أحد شفاء النَّازفة    25 شباط  2024 - السّنة الثَّالثة والعشرون   -  العـدد 1150

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من ظلامِ الخطيئة الى حياةِ النِّعمة (2) ...

تعرضُ لنا الكنيسة في هذا الأحد، بعدَ شِفاءِ الأبرص، أعجوبة شِفاءِ المَنـزوفة المُزْمِنَة. قد يكون اختيارُ شفاءِ المَنـزوفة في هذا الأحدِ بعدَ شِفاءِ الأبرَصِ دليلاً إلى أنَّ البَرَصَ في اللّحم والنَّـزفَ في الدَّم يُعتَبرانِ كِلاهُما في نظرِ الشَّريعَةِ مَرَضًا جَسَديًّا ورُوحيًّا يَحْرِمُ صاحبَهما مُخالطَة النّاس.

وبهذا يكونُ كِلاهُما رَمزًا لِلبَشَريَّةِ الخاطِئةِ والصائِرَةِ إلى المَوت.

يُصَوِّرُ لنا الإنجيليُّ لوقا هذه المَرأة الواثِقة بِقُدْرَةِ الرَّبِّ لها على أنّهُ حَدَثٌ طارِئٌ مُدرَجٌ في سياقِ شِفاءِ إمْرأة أخرى هي إبنَة يائيرسَ إذ تَفوقُها أهَمِيَّة مِنْ حَيث مَوقِعِها في المُجْتَمع. إنَّ هذه الصَّبِيَّة هيَ إبْنَة أحدِ وُجَهاءِ الشَعْب، رئيسُ المَجْمَعِ، قدْ شارَفتِ على المَوتِ بَلْ قد ماتت.

 أمَّا المَنْـزوفة فهي تُصارِعُ مَرَضَها مُنذ اثنتَيْ عَشْرَة سَنة. شُفيَتْ مِنْ لمْسِها رِداءَ يَسوع، فهي لِتُعلّمنا بِأنَّ الإيمان هُوَ المَدْخَلُ إلى الحَياةِ المَسيحيَّةِ الحَقيقية.

وفجأة وقف نزفُ دَمِها" يُطلقُ عُلماءُ الكِتابِ المُقدَّسِ على إنجيلِ لوقا: إنجيلُ رَحْمَةِ الله تِجاهَ المَرأةِ وتِجاهَ كُلِّ الخَطَأة. في هذا النصِّ يُخْبِرُنا الإنجيليُّ لوقا عن إمراةٍ تُعاني مِنْ مَرَضِ النّـزيفِ مُنذ اثنتَي عَشرَة سَنة.

 فالقدِّيسُ لوقا هو طَبيبٌ يونانيٌّ ولأنّه كان يَحْترِفُ هذِهِ المِهْنة فهوَ يَتكلّم عَنْ الأطِبّاءِ بلهْجَةٍ ذاتُ طابعٍ خُلقُيٍّ فيقول: "وكانتْ أنفقتْ جَميعَ ما عِنْدها على الأطبّاء فلم يَسْتَطِعْ أحَدٌ أنْ يَشْفيَها". أمَّا القِدِّيسُ مَرقس فيَتَكَلّمُ عَنِ الأطباءِ بِلهْجَةٍ قاسيةٍ لا تخلو مِن الإنتِقادِ فيقول: "قد عانتْ كثيراً مِنْ أطبّاءَ كثيرين وأنفقتْ كُلَّ ما عِندَها فلمْ تَسْتَفِدْ شيئاً بَلْ صارَتْ مِنْ سَيِّئٍ إلى أسوأ" (مر5 /26)، أيْ قدْ استنزَفها الأطبَّاءُ بِقدْرِ ما استنْزَفها المَرَضُ وكُلُّ ذلك كان بِدونِ جَدوى.

 يتكَلّمُ الإنجيليُّ لوقا مُشَدِّداً على رقم "الإثنتي عَشْرَة سَنة" فيقول: "...إبنَة ٌ وَحيدَةٌ عُمْرُها إثنتي عشرَة سَنةٍ قدْ أشْرَفتْ على المَوت"، وعن المَرأةِ المَنزوفةِ فيقول: "وإمرأةٌ كانتْ مُصابة ً بِنَزْفِ دَمٍ مُنذ إثنتَي عشرَة سنة، ولمْ يَقدِرْ أحَدٌ أنْ يَشْفيَها".

إنَّ عُمْرَ الثانية عَشرَة هُوَ عُمْرُ الزّواجِ وإعْطاءِ الحَياة، وأيضاً الرَّقم الثانية عشرة مَعَ مَرَضِ المَرأةِ التي فيها إمْكانِيَّةِ إعطاءِ الحَياة.

 إنَّ هذا الرَّقمَ يَرْمُزُ بِحَسَبِ الكتابِ المُقدّسِ إلى الإكتمال أي أنَّ هذا المَرَضَ قدْ وَصَلَ إلى ذ ُرْوَتِهِ ولمْ يَعُدْ هُناك لها أيُّ أملٍ بالشّفاء.

  وهذا ما نَشْهَدُهُ في إنجيلِ يوحَنّا بالنسبَةِ إلى موتِ لعازر: "فقال يسوع: إرفعوا الحَجَر! قالتْ له مَرْتا أخْتُ المَيت: يا رَبّ لقد أنتن فهذا يَومُهُ الرَّابع" (يو11). فكان اليهودُ يَعتقِدون بأنَّ المَيتَ يُمْكِنُ أنْ يَقومَ قبلَ أنْ يَدْخُلَ في اليومِ الرَّابِع أيْ قبلَ أنْ يَنْتَن جَسَدُهُ. هذا يعني أنَّ لعازرَ ماتَ ولمْ يَعُدْ هُناك أيُّ أمَلٍ بِقيامَتِهِ إنْ لمْ يُقِمْهُ يَسوع مِن المَوت. وهذِهِ المَرأةُ نَجِسَة مِنْ جَرَّاءِ مَرَضِها.

لذلك كان يُحَرَّمُ عليها الإختلاط بالجموع، ولا سيّما الإقترابُ مِن الشّخْصِ إذا كان نبيًّا. مِنْ هُنا عندَما أتَتْ النّازِفة إلى يَسوع كانَتْ تَسْلـُكُ سُلوكَها بِكُلِّ حَذَر.

هذِهِ المَرأةُ النّازِفة ذهَبَتْ تَخْتَبِرُ كُلَّ الحُلولِ لكَي تَسْتَطيعَ إيقافَ نَزْفِ دَمِها. لكِنّها لمْ تُجْدِها نَفعًا. يَرْمُزُ الدَّمُ في الكتابِ المُقدّسِ إلى الحَياة، فكانت هذه المَرأة المَريضَة بِهذا النَّزيفِ تَخْسَرُ دَمَها أيْ حَياتَها فهي تَموتُ مَوْتًا بَطيئًا. في كُلِّ هذا لمْ يبقَ لها سِوى الحَلُّ الوحيدُ وهُوَ يَسوع المَسيح، وكان هذا الحَلُّ الأخيرُ وآخرُ حبَّةِ خَرْدَلٍ في إيمانِها وهذا ما حملَ يَسوع على أخْذِ القرارِ بِشِفائِها على حَدِّ ما كان يقوله يَسوع: "... إذا كان لكمْ إيمانٌ بِمِقدارِ حَبَّةِ خَرْدَلْ قُلتُم لِهذِهِ التوتة: إنقلعي وإنْغَرِسي في البَحْر، فأطاعَتْكُم". (لو 17/6). بِهذا الإيمانِ تَجَرَّأتِ المَرأةُ النّازِفة ُ وخاطَرَتْ بِحَياتِها رُغْمَ ازْدِحامِ الجُموع حَوْلَ يَسوع. فجاءَتْ مِنْ الوراءِ تَرْتَجِفُ وتقول: "إنْ ألمُس ولو رِداءَهُ أُشْفَ". عندما لمَسَتْ طرَفَ رِدائِهِ وَقفَ نَزْفُ دَمِها حالاً، فما صَنَعَتْهُ هذِهِ المَرأةُ في الخفاءِ قدْ جاءَ بِهِ يَسوع إلى العَلن.

  حاولتِ المَرأةُ أنْ تُكَمِّلَ حَياتَها في الخَفاء، إلّا أنَّ اعْتلان أمْرِها أحْرَجَها فأخْرَجَها مِنْ عُزلتِها التي فرَضَها عليها المَرَض. أرادَ يسوعُ أنْ تَعودَ هذِهِ المَرأةُ إلى العَلن بَعْدَ أنْ كانتْ تَخافُ الظهورَ وأنْ تُعْلن شِفاءَها وَخَلاصَها. هذِهِ المَرأةُ لمَسَتْ بِقُوَّةِ إيمانِها رِداءَ يَسوع وفرَضَتْ عليه الشّفاءَ ففرَضَ عليها يَسوعُ الشّهادة أمامَ الجَميع.

إنَّ هذِهِ الأشْفيَةِ التي كان  يُجْريها يَسوعُ تَدُلُّ على أنَّ "الله يُريدُ لِلبَشَرِ الحَياة والحَياة الوافِرَة" (يو10/10). فقدْرَةُ الشّفاءِ لا تُوقِفُها نَجاسَة كما لا يُوقِفُها المَوتُ نفسُهُ. إنَّ لِيَسوع وَحْدَهُ السُّلطان المُطلق على شِفاءِ الإنسانِ وهذا ما طَبَعَ كُلَّ حَياتِهِ العَلنيَّةِ عندما كان يقومُ بِكُلِّ الشّفاءَات: "وكان الجَمْعُ كُلّه يُحاوِلُ أنْ يَلمُسَه، لأنَّ قوَّةً كانت تَخْرُجُ مِنهُ فتُبْرِئهُم" (لو6 /19).

هذا الشّفاءُ تَمَّ بِلمْسَةٍ مِنْ يَسوع لِلأبْرَصِ وَبِلمْسَةٍ مِن المَنزوفةِ لِطَرَفِ رِداءِ يَسوع. هذا ما يحْدُث في الأسرارِ المُقدَّسَة التي لها طابعٌ مَلموسٌ ولها قُوَّةٌ روحيَّة خَفيَّة مُطّهِرَة ومُقدِّسَة.

لا يَفوتُ الأوانُ أبَداً لِمَنْ يُريدُ أنْ يُحِبَّ وَيَصِلَ إلى هذا المُسْتوى مِن الثقةِ والإيمانِ والرَّجاء. إنَّ الحَياة المَسيحيَّة تَتَطلّبُ المُخاطَرَة والتَّضْحيَة على كُلِّ الأصْعِدَة وخاصَّة على صَعيدِ الحَياةِ الرُّوحيَّة.

 إن الوصولَ إلى اللهِ ليسَ مِن الأمْرِ السَّهْلِ وهذا ما نَشْهَدُهُ في كُلِّ صَفحاتِ الكتابِ المُقدَّسِ معَ كُلِّ الذين حاولوا الوصولَ إلى يَسوع لينالوا الشّفاءَ رُغْمَ كُلِّ الحَواجِزِ والمَخاطِرِ التي كانتْ تَعْتَرِضُ طريق وُصولِهِم إليه.

 مَدعُوُّون إلى أنْ نَتَخَطّى كُلَّ ما يُصبِحُ عَقبة ً وَيَقِفُ أمامَ وُصولِنا إلى المَسيح. لذلك علينا أنْ نكون مُسْتَعِدِّين لِلتَّخلّي عنها إذا اعترضَتْ طَريقنا مَهما كان الثمن أيْ ألّا يَكونُ ضُعفنا حاجِزاً بَينَنا وبَين الله: "فمُنذ يَوحَنّا المَعمَدانِ إلى اليَومِ مَلكوتُ السَّماواتِ يؤخَذ بِالجِهادِ والمُجاهِدون يَختطفونَهُ" (متى11 /12).

إنَّ الخَطئية هِيَ نَزيفٌ دائِمٌ في حَياتِنا فهي تَسْرِقُ كُلَّ قِوانا العَقليَّة والجَسَدِيَّة والعاطفيَّة دون أنْ نُدْرِكَ إلى أين يَصِلُ بِنا كُلُّ هذا: "لأنَّ أُجرَة الخَطيئةِ هَي المَوت، وأمَّا هِبَة اللهِ فهي الحَياة الأبَديَّة في المَسيح يَسوع رَبِّنا" (روم 23/6).

 إنَّ حَياتَنا الرُّوحيَّة تَتَطلّبُ في بعضِ الأحيانِ الكثيرَ مِن التَّضحيَةِ والمُجازَفة، فالحياةُ الرُّوتِينيَّة التي نَعيشُها مَعَ خَطيئتِنا إنْ خلتْ مِنْ إرادَةِ المُجازَفة فقدْ يَسْتَقِرُّ فيها ألمُ الوَجَعِ المُستديمِ وكأنَّ العالمَ بِأسْرِهِ سِجْنٌ مُظلم.

إنَّ الله يَتْرُكُنا نَخْتَبِرُ كُلَّ قِوانا البَشَريَّة وهذِهِ تَربِيَة يَعْتَمِدُها مَعَ الذين يُحِبُّهم: "إنّنا نَعْلمُ أنَّ جَميعَ الأشياءِ تعْمَلُ لِخيرِ الذين يُحِبُّون الله..." (روم8/ 28).

 

 

 

 

 

 


 


 

 

  

 

 

 

 

إستمارة المناولة الاولى 2023 - 2024

 

 


 

الثلاثاء 27 شباط،5.00 مساءً، القدَّاس في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة» ، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 28 شباط،  7.45 صباحاً، صلاة الأخويَّة لـ «أخويَّة العيلة المقدَّسة».

8.00 صباحاً، الاحتفال بالقدَّاس مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» يليه طلبة وزيّاح «مار يوسف»، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

9.00 صباحاً، لقاء الصّلاة الأُسبوعي لسيّدات «أخويَّة العيلة المقدّسة»، في منزل «أوديل أنطون طانيوس».

الجمعة أول آذار،«الجمعة الثالثة من الصَّوم».                  (أخويّة طلائع العذراء)

5.30 مساءً، رتبة درب الصَّليب المقدَّس.

6.00 مساءً، القدَّاس والإِرشاد الرُّوحي «شُهودٌ في خدمة الأخوة»، يليه زيَّاح الصّليب.

7.30 مساءً، السّهرة الإنجيليَّة الثانية «الشَّاهد يشفي ويتجدَّد» (لوقا 19: 1- 10)، في منزل «فؤاد مرعي مرعي».

السبت 2 آذار، «رياضة الصّوم لأَخويَّة الحُبل بها بلا دنس»، في صالة الرعيّة.

3.00 بعد الظهر، حديث الإِرشاد – 4.15 سجود قرباني – 5.00 مساءً، قدَّاس مساء أَحد الإِبن الشَّاطر – 6.00 مساءً، لقمة محبة.

6.00 مساءً، إِجتماع لـ «أَخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 3 آذار، «الأحد الرَّابع من الصّوم – الإبن الشّاطر».

 *  القدّاسات: - في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»:

                     8.00  صباحاً – 9.00 صباحاً (قدَّاس الأَولاد مع أهلهم).

                 - في كنيسة «مار شربل»: 10.30 صباحاً.

10.00 صباحاً، إجتماع «للفرسان والزنابق»، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

 


Copyright © 2003-2024 St John Baptist Parish - All Rights Reserved