الأحد الرابع بعد العنصرة   18حزيران 2023 -   السّنة الثانية والعشرون   -  العـدد 1114

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

" نعم، أيُّها الآبُ، هكذا كانَت مَشيئَـتُكَ".

    لم يبتهج يسوع كما فرح التلاميذ لأنّ رسالتهم قد نجحت، إن ابتهاج الرّب يحمل بعداً آخر لذلك يشدّد الكاتب على مصدر فرح الرّب ووسيلة فرحه: الرّوح القدس. يستعمل لوقا هذا الفعل في أماكن من إنجيله يتكلّم بها عن فرح يتخطّى حدود هذا العالم ويجمع الإنسان بالله مصدر الفرح الحقيقيّ. المثل الأبرز نجده في لوقا 1، 47 حيث تعلن مريم "تبتهج روحي بالله محيّيَّ". إن هذه الفرح الّذي اختبرته مريم، كما فرح يسوع هنا بالروح القدس، هو فرح الدخول في المجد السماوي، هي لمسة إلهية، قبلة الرّوح القدس، يختبرها من هو في إتّحاد بالله ويضع رجاءه فيه، ويفتش عن فرحه في إتمام كلمة الله في حياته. أن هذا الإنجيل هو إنجيل التناقض: التناقض بين التلاميذ الّذين يجدون فرحهم في نجاح رسالتهم، والرّب الّذي يجد فرحه في إتّحاده مع الآب في رباط الرّوح القدس نبع السعادة الحقّة.

 التناقض نجده أيضاً في صلاة يسوع، في الإختلاف بين السماء والأرض في قول الرّب "أحمدك يا أبي، ربَّ السماء والأرض"، كما نجده في التناقض بين الحكماء والبسطاء التناقض الأبرز يبقى في أن كلّ معرفة أرضية هي معرفة ترتبط بالعقل، بالعلم، بقوى الإنسان العاقلة. معرفتنا الماديّة ترتبط بمعدّل ذكاء الإنسان وبمستواه الثقافي، أمّا معرفة حقيقة الله، فلا يمكنها أن تكون معرفة عقلية فقط، ولا يمكن أن تقوم على تحليل علميّ أو حسابيّ، بل هي معرفة البسطاء والأطفال، هي معرفة الحبيب لحبيبته، معرفة الأمّ لإبنها، معرفة الصديق لصديقه، معرفة لا تقوم على التحليل والتقييم والتفكير، بل على الحبّ، على الصداقة، على البنوّة، على الثقة. محبّتنا لشخص قريب لا يمكن أن تقوم على التقييم المنطقيّ، وربّما إن حلّلنا منطقيّاً، فسوف نكتشف الكثير من الأخطاء والنواقص في شخص الصديق، ورغم هذا نصدّقة.

 تختصر عبارة "يا ربّ السماء والأرض" هذه التناقض بين المعرفة الإلهيّة والمعرفة الإنسانيّة، المعرفة بحسب الإيمان والمعرفة بحسب اليقين العلميّ. فالله هو خالق السماء والأرض، ومعرفة الخالق السماويّ تستوجب حكمة لا إنسانيّة فحسب، بل إلهيّة بنوع مميّز.

فالخالق قد حجب أسرار الألوهة عن العلماء والفهماء وأظهرها للبسطاء. مرّة أخرى يلتقى هذا النّص بنص نشيد مريم، تقول " حطّ المقتدرين عن عروشهم ورفع البسطاء". هذا هو التناقض الإلهيّ، هذا هو الفرق بين "الحقيقة" السماويّة وبين الحقائق الأرضيّة. لا نفهم من هذا أن لا دور لعقلنا ولمعرفتنا في مسيرة اكتشاف حقيقة الله ومعرفة شخصه ودوره في حياتنا، فالعقل الإنسانيّ، والمعرفة البشريّة هما ما يميّز الإنسان عن الكائنات الأخرى، فهو قادر على التفتيش، لا بل هو مدعوّ الى معرفة الله على ضوء العقل.

ولكن الخطيئة الكبرى هي خطيئة الكبرياء العقليّ، حين يظن الإنسان نفسه قادراً على إخضاع حقيقة الله لعقله، ويحوي في معرفته حقائق الأبد والأزل.

والإتّضاع الفكريّ هي الفضيلة التي تحمي الإنسان من السقوط في سقطة الإنسان الأوّل: "تعال نأكل من الثمرة فنصبح مثل الله، نعرف الخير والشّر". إن المعرفة والعقل كانا في أساس سقطة الأنسان الأولى، ليس لأنّهما مصدر شرّ، بل لأنّ الإنسان قد أساء استعمالهما، فتخطّى حدود طبيعته، وأراد أن يُخضِع الإله لقدرته الإنسانيّة المحدودة. ولكنّ هذا العبارة ترتبط ليس فقط بالسماوات والأرض، إنّما بالمعرفة أيضاً: ما يعجز الإنسان الإنسان عن الوصول اليه بمفرده صار بإمكانه الوصول اليه من خلال المسيح، الإله والإنسان. في يسوع المسيح حلّت حكمة الآب كلّها، ومن خلال المسيح فقط يمكننا أن ندرك حقيقة الله. إدراكنا هذا لن يكون يوماً كاملاً، لأنّ عقلنا وكياننا وقدرتنا المحدودة سوف تحتاج الى معاينة الله أزليّاً، في علاقة حبّ لا تنتهي، ومعاينة أبدية للجمال الإلهي وللحقيقة. لنعرف حقيقة الله لا بدّ أن نكون من جوهر الله نفسه. وحده المسيح، كلمة الله، الإنسان الحقّ والإله الحقّ يمكنه الدخول في هذه المعرفة الكاملة، لأنّ هذه الحقيقة هي جوهره الشخصيّ، أمّا نحن، فمن خلاله نشترك في المعرفة، وإن بشكل غير مطلق.

لقد أعطى الرّب الطوبى للتلاميذ ليس لأنّهم رأوا المسيح بالجسد، بل لأنّهم أمنوا أنّه المخلّص. لقد أُعطيت الطوبى لهم، لأنّهم رأوا خلاص الله يتمّ في وسط شعبه، في وسط الكون، طوبى لهم لأنّهم آمنوا أن يسوع الموجود بينهم هو مخلّص الكون بأسره. لم يؤمنوا نظريّاً فقط، بل اشتركوا في مخطّط الرّب، صاروا شركاء في مخطّط الرّب الخلاصيّ، لقد تعرّفوا الى الله. بهذا المعنى صار ممكناً أن نعرف حقيقة الله، حين نؤمن كما آمن التلاميذ، ونعلم أنّ دعوتنا هي ليس أن نكون مشاهدين لعمل الله في العالم، بل مشاركين في خلاصه، من خلال مشاركة كلّ واحد منّا، على قدر طاقته، بالخلاص الّذي يعطيه الله للإنسان.

 

 

 

 

 

 

 

الولادات: سيمون أنطوان جهاد نجم  (مينيابوليس – مينيسوتا 13 حزيران 2023)


 



الثلاثاء 20 حزيران، 6.00 مساءً، الاحتفال بالقدَّاس وطلبة وزيَّاح «قلب يسوع». في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 21 حزيران، «عيد مريم ملكة السَّلام في كنيسة مار الياس – أنطلياس».

4.00 بعد الظهر، الانطلاق من أمام الثانويّة – 5.30 مساءً، صلاة المسبحة – 6.00 مساءً، القدَّاس يليه سجود قرباني – 8.00 مساءً، العودة الى عبرين.

الجمعة 23 حزيران ، «قدّاس مع طلاّب الامتحانات الرسميَّة».

5.45 مساءً، صلاة الأخويَّة لـ «أخويّة الحُبل بها بلا دنس»، في الكنيسة.

6.00 مساءً، القدّاس مع «أخويَّة الحُبل بها بلا دنس»، لطلاب الامتحانات الرسميَّة، يليه زيّاح «قلب يسوع الأقدس»، في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

السبت 24 حزيران، «عيد مولد مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، قدّاس العيد يليه طلبة وزياح مار يوحنَّا المعمدان، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»

الأحد 25 حزيران، «الأحد الخامس بعد العنصرة».

  * القـدّاسـات: - في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان» : 8.00 و 9.00 صباحاً.

- في كنيسة «مار شربل»: 10.30 صباحاً.

10.00 صباحاً، الاجتماع الاسبوعي «للفرسان والزنابق»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

 


Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved