الأحد السادس عشر بعد العنصرة   10  أيلول  2023 - السّنة الثانية والعشرون   -  العـدد 1126

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

«لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع».

   الفرّيسيّ يمثّل كمال الحياة العمليّة اليهوديّة: يطبّق الشريعة حرفيّاً، يؤمن بكلام الله من خلال إيمانه بموسى وبالأنبياء، يصوم مرّتين في الأسبوع، يدفع العشور، يتطهّر قبل الصلاة والأكل، لا يأكل ممّا نهى الله اليهود عن أكله، ويصلّي خمس مرّات كلّ يوم... ولكن أي نوع من الصلاة هي هذه؟

أمّا العشّار فهو الرجل المحتَقَر في جماعة شعب إسرائيل: هو الّذي يحيا الخطيئة بشكل علنيّ ومتواصل، الخطيئة التي تطال كلّ الجماعة، لا سيّما الفقراء والمعوزين، خطيئة نقص العدالة. فالعشّار هو الموظّف الغنيّ المسؤول عن إدارة أموال الشعب، يتصرّف بها بطريقة منحازة وغير عادلة، يتملّق الأغنياء ويقسو على الفقراء. يتعامل مع المحتلّ الرومانيّ ليجد في أعينهم حظوة على حساب أبناء شعبه، لا يهتمّ بالفقراء، يغمض عينه أمام احتياج الأرملة وصراخ اليتيم، يمرّ قرب المتسوّل ولا يراه. جاء يصلّي، وحضوره الخاطئ ينجّس برارة الفرّيسيّ. جاء حاملاً خطيئته، يخجل من الله ويخاف تنجيس الآخرين، لذلك بقي واقفاً في الخلف، لم يتقدّم نحو الصفوف الأماميّة رغم أن وضعه الإجتماعيّ يسمح له بالوصول حيثما شاء، فما من أحد سوف يجازف بإغضاب العشّار. مشكلته لم تكن مع الآخرين، بل مع نفسه ومع الله، يحمل في داخله خطيئته، ضميره صار الدّيان الموبّخ. لم يكن يجرؤ على رفع عينيه نحو السماء، كان يعلم أن خطيئته تشكّل حاجزاً يمنعه من الوصول إلى "السماء"، أي إلى ما يتخطّى واقعه الأرضي والمادّة التي صارت تكبّله. بالرغم من كلّ هذا، جاء إلى الهيكل "يقرع صدره"، جاء تائباً، مستغفراً، يعلم أن الغنى الحقيقيّ هو في البقاء في صداقة الله، وأن كلّ الأموال التي يملكها والتي يديرها لا يمكنها أن تعطيه راحة الضمير. لم يكن يدين الآخرين كما فعل الفرّيسيّ، جلّ ما فعله هو أنّه اعترف بخطيئته، أعلن نفسه محتاجاً لرحمة الله. لقد أتّضع أمام عظمة الله ووضع ذاته في تصرّفه.

   أمّا الفريّسيّ فقد جاء يعدّد صفاته الحسنة أمام الله، وقف أمام الخالق يحتقر "سائر الناس الطامعينَ الظالِمينَ الزُّناةِ، و هذا الجابـي"، يضع ذاته في مرتبة أعلى منهم، يحتقرهم ويدينهم. بصلاته هذه أخذ الفرّيسيّ دور الله، ووضع نفسه مكانه، وصارت دينونته البشريّة أقصى من دينونة الإله. لقد جاء يعلن لله أنّه كامل، ولا يحتاج إلى الخلاص، فقد أدرك الخلاص بقوّته الشخصيّة وهو ليس بحاجة إلى الإله.  لقد حوّل الفرّيسيّ صلاته إلى وسيلة إحتقار لإخوته البشر، نفى عنهم الكرامة الإنسانيّة وتناسى أنّهم أبناء لله وبنات، وحصر وجودهم كلّه بخطيئتهم. أمّا العشّار فكانت صلاته اعترافاً بمعصيته، إتّضع أمام الخالق، وفي الوقت عينه حافظ على كرامته البشريّة وعلى حقيقته كابن لله، أيقن أن من حقّه أن يقف أمام الله ويتكلّم في حضرته، لم ييأس من واقع الخطيئة التي يعيشها، بل كانت له ثقة أن يعود إلى الله كابن يتوب.

 الصلاة الحقيقيّة نجد مثالها هنا في صلاة العشّار الخاطئ، لأنّ الرّب يضع مزاياها في مثله الصغير هذا: الصلاة هي قدوم نحو الله، نحمل أمامه كياننا، ماضينا وحاضرنا ونكل اليه مستقبلنا. هي أن نختار الله كوجهة سير لنا حين نحتاج إلى ملجأ ومعين.

الصلاة هي ثقة بالله وبقدرته في تبديل واقعنا المتألّم والخاطئ. العشّار كان يعلم حقيقته وواقعه، وكانت صلاته علامة ثقة بالله القادر على عمل المعجزات في حياته، وبقدرته على التغيير الحقيقيّ. الصلاة هي تفضيل لله على كلّ الخيرات الأرضيّة. كان العشّار قادراً على أن يجد في أمواله وفي مركزه ما يعطيه سلام القلب، ولكنه علم أن السلام الّذي يعطيه إيّاه العالم والمادّة هو سلام عابر، لا يملأ القلب بالسلام الدائم الّذي لا يزول. لذلك فتّش عن ينبوع السعادة الحقّة، وعلم أن وحده الله يقدر أن يعطي قلبه ما يفتّش عنه.

  الصلاة هي فعل تواضع أمام الله، وإتّضاع المخلوق أمام خالقه. الصلاة هي فعل عودة إلى المصدر، هي الكائن الخارج من العدم يذكر نعمة الله التي أخرجته من عدمه وأعطته الوجود، هي عودة الكائن الترابيّ إلى الخالق الّذي نفخ فيه نسمة من روحه، فجعل وجود الإنسان يتخطّى البعد المادّي والوجود الأرضيّ. بصلاته، يعبّر الإنسان عن حقيقة بعد وجوده الرّوحيّ. الصلاة هي أيضاً توبة إلى الله واعتراف بحاجة الإنسان إلى الرحمة الإلهيّة، على مثال العشّار الّذي صرخ: "ا‏رحَمْني يا اللهُ، أنا الخاطئُ"

الصلاة، وإن كانت فعل تواضع، فهي إظهار لقيمة الإنسان المطلقة، ففي الصلاة تظهر قيمة الإنسان كمخلوق قادر أن يدخل بعلاقة مع الخالق، بعكس كلّ المخلوقات الأخرى، وبهذه العلاقة تتجلّى حقيقة الإنسان كابن لله، مدعوّ إلى مشاركته الحياة الألهية.

الصلاة هي إيضاً فعل صراحة مع الله ومع الذّات، والرّب امتدح العشّار لصدقه وصراحته. لم يعدّد خطاياه كما عدّد الفرّيسيّ مزاياه، بل اعترف بحالة خطيئة شاملة، والسبب الأوّل لهذه الحقيقة هي ابتعاده عن الله وعن تعاليمه. صلاتنا إيضاً لا بدّ أن تكون صادقة، لا بدّ إن تقوم على فحص ضمير عميق، وعلى اعتراف بكيان خاطئ، تجذبه الخطيئة ويفضّل سهولة الخطيئة على تعب القداسة.

 

 

 

 

 

 

 


 الولادات: جيا روي سليم الشيخاني                          (4 أيلول 2023)

 


   يعود فريق من الرعيَّة (عددهم 21) برفقة الخوري يوحنا مارون مفرّج

 

 من مدينة الظهورات – مديوغوريه فجر الاربعاء 13 أيلول 2023.

 

·       في حال الضرورة الاتصّال: الخوري ريمون باسيل 088 042 /71

                              جو جرجوره             477 127 /79

الثلاثاء 12 أيلول، 7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

الاربعاء 13 أيلول، «ليلة عيد إرتفاع الصليب المقدّس».

6.15 مساءً، مسيرة من أمام الثانويّة بإتجاه جبل الصّليب.

6.30 مساءً، قدّاس ليلة العيد على جبل الصّليب المقدّس.

8.30 مساءً، Abbouleh Night في باحة كنيسة مار شربل.

الخميس 14 أيلول، «عيد إرتفاع الصليب المقدّس».

8.00 صباحاً، قداس العيد مع رتبة تبريك المياه، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الجمعة 15 أيلول، «عيد مار ساسين ومار شينا».

5.30 مساءً، صلاة المسبحة مع «أخويَّة الحبل بها بلا دنس».

6.00 مساءً، القدَاس مع «أخويَّة الحبل بها بلا دنس»، يليه طلبة وزيّاح العذراء في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

السبت 16 أيلول، 6.00 مساءً، قدَّاس مساء الأحد الأول بعد الصليب، في كنيسة «مار يوحنا المعمدان».

 7.00 مساءً،إجتماع  لـ«أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 17 أيلول، «الأحد الأول بعد الصليب» 

 * القـدّاسـات: - في كنيسة «مار يوحنّا المعمدان»:8.00 و9.00 صباحاً.

  - في كنيسة «مار شربل»: 10.30 صباحاً.

10.00 صباحاً، اجتماع  «للفرسان والزنابق»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

 


Copyright © 2003-2023 St John Baptist Parish - All Rights Reserved