الأحد العاشر بعد العنصرة   30 تمّوز 2023 - السّنة الثانية والعشرون   -  العـدد 1120

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«لقد وافاكم ملكوت اللّه» (متّى12: 28)

     عنف الفرّيسيّين هذه المرّة لم يأت مباشرة بسبب عمل الشفاء الّذي أتّمه المسيح، بل جاء نتيجة كلام الجموع: " أما هذا ا‏بنُ داودَ". إن لقب إبن داود قد كان ليس لقب المسيح المخلّص شعبه من الخطيئة فقط، بل هو أيضاً المسيح القائد الّذي يأتي ليجلس على عرش إسرائيل ويقود الشعب في الحرب ضدّ الأعداء. بدء الكلام عن يسوع كالمسيح ابن داود كان السبب الأوّل لقرار الفريّيسيّين، والصدّوقيّين أيضاً، بإبادة الناصريّ. لقد كانوا قد دخلوا في حالة مساكنة مع المحتلّ، وكانوا يرون في يسوع خطراً على استقرار أرضهم، إنّما بنوع أخصّ على الإمتيازات التي كانوا ينعمون بها في ظلّ الإحتلال الرومانيّ.

يلفت نظرنا في المعجزة هذه نوعيّة المرض: هو أعمى أخرس. طبيعيّاً، وفي مرّات عدّة في الإنجيل، نجد مرض "البكم والطرش"، وهما غالباً ما يتلازمان، فمن لا يسمع لا يمكنه أن يتعلّم النطق. ولكن مرض هذا الرجل الأعمى الأخرس يحمل أيضاً بعداً لاهوتيّا وروحيّاً، ولا يجب أن نحصره فقط بالبعد البيولوجيّ: العمى هو عدم قدرة الإنسان على رؤية الآخر،على رؤية الجوهرّي، على رؤية الحقيقة، والإنغلاق على الظلام الداخليّ وعدم معاينة نور العالم ونور الله. أمّا البكم فهي أيضاً صورة عن الإنسان غير القادر على التعبير، على الإعلان، على المديح، على التهليل وإعلان الإيمان. هو الإنسان غير القادر على الدخول في علاقة مع الأخر: مع الله ومع الإنسان.

هذا الرجل المريض أصبح ممثّلاً لشعبه ولإنسانيّتنا: هو صورة عن شعب إسرائيل الّذي رغم حبّ الله له فشل في رؤية الجوهريّ، وأهمل معاينة الله. عمى هذا الرجل يعكس عمى الشعب الّذي لم يقدر، لا بل رفض أن ينظر الى الحقيقية التي يقدّمها له المسيح. لم يقدروا أن يروا في يسوع سوى صانع معجزات متجوّل، يطرد الأرواح، ولم يقدروا على الوصول الى الحقيقة الجوهريّة والأساسيّة، لم يتعرّفوا على يسوع الّذي يحبّهم، على المخلّص الّذي جاء يعيدهم الى بنوّة الله ويرمّم العهد الّذي كان قد انكسر ببسبب خطيئتهم وابتعادهم عن الله ورفضهم لإرادته في حياتهم. كما أنّ شعب الله المختار قد تحوّل الى شعب صامت، شعب أبكم. البكم هو رمز عدم قدرته على الدخول في علاقة مع الله إله العهد: هو بكم الشعب الرّوحي، حين تصبح صلاتهم مجرّد واجب وعادات عليهم مراعاتها، وتتحوّل عن معناها الأوّل كحديث حبّ بنويّ مع الله، علاقة حبّ دائمة معه، ومن خلاله مع الآخرين.

بشفاء هذا الرجل، شفى المسيح الشعب أيضاً، أعاد اليه القدرة على الرؤية، فعرفوا أنّه ابن داود، وأعاد اليهم القدرة على الكلام، أخرجهم من صمتهم وكسر حاجر خوفهم، فأعلنوا "أن هذا الرجل هو ابن داود". لقد صاروا قادرين على رؤية الجوهريّ والبحث عنه، وصاروا يستطيعون الإعلان جهاراً بحقيقة يسوع، مسيح الله وابن داود، الّذي طالما انتظروه ليهب شعبه الخلاص.

  هي قصّة الشعب، ولكنّها قصّة كلّ واحد منّا أيضاً: نحن مثل هذا الرجل، أعميت أبصارنا عن رؤية الجوهريّ، فصرنا نفتّش عمّا هو عابر، ونهتم بما ليس هو الجوهريّ والأساس. نهتم بجسدنا، بأناقتنا، بلهونا، بلذّتنا، نبحث عن أخر مبتكرات الموضة، تبهر عيوننا أنوار نجوم هذا العالم، فنعجز عن رؤية الحقيقة الوحيدة التي لا تعبر، حقيقة الله ربّ الحياة ونبع الحبّ.

مثل هذا الرجل أصبحنا أيضاً بكماً لا نقدر على النطق، لا نستطيع الدخول في حوار مع الله، في حديث حبّ بنويّ مع الأله الّذي ندعوه "أبانا"، نصاب بالبكم الرّوحيّ، نصبح غير قادرين على الصلاة، أو غير مهتمّين بها. هذا هو بكمنا الرّوحيّ، نعطي الأولويّة في حياتنا لما هو ثانويّ، ونتقاعس عن إعطاء ولو القليل من الوقت للكلام مع الرّب. ولكن الله لا يتركنا حين نتركه نحن، ولا يملّ من محاولة إعادتنا الى سابق حبّنا له: هذا الأعمى الأخرس لم يكن أطرش كما في حالات معجزات أخرى، ولهذا الأمر معنى رمزيّ أيضاً: إن الإنسان يقدر دائماً، وحتى في أحلك لحظات عماه وبكمه، يبقى قادراً على السماع. يقدّم له الرّب في كلّ لحظة إمكانيّة العودة اليه، يكفي فقط أن يفتح أذنيه، أن يتّضع ويسمح لكلمة الله أن تدخل أذنه وتخرق كبريائه لتدخل في أعماق كيانه. لقد سمع الرجل هذا كلمة يسوع فخلص، وسمع الشعب إرادة الله من خلال هذا المعجزة فانقتحت عيونهم وأدركوا الحقيقة، فخرجوا من بكمهم وأعلنوا حقيقة المسيح.

  وحدهم الفرّيسيّون بقيوا مصرّين على حقد أعمى قلوبهم وكبرياء ربط لسانهم عن الإعتراف بحقيقة يسوع الناصرّي.

هذه هي خطيئة التَّجديفُ على الرُّوحِ القُدُسِ التي لا تُغتفرَ، حقيقة أن أعلم ما هي إرادة الله وأرفضها. خطيئة أن أعرف ما هو الخير وأرفضه بإرادتي، خطيئة أن أعلم أن الله هو خيري الأسمى، وأقرّر بإرادتي وبحرّيتي أن أغلق عينيّ عن هذه الحقيقة، لأكمل في وجودي في سهولة المادّة ولذّة اللهو.

 

 

 

 

 

 

 

الولادات: جايدن جوزف مزرعاني                                 (26 تمّوز 2023)


 

 

 

 



الثلاثاء أول آب، 6.00 مساءً، القدَّاس ملغىً إستثنائيَّاً لهذا المساء.

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 2 آب، 7.45 صباحاً، صلاة الاخويّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، القدَّاس والجنّاز مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» للأخوات المنتقلات، يليهما صلاة وضع البخور،  في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الخميس 3 آب، 9.00 مساءً، سهرة «أخويّة طلائع العذراء» في باحة «كنيسة مار شربل»، مع الفنان ميشال نجم، رسم الدّخول 7 $  - الأكل مؤمن.

الجمعة 4 آب ،  «الجمعة الأُولى من الشَّهر – برنامج مديوغوريه».

6.00 -  8.00  مساءً، «صلاة المسبحـة الورديّـة، مسبحـة السلام، اعتـرافـات، القـدّاس، سجـود قربـاني، ورتبـة تبريـك وتكريـس»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

السبت 5 آب، «ليلة عيد تجلّي الربّ على جبل طابور».

 6.00 مساءً، الاحتفال بقدَّاس ليلة عيد التجلّي، في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، الاجتماع الاسبوعي لـ «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 6 آب، «الأحد الحادي عشر بعد العنصرة»- «عيد تجلّي الربّ على جبل طابور».

* القـدّاسـات: - في كنيسة «مار يوحنّا المعمدان»: 8.00 و 9.00 صباحاً.

             - في كنيسة «مار شربل»          : 10.30 صباحاً.

10.00 صباحاً، إِجتماع «للفرسان والزنابق»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

 


Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved