الأحد الجديد –  16 نيسان  2023 - السّنة الثانية والعشرون -  العـدد 1105

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   «كان التلاميذ في البيت مرّة أخرى».

 

   هذه الآية تحمل دلالة كنسيّة وأسراريّة افخارستيّة بغاية الأهميّة: البيت يشير دوماً الى الكنيسة، مكان لقاء الكنيسة الأولى.  لن نبالغ فنقول أن التلاميذ كانوا مجتمعين لكسر الخبز في ذلك اليوم، فهم لا يزالوا مجموعة من الفارّين من وجه اليهود، يختبؤون خوفاً من الموت أو من العقاب.  إنّما لا ننسى أيضاً أن هذا النّص قد انتقل من المرحلة الشفهيّة المتناقَلة الى حالة النّص المكتوب بعد فترة زمنيّة طويلة نسبيّاً، كان الكنيسة في أثنائها قد أوضحت نظرتها للإفخارستيّا وللقاء الكنسي ولمفهوم البيت- الكنيسة.  تاريخيّاً، كان التلاميذ مختبؤون، أمّا من ناحية الجماعة التي تقرأ هذا النّص فاليوم الثامن يعني يوم الرّب، يوم اللّقاء وكسر الخبز، وتأتي كلمة "بيت" لتؤكّد على هذا الأمر.

 وكانَ توما معَهم: لسنا نعرف أين كان توما في لقاء الأسبوع السابق، فلا بدّ أنّه كان مختبئاً يترقّب ما سوف تؤول اليه الأمور في أورشليم.  أما اليوم فقد انضمّ الى جماعة الرّسل.

من العهد الجديد نعرف أن توما يتميّز بشكّه الدائم ورغبته في الحصول على ضمانات وتأكيدات محسوسة، وبطبعه الحماسيّ غير الخالي من تهكّم.  إن توما هو صورة الإنسان المفتّش عن الفهم، يبحث عن أجوبة على أسئلته وعن ضمانات.

 إن التفتيش عن الفهم ليس خطأ، وسوف نرى في تاريخ الكنيسة عظماء مثل أغوسطينوس القائل: "أؤمن لكي أفهم وأفهم لكي أؤمن"، وتوما الأكويني الفيلسوف واللاهوتيّ الغائص في بحور العلوم الشاملة، وأنسلمس القائل بالإيمان الباحث عن الفهم.  إنّما الخطأ في التفتيش عن الفهم هو الإنطلاق من نقطة: لا أومن إن لم أفهم.  فالقدّيسين إنطلقوا من الإيمان وفتّشوا عن الفهم لكي ينيروا إيمانهم وإيمان الآخرين، وحين وصلوا الى نهاية طريق العقل، إستسلموا بين يديّ الله بعين الإيمان، دون حاجة الى ضمانات. كلمات يسوع لتوما: إلانّك رأيت تؤمن؟ هو توبيخ قاسٍ للتلميذ الّذي عايش معلّمه وسمعه يقول للرجل الّذي جاء يلتمس شفاء فتاه: "أنتُم قوم لا تُؤمنونَ إلاَّ إذا رأيتُمُ الآياتِ والعَجائِبَ" (يو 4، 48).  فالتتلمذ يعني الدخول في علاقة حبّ، والحبّ لا يبحث عن ضمانات، الحبّ يثق ويرجو ويعرف الإنتظار ليفهم حين يحين الأوان.

 هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِنا.  لقد قبل يسوع تحدّي توما حبّاً به، جاء يتمّم مطلبه ليجعله مؤمناً، وفي عمل يسوع هذا استمراريّة لما تمّ على الصليب، فهو جاء يفتّش عن الخروف الضّال، والخروف الضّال هو واحد من تلاميذ الرّاعي المقرّبين، يجتذبه اليه من جديد لكيما من خلال يجتذب الكثيرين الى الأيمان والدخول في صداقة مع السيّد. طلب توما هو تعبير عن رفضه لشكّ الصليب: لقد رأى التلميذ معلّمه يُصلَب، ومع المعلّم رأى وعود الله كلّها تضمحل.  بموت يسوع تبدّدت آمال توما وطموحاته، سقط في لحظة الصلب أملَ إعادة المُلك الى إسرائيل. 

 لقد آمن توما كثيراً لذلك كان رفضه قاسياً: آمن بمعلّم على قياسه، بربّ جاء يحقّق مشاريع توما الخاصّة، أو يتمّم إنتظارات جماعة الغيورين السياسيّة.  طلب رؤية آثار الرمح والمسامير، لأن الرمح مزّق لا قلب يسوع فحسب، بل أحلام توما أيضاً، والمسامير خرقت، مع يدّي المخلّص، آمال التلميذ ومشاريعه الزمنيّة.

    إن قيمة إيمانِنا لا تظهر في المحتوى الفكريّ والقدرة على التحليل المنطقيّ لما آمنّا به، إنّما هي تكمن في القدرة على الدخول في علاقة شخصيّة مع يسوع المسيح، الحاضر، القائم في وسط الجماعة، والعامل في حياتنا.

 أن أومن لا يعني بالضرورة أن أفهم فكر حبيبي وأخضعه لنور المنطق، إن أومن يعني أن أحبّ هذا الشخص الّذي أدخلني الى حياته، أن أثق به وأن أنمو في معرفته.  هذا لا يعني أن الإيمان لا علاقة له بالعقل، فالقدرة العقليّة هي أساسيّة في الإنسان، تساعدني على فهم محتوى الإيمان، إنّما حين يفشل العقل في إعطاء أجوبة شافية، عندها استسلم بين يديّ الربّ كابن له، أثق به، أفتّش عنه

  لقد فتّش توما عن الفهم كما نفتّس نحن كلّنا، إنّما علم أن الرّب يطلب الصداقة والثقة، ويقدر أن يعطي الأجوبة والضمانات.  ويا لها من ضمانات نالها توما فآمن: جراح وآثار مسامير.  هذا هو سرّ إيماننا كلّه، لا يكفي أن نؤمن بإله تجسّد وهو مالك على الكون بأسره، نحن مدعّوون لنؤمن بإله تألّم من أجلنا، إله صار ضعيفاً، متألّماً، لا يعطينا أيّة ضمانة أننّا لن نتألّم، بل بالعكس، يعدنا بالألم والتضحية والصعوبات على هذه الأرض، لنعيش شخصيّاً مسيرة آلامه وصولاً الى القيامة.  الضمانة الوحيدة التّي يقدّمها المسيح لنا هي جراحه، هي آلامه وقيامته، لتصبح لنا برنامج حياة، نقبل إلهاً تألّم بسبب الحب، فنقبل نحن بالتضحية بأنفسنا حبّاً به وبالآخرين.

توما هو مثال للكائن المؤمن الموجود في كلّ واحد منّا.

 

 

 

 



 


الثلاثاء 18 نيسان، 6.00 مساءً، الاحتفال بالقدَّاس المسائي في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 19 نيسان، 7.30 صباحاً، صلاة الاخويّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، القدَّاس مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» ، يليه طلبة وزيَّاح قلب يسوع، في كنبسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الجمعة 21 نيسان ،5.45 مساءً، صلاة الأخويَّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

6.00 مساءً، القدّاس المسائي مع «أخويَّة الحُبل بها بلا دنس»، يليه طلبة وزيّاح العذراء، «في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

السبت 22 نيسان، «ليلة عيد مار جرجس الشَّهيد».

5.00 مساءً، الاحنفال بقـدَّاس ليلة العيد مع الطلبة والزيَّاح في «كنيسة مار جرجس – راشكيدا».

7.00 مساءً، الاجتماع الاسبوعي لأعضاء «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 23 نيسان، «الأحد الثالث بعد القيامة».

  * القـدّاسـات:

  - في كنيسـة «مار يوحنَّا المعمدان»:     8.00 و 9.00 صباحاً.

  - في كنيسـة «مار شربل»:              10.30 صباحاً.

 



Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved