أحد الثالوث الأقدس   4 حزيران 2023 - السّنة الثانية والعشرون   -  العـدد 1112

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وأَمَّا التَّلاميذُ الأَحَدَ عَشَر، فذَهبوا إِلى الجَليل.

  يشير متىّ إلى عدد التلاميذ، لقد نقصوا واحداً، فيهوذا لم يعد موجوداً بعد خيانة الرّب. هو جرح الكنيسة لا يزال مفتوحاً مؤلماً، هو جرح الخيانة، جرح ترك التلميذ لرّبه واستبداله بفضّة الأرض وغناها العابر. إنّما التلميذ الناقص هو الدليل على وفاء الرّب لكنيسته، لم يستبدلها، لم يبدأ من جديد، لم يفتّش عمّن هم أكثر كمالاً أو شجاعة أو قوّة.  يكمل الرّب مغامرة الحبّ مع التلاميذ أنفسهم، هم الّذين أنكروه وهربوا. لقد عاد ليكمل معهم، لأنّه الوفيّ الدائم، ولأنّه يثق فينا، رغم الخيانات المتكرّرة ورغم الخوف الّذي يلفّ قلوبنا. عاد ليكمل معهم لأنّه قادر على تحويلهم إلى صورته إن هم استسلموا بين يديه واثقين به. هو حال كلّ واحد منّا، نخون الرّب كلّ يوم، نفتّش عن السهل، نسلّم الرّب بين أيدي من يريدون قتله، ونهرب، نختفي في عبثية هذا الوجود وفي ليل لهوه ولذّته، نهرب مفتّشين عن الحلول السهلة، لأنّ اختيار يسوع يتطلّب التزاماً وسهراً وتضحيات.  نهرب فنجده دوماً بانتظارنا، يفتّش عنّا، ويبدأ معنا من جديد، يقودنا كلّ يوم إلى الجليل، حيث وُلدت علاقتنا به وتتلمذنا له.

إنّ العودة إلى الجليل هي ذات معنى رمزيّ ولاهوتيّ لا ينفصلان عن حياة الرسول وعن دعوة الكنيسة.

- الجليل هو مكان اللّقاء الأوّل مع يسوع، حيث سمع التلاميذ دعوة يسوع لهم لإتّباعه ولبّوا الدعوة. عودتهم إلى الجليل بعد القيامة للقاء الرّب هي عودة الرسول إلى الحبّ الأوّل بعد الخيانات المتعدّدة، وبعد أيام الشكّ والقلق وفقدان الرّجاء. يسوع يدعوهم للقائه خاصّة في جليل حياتهم الشخصيّة، أي لأنْ يعودوا إلى صداقتهم الأولى لهم، إلى محبّتهم غير المشروطة لشخصه وللتكرّس العميق في نمط حياة جديدة يدعوهم إليها، أي أن يكونوا رسلاً يبشّرون بإنجيله.

ومن الناحية اللاّهوتيّة، العودة إلى الجليل هي رمز ذو بُعدٍ لاهوتيّ، يدخل الكنيسة بأسرها في عمل المسيح الخلاصيّ كاستمراريّة لعمله وكوسيلة لنشر إنجيله. فالجليل في العهد القديم هو "جليل الأمم"، مكان الّلقاء مع الحضارات الأخرى والتقاليد الغريبة والديانات الوثنيّة. عودة الرسل إلى الجليل هي انطلاق الكنيسة في عملها التبشيريّ، تنطلق لا من هيكل أورشليم، محور وجود الشعب المختار القديم، بل من جليل الوثنيّين، حيث  "أَبصَرَ الشَّعبُ المُقيمُ في الظُّلْمَة نُوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقْعَةِ المَوتِ وظِلالِه أَشرَقَ عليهمِ النُّور"  كما أعلن أشعيا النبيّ. وهذه الإشارة إلى الجليل وأهميّته من ناحية الإعتلان المسيحانيّ قد سبق ومهّد لها متّى (مت 4، 14-17)، تمهيداً لحقيقة تجد تمامها في هذا النّص الختاميّ من الإنجيل. في متّى 4 بدأ يسوع بإعلان الملكوت، وفي متّى 28 تستلم الكنيسة هذه المهمّة كأداة استمرار لعمله الخلاصيّ. فلَمَّا رَأَوهُ سَجَدوا له، ولكِنَّ بَعضَهُمُ ارْتابوا. ملفتة للنظر هذه الإشارة السريعة إلى ريبة بعض التلاميذ في حقيقة ما أو من يرون، فالكاتب لا يحدّد هويّتهم والمسيح لا يعطيهم أيّة علامة ليؤمنوا. كأنّها عبارة سقطت سهواً لأنّ يسوع يتكلّم إلى الجميع دون تمييز بين مؤمن ومرتاب، يوجّه إليهم جميعاً دعوة الإنطلاق لإعلان الإنجيل. لا، لم تسقط سهواً هذه العبارة، ومتىّ لم يتجاهل تسمية المرتابين. هي رسالة توجّه إلى كلّ تلميذ مؤمن بالمسيح، في كلّ زمان ومكان، يجد ذاته في هذا النّص. هذا الواقع هو من صلب إيماننا، نحن نسجد ونحبّ، ولن نصل أبداً إلى اليقين النهائيّ في وجودنا هذا لأنّ حقائق الثالوث تتخطي قدرتنا على الفهم.  هي دعوة للتلاميذ للإيمان، للثقة في كلمات يسوع، وفي ترجيّ يوم اللّقاء النهائيّ معه في علاقة الحبّ الثالوثيّة، حين نعاين الله وجهاً لوجه ونفهم ولو القليل من حقيقة لاهوته، لاهوت لا قدرة للعقل البشريّ على سبر أعماقه.

فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم هذه الدعوة التي يوجّهها الرّب للتلاميذ تكمل دعوته إيّاهم للعودة إلى الجليل، إلى مكان الدعوة الأولى. دعوتهم ليست شخصيّة بل بهذه الكلمات صار هدفهم كونيّاً. لا يمكن للتلميذ الّذي عاين قيامة الرّب أن يقيّد هذه الحقيقة ضمن حدود شخصه وحياته، أو مجتمعه الضيّق أو شعبه الخاص. الدعوة المسيحيّة للتبشير هي دعوة لتخطيّ الأنانيّة والإنغلاق على الذّات وللإنطلاق نحو الآخر والاّ تضحي الحياة المسيحيّة شبيهة بنادٍ خاصّ يجمع قلةّ نخبويّة أو اثنيّة مميّزة. التبشير يعني الإنطلاق إلى المختلف المتمايز، والدخول في علاقة معه، وبهذا المعنى تصبح البشارة صورة للعلاقة الثالوثيّة، إرتباط بالحبّ رغم اختلاف الأقانيم، والدخول في علاقة تعطي كلمة الحياة كما دخل الآب في علاقة مع الوجود حين أخرجه من العدم من خلال كلمته، الإبن، الّذي أعطانا الرّوح معزّ ومرشد. التبشير بإنجيل الرّب يجد مثاله في الثالوث الأقدس، هو عمل حبّ يجعل الكائن ينطلق من داخليّته ليعتلن، يخرج من صمت الجوهر إلى الحقيقة العلائقيّة التي تجعله يرتبط بالآخر في رباط الحبّ الّذي هو الرّوح القدس.

 

 

 

 

 

 

 

W الوفيَّات: نهاد بطرس لطُّوف أرملة عبدالله نعيم أبو نصر      (27 أيَّار 2023)

            جوزفين وديع السمعاني زوجة جورج حنّا فضُّول     (27 أيَّار 2023)

 


 



الثلاثاء 6 حزيران، 6.00 مساءً، الاحتفال بالقدَّاس وطلبة وزيَّاح «قلب يسوع الأقدس». في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 7 حزيرن ، 7.30 صباحاً، صلاة الاخويّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، القدَّاس والجنَّاز مع «أخويَّة العيلة المقدّسة»،  للأخوات المنتقلات  يليه طلبة وزيّاح «قلب يسوع»،  في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الجمعة 9 حزيران ،  5.45 مساءً، صلاة الأخويَّة لـ «أخويّة الحُبل بها بلا دنس».

6.00 مساءً، القدّاس المسائي مع «أخويَّة الحُبل بها بلا دنس»، يليه طلبة وزيّاح «قلب يسوع الأقدس»، في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

السبت 10 حزيران، 6.00 مساءً، الاحتفال بقدَّاس الأحد الثالث من العنصرة، يليه طلبة وزيَّاح «قلب يسوع الأقدس». في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، الاجتماع الاسبوعي لأعضاء «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 11 حزيران، «الأحد الثَّالث بعد العنصرة».

  * القـدّاسـات: - في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان» :

        8.00 صباحاً و 9.00 صباحاً و10.30 صباحاً.

10.00 صباحاً، الاجتماع الاسبوعي «للفرسان والزنابق»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

ترويقة الأَحـد لـ «أخويَّة العيلة المقدَّسة»، في باحة كنيسة

 مار يوحنَّا المعمدان، من 8.00 صباحاً ولغاية 12.00 ظهراً.

 

 


Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved