطرس كريزولوك). الله لا يغيّرُ تفكيرَهُ فينا عندما نرْتكِبُ الخطيئة، والخطيئة لا تغيّرُ كياننا وهذا ما نشهدُهُ عندما رَجِعَ الإبنُ الأصغرُ إلى أبيهِ فوجدَهُ سالِمًا.

 

 

 

 

 


 



 


 

الثلاثاء 14 آذار،5.00 مساءً، القدَّاس المسائي، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 15 آذار، 7.30 صباحاً، صلاة «أخويَّة العيلة المقدّسة»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، الاحتفال بالقدَّاس مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» ، يليه طلبة وزيَّاح مار يوسف البتول ، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الجمعة 17 آذار ،«الجمعة الرَّابعة  من الصّوم».                    (أخويّة فرسان العذراء)

5.30 مساءً، رتبة درب الصَّليب المقدَّس.

6.00 مساءً، القدّاس والارشاد الرّوحي «أولويّة الإيمان، أوليّة المحبّة»، يليه زيَّاح الصّليب المقدّس.

7.30 مساءً، السّهرة الإنجيليَّة الرَّابعة  (متى 15: 31 - 38)، في منزل «باسم ومادونا يعقوب».

السبت 18 آذار، «ليلة عيد مار يوسف البتول».

5.00 مساءً، قدّاس ليلة عيد مار يوسف البتول في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

6.00 مساءً، الاجتماع الاسبوعي لأعضاء «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

6.00 مساءً، إجتماع  لأعضاء «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 19 آذار، «ألاحد الخامس من الصَّوم الكبير –  شفاء المخلَّع». 

          *  القدّاسات في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»:

            8.00 صباحاً  - 9.00 صباحاً -  10.30 صباحاً.

10.00 صباحاً، الاجتماع الأُسبوعي «للفرسان والزنابق»، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».  

 



Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved