أحد الموتى المؤمنين   4 شباط  2024 - السّنة الثَّالثة والعشرون   -  العـدد 1147

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«بينَنا وبينَكم هوَّة عظيمة ثابتة» ...

"كان رجل غنيٌ... وكان رجلٌ مسكين اسمه لعازر". في هذا المَثل فكرتان أساسيَّتان: الأولى هي أنَّ تقريرَ مصير الإنسانِ يتمُّ حالاً بعدَ المَوت. والثانية هي أنَّ التوبة لا تقوم بواسِطَةِ مُعجزةٍ كأنْ يعودَ مائِتٌ ليُنذِرَنا بَلْ بالإيمانِ الفعَّالِ بِما علّمَ الأنبياءُ والرّسلُ في الكُتُبِ المُقدَّسةِ وهو مُختَصَرُ تعاليمِ الكنيسةِ على مَمَرِّ الأجيال.

 في هذا النصّ من الإنجيلِ نشهدُ إنقلابًا في المَقاييس، إنقلابًا لكُلِّ الإعتباراتِ البَشريَّةِ بين حياةِ الأرضِ وبين حياةِ السَّماء: "وكثيرٌ من الأوّلين يَصيرون آخِرين، والآخِرون يصيرون أوَّلين" (مر10/ 31). إنَّ المشهدَ في هذا المَثلِ يجعلنا أمامَ شخصين: الأوَّلُ غنيّ جدًّا، فيظهرُ غِناهُ بلباسِهِ النّاعِمِ وَوَلائِمِهِ اليَوميَّة، والثاني فقيرٌ مِسكينٌ اسْمُهُ لعازر. لذلك يذكرُ الإنجيلُ اسمَ لعازرَ ولمْ يذكرْ اسمَ الغَنيّ: "كان رجلٌ غنيٌ يلبسُ الأرجوان... وكان رجلٌ فقيرٌ اسمه لعازر". هذا ما يُرَدِّدُه سِفرُ الجامعة: "فإنَّه أتى باطلاً إلى الظلامِ وفي الظلامِ يُدْفنُ اسمُهُ" (جا 6/ 4). هذا هو الشّخصُ الوحيدُ الذي نعرفُ اسمَهُ في أمثالِ يسوع.

إنَّ هذا المثل يُشدِّدُ على شقاءِ لعازر ذاكِرًا مَرَضَهُ وفقرَهُ. فمن جِهَّةٍ يُشدِّدُ على الرَّجُلِ الغَنيِّ الذي اشتهَرَ بالرَّفاهيَّةِ والتّبذيرِ والوَلائِم. وهذا يَدُلُّ على أنَّ الغنيَّ عرفَ أنْ يَتنَعَّمَ معَ أصدقائِه. فوجدَ الفقيرُ نفسَهُ في حضنِ إبراهيمَ أيّ في حضنِ الله، أمَّا الغنيُّ فكان فريسة العَذابِ في الجَحيم. ومِنْ جِهَّةٍ أخرى يَذكرُ الفقيرَ والقروحَ والفقرَ المُدقع الذي يعيشه. لذلك لا يوجد إتّصالٌ مُمْكِن بين هذين العالمين. إنَّ هذا المَثلَ لا يُقدِّمُ حُكمًا أخلاقيًا، وهو لا يقول إنَّ الغنيّ كان شريرًا أو أنانيًا. ولا يقول إنّ لعازر كان فقيرًا صالحًا فاستحقّ له صلاحه السّماء. إنَّ الغنيّ لم يَكُن يرى لعازر على مائدته، فخطيئته هي أنّه لم يكنْ يُشركُ الفقيرَ في غناه.

فليسَ بإمكانِ المسيح ولا الرُّوح القُدُسِ ولا الآب السَّماويّ نفسه ولا أحد أنْ يتغلّبَ على حُرِّيَّةٍ انغلقتْ على نفسِها. لذلك فمصيرُ الغنيِّ هوُ حَجَرُ عثرة لكنَّ حجرَ العثرةِ لا يأتي مِن اللهِ بَلْ مِن الإنسان. هذا ما أوصَلهُ لأنْ يَخسَرَ نفسَه، فقد فهِمَ أنّهُ ضَلَّ طريقه. وهو يَتمَنّى لإخوَتِهِ الذين يعيشون في هذِهِ الرَّفاهيَّةِ عينها والعَمى ذاتَهُ أنْ تنْفتِحَ عيونُهُم قبلَ فواتِ الأوان. لذلك يُشدِّدُ جوابُ إبراهيمَ على أنَّ أعظمَ العَجائِبِ لا تُفيدُ شيئًا. بلْ إنَّ هناك وسيلة واحدة لا تُخْطِئ، وهي أنْ تبقى عيونُنا مَفتوحَة: "عندهم موسى والأنبياء" وهذا يكفي. هذا ما كان يُرَدِّدُ أحدُ الآباءِ القدِّيسين: "إنَّ مَنْ يتحَسَّسُ خطاياه هُوَ أعظمُ مِمَّنْ يُقيمُ المَوتى".

   لقد ندَّدَ الأنبياءُ بالخطايا الخَفيَّة ولا سيَّما تلك التي تَسْتَعْبِدُ الفقراءَ وتُسيءُ إليهم. فمَنْ أساءَ إلى المسكينِ أساءَ إلى اللهِ نفسه. هكذا حملَ النَّبيُّ عاموس على الأغنياءِ في عَصرِه، الذين كانوا يعيشون في الأنانيَّة قائِلاً: "فإنّي عالِمٌ بِمَعاصيكُمْ الكثيرة وخطاياكم العَظيمة تُضايِقون البَارّ وترتشون وتُحَرِّفون حَقَّ المَساكينِ في الباب" (عا 5/ 12).

بحسبِ تعاليمِ الكِتابِ المُقدَّسِ ليسَ الغِنى شَرًّا ولا الفقرُ خلاصًا، بلْ يُصْبِحُ الغِنى شَرًّا عندما لا نُعْطِ منهُ أو نُذكِّ إلى المُحتاجين والمُعوَزين فالمالُ الذي بين أيدينا هُوَ وسيلة ٌ وليس غاية، هو مثلُ الماءِ الذي يُعطي الحياة وبِاسْتِطاعتِهِ أنْ يحملَ السَّفينة لكي يَصِلَ بِها إلى ميناءِ الخَلاص، وباسْتِطاعَتِهِ أنْ يكون مَصْدَرَ هَلاكٍ ويَقودُهها إلى الغَرَقِ عندما يتسرَّبُ إلى داخِلِها. هكذا عندما يُصْبِحُ المالُ غاية يصبحُ مصدرَ هلاك، فيتسرَّبُ إلى قلبِنا ويَسْتَعْبدُنا ويقودُنا إلى الدَّينونَة.

ويقولُ القدِّيسُ غريغوريوس النّيصي: "إنَّ ما يفيضُ عنك ليسَ لك، فلا تستطيع أنْ تجعلَ نفسَك مالكًا له". ويقول القدّيس باسيليوس الكبير: "لا يحقّ لك أن تستعمل مالك متمتّعًا به على هواك بل كموكّل عليه". هذا ما حذّر منه يسوع لأنَّ في المالِ والغِنى خطرٌ على الإنسان، فهو رَبٌّ ثانٍ وبابُ هلاكٍ أبَديّ. فيسوع لم يُحَرِّمْه بَلْ حذّر منه.

   لذلك فالخطورة تكمنُ عندما نعيشُ بِغَيبوبَةٍ دون أنْ نقرأ تَدَخُّلاتِ اللهِ في تاريخِنا وخاصَّة في الإنسانِ القريبِ الذي وَضَعَهُ اللهُ على دَرْبِنا.

وكان هذا عمل الأمّ الطوباويَّة تريزا دو كالكوتا قدِّيسَة الفقراء، التي كانت تُحاولُ أنْ تُخَفِّفَ مِنْ ألمِ المَريضِ والمُنازِعِ وتُعَزّي المُصابَ بالبَرَصِ وتُعْطي الطعامَ للبُطونِ الجائِعَة. لذلك فمَنْ تجَذ َّرَ في الله يُصبِحُ ابن الله، ومَنِ انتمى إليه أخذ مِنْ صِفاتِهِ الإلهيَّة، ومَنِ اختارَ الله عَمِلَ بِمَحَبَّتِهِ وحَفِظ وَصاياه، وهذا ما قامتْ بِهِ الكنيسَة على مَدى تاريخِها.

  في عالمِنا اليوم هُناك الكثيرُ مِن الأغنياءِ وهُناك الكثيرُ من الفُقراءِ يُجَسِّدون الرَّجُلَ الغَنيَّ ولعازرَ المِسكين.

  إنَّ عالمَ اليومِ بلغَ في تطَوُّرِهِ إلى تقنياتٍ أوْصَلتْهُ في قِمَّتِها إلى طرقاتٍ مُغلقةٍ وما زالَ الفقرُ يَفتُكُ بالكثيرِ مِن النّاس.

 

 

 

 

 

 


 


 

 

إستمارة المناولة الاولى 2023 - 2024

 

 


الثلاثاء 6 شباط،5.00 مساءً، القدّاس في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة» ، في «كنيسة مار شربل»، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 7 شباط، 7.45 صباحاً، صلاة الأخويَّة لـ «أخويَّة العيلة المقدَّسة»، في الكنيسة.

8.00 صباحاً، قدَّاس وجنَّاز مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» للأخوات المنتقلات، يليه صلاة وضع البخور، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

الجمعة 9 شباط ،«عيد مار مارون، شفيع كنيستنا المارونيَّة» - بطالة كنسيّة ورسميَّة.

  * القدَّاسات في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان: 9.00 و 10.30 صباحاً.

السبت 10 شباط، 3.00 – 4.30 بعد الظهر، لقاء التنشئة السَّادس لأولاد «المناولة الأُولى»، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

 5.00  مساءً، قدّاس مساء أحد مدخل الصّوم ، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

6.00 مساءً، إِجتماع لـ «أَخويَّة طلائع العذراء»،في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

9.00 مساءً، عشاء عيد مار مارون في مطعم «بترونيات» - البترون.

الأحد 11 شباط، «أحد مدخل الصّوم – آية عرس قانا الجليل».

   * القدَّاسات في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان: 8.00 و 10.30 صباحاً.

الإثنين 12 شباط، «بـدء زمن الصَّـوم الكبيـر – إثنيـن الرّمـاد».

*  في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»:

7.00 صباحاً، رتبـة تبريك الرَّمـاد ووضعه على الجباه لغاية 8.00 صباحاً.

8.00 صباحاً، القـدَّاس ووضع الرَّمـاد لغايـة 12.00 ظهراً

9.00 صباحاً، زيارة المرضى للاعتراف والمناولة ووضع الرماد.

11.40 ظهراً، صلاة نصف النهار  - 12.00 ظهراً،  قـرع الاجراس.

 


Copyright © 2003-2024 St John Baptist Parish - All Rights Reserved