أحد شفاء الأعمى –  26 آذار  2023 - السّنة الثانية والعشرون   -  العـدد 1102

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جالساً على جانب الطريق ...

 

يُختَتَم هذا الجزء الأوّل من القسم الأخير برواية شفاء الأعمى في أريحا.  هي المعجزة الأخيرة التي سوف يقوم بها يسوع قبل دخوله الى أورشليم.  لقد حافظ مرقس حتى الآن على السرّ المسيحانيّ، فيسوع يطلب دوماً من الّذين شفاهم ومن التلاميذ عدم إعلان هويّته، لا خوفاً من اليهود إنّما لأن الشعب لم يكن بعد مستعدّاً لفهم حقيقة هويّته ودوره، ولهذا صرخوا له أثناء دخوله أورشليم، ظنّاً منهم أنّه المخلّص العسكري والقائد اليهوديّ المزمع رفع النير اليونانيّ عنهم.  إن السرّ المسيحاني لا يعتلن نهائيّاً إلاّ فوق الصليب وعلى لسان قائد المئة الرومانيّ: "لقد كان هذا حقّاً إبن الله" (15، 39).  إنّما هذا الإعتلان النهائيّ يمهّد له مرقس رويداً رويداً بطريقة تصاعديّة.  فالشعب يقدر أن يفهم بواسطة الله نفسه الّذي يتدخّل ليفتح أعينهم، وهذا الحدث هنا، رواية شفاء الأعمى، الى جانب حقيقته التاريخيّة، ينطوي على بعدٍ لاهوتيٍّ مهمّ: لقد فتح الله عيني الأعمى كما فتح أعين الشعب ليصبحوا قادرين على فهم هويّة يسوع المسيح.

لقد خطّ هذا الأعمى مسيرة إيمان على كلّ واحد منّا أن يسيرها:

- الإيمان هي حالة انطلاق من الهامش الى عمق الوجود، ومن حالة الظلمة الى حالة النور.  لقد بدأ الأعمى بالسماع لا بالمعاينة، يسمع عن يسوع، يخبره الآخرون عن قدرته، وهو باقٍ على هامش الطريق.  في ذلك اليوم مرّ يسوع من هناك، عابراً المدينة، فاغتنم الأعمى فرصته الوحيدة.  الإيمان يدعونا الى تغيير حالة لا الى اعتناق عقيدة أو ايديولوجيا، هو تغيير حالة وجودنا الإنساني من حالة الثبات في الروتين، من حالة البقاء على هامش طريق الحياة، الى حالة الإنسان "الواثب" مثل الأعمى، يلقى عنه رداء عاداته، ومهنته، رداء حياته الفارغة وينطلق وراء يسوع، معلناً إيّاه المخلّص وطالباً منه الرحمة

الإيمان هو صرخة تنطلق نحو شخص لا نراه، إنّما نعلم أنّه موجود وأنّه قادر على تغيير واقع حياتنا.  الأعمى لم ير يسوع بنور العين الجسديّة، إنّما آمن به، وبدافع من رجائه العميق وثقته بقدرة الرّب صرخ له: إريد أن أبصر.  هي حقيقة إيماننا، لا ننطلق من المعاينة لنفهم، بل نؤمن بإله سمعنا عنه كما سمع ذاك الأعمى عن قدرته، نعلم أنّه يدعونا فنثب وراءه، نسمع صوته، نعلنه مخلّصاً، فنبصر.  مسيرة الإيمان تنطلق من دوماً من عدم المعاينة الى المعاينة، فلو كنّا نبصر ما نؤمن به لما كان إيماناً، لأضحى ضمانة ملموسة وحسيّة.  لا يمكننا أن نفتّش عن الضمانات الحسيّة الملموسة لإيماننا، بل نثق ونؤمن، وعندها نبصر، لا بعين الجسد أو العقل، إنّما بواسطة الحبّ الّذي يبادلنا إياه الرّب.  نلمس عمله في حياتنا، نختبر حضوره معنا، ينتشلنا مروره من هامش عبثية الحياة ليضعنا في صميم العلاقة الإلهيّة، يصبح لوجودنا معنى بدخولنا في علاقة مع السيّد.

- العوائق التي كادت تمنع الأعمى من الوصول الى يسوع هي نفسها تمنعنا من

التعرّف الى يسوع يمرّ في حياتنا ويدعونا للسير وراءه على طريق أورشليم نحو الجلجلة والقيامة.  لقد أخذ الجمع ينتهره ليسكت، وينتهرنا عالم اليوم لنسكت نحن أيضاً، يخنق منطق العصر فينا الرجاء، يغلقنا على منطق العنف والقوّة والحرب، أو على منطق المادّة والإستهلاك، أو على السعي الى لذّة عابرة تنتهي فنبدأ بالتفتيش عن أخرى.  العالم ينتهرنا لأن منطق الإيمان هو لا منطق بالنسبة إليه.

- لقد أجاب يسوع على صراخ الأعمى فناداه.  إن ديناميّة الإيمان تنطلق من نعمة الرّب، من مروره في حياتنا، هو دوماً صاحب المبادرة، مبادرةٌ تبقى عقيمة إن لم يقبلها الإنسان ويستجيب لها.  مرور يسوع يجعلنا "ننهض"، نقوم من رتابة واقعنا، ننهض من تحت أثقال حياتنا، صوته يجعلنا نقلب معادلات حياتنا، نتحوّل من أعمى القى بذاته على هامش طريق الحياة الى كائن واثب وثبة الإيمان، كائن شجاع يترك كلّ ما يملك ليتبع يسوع، ليتتلمذ له.

-  الإيمان هو لقاء خاصّ بيسوع المسيح، لم يعد مجرّد سماع عنه، بل هو اكتساب للرؤية من أجل معاينة الرّب وجهاً لوجه: النعمة الحقيقيّة  ليست اكتساب النظر، بل هي رؤية يسوع، اكتساب النظر ما هو الاّ وسيلة، والنعمة الحقيقيّة هي رؤية يسوع الّذي سمعنا عنه كثيراً من الآخرين.

   نتيجة الإيمان التتلمذ، فلا يمكننا أن نسمح أن يكون لقاؤنا بالرّب عقيماً، إيماننا هو فعل التزام بالطريق التي يسير عليها السيّد، وهي ليست سهلة.  قام وتبعه في الطريق، الطريق التي سوف تقوده الى الجلجلة، الى ألم الصليب، الى ظلمة القبر، والى القيامة.  درب إيماننا وتتلمذنا ليسوع لا بدّ أن تنطوي على هذه كلّها. قد نصل في إيماننا الى ظلمة القبر، كلّ شيء حالك مظلم حولنا، إنّما لا بدّ أن يسطع نور القيامة، لا بدّ أن نخرج من ظلمة قبرنا، إذ تستطع علينا أنوار قيامة. السيّد.

 

 

 

 

 

الولادات:  تيو جوني ظريف همَّام                    (كندا – 11 آذار 2023)

 


 



 


 

الثلاثاء 28 آذار، 5.00 مساءً، القدَّاس ملغى استثنائياً لهذا المساء.

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 29 آذار، 7.30 صباحاً، صلاة الاخويّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، الاحتفال بالقدَّاس مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» ، يليه طلبة وزيَّاح مار يوسف البتول ، في كنبسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الجمعة 31 آذار ،«الجمعة السّادسة من الصّوم».                 (أخويّة طلائع العذراء)

5.30 مساءً، رتبة درب الصَّليب المقدَّس.

6.00 مساءً، القدّاس والارشاد «الفرح بالرّوح القدس»، يليه زيَّاح الصّليب المقدّس.

7.30 مساءً، السّهرة الإنجيليَّة السّادسة  (لوقا 10: 38-42)، في منزل «روبير وكارمل طانيوس».

السبت أول نيسان،  «سبت لعازر».

8.00 صباحاً، تزور «أخوية طلائع العذراء» منازل الرعيّة لتجسيد حدث إحياء لعازر. يعود ريع هذا الحدث لمساعدات العائلات في الرعيّة.

 6.00 مساءً، قدَّاس عيد إحياء لعازر في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 2 نيسان، «أحد الشّعانين».

  * القـدّاسـات في كنيسـة «مار شربل»:

9.00 صباحاً، قدّاس الشَّعانين ورتبة تبريك أغصان الزَّيتون.

10.00 صباحاً، القدَاس الاحتفالي مع تبريك أغصان الزيتون، والانطلاق بزيَّاح الشَّعانين، من كنيسة مار شربل، مروراً بالشارع العام، وصولاً الى باحة كنيسة مار يوحنَّا المعمدان، واعطاء البركة والمعايدة.

 



Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved