أحد شفاء المُخلَّع   10 آذار  2024 - السّنة الثَّالثة والعشرون   -  العـدد 1152

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يومُ كفرناحوم...

   يُظهرُ أحدُ المُخلّعِ تجلّي وسُموَّ سُلطانِ يسوع الإلهيّ على غُفرانِ الخَطايا وعلى شِفاءِ النّفسِ والجَسَد. لقد برهَن يسوع عَنْ سُموِّ هذا السُلطان وقوَّتِهِ الخارِقةِ في شفاءِ مُخلّع كفرناحوم وجميع الأشفية التي صنعها.

   في أعجوبَةِ شِفاءِ المُخلّعِ يَعْبُرُ المسيحُ بالإنسانِ مِن الإنتماءِ الأفقيِّ التُرابيِّ المَريضِ بالخَطيئةِ حتى المَوت، إلى الإنتماءِ العَاموديِّ الرُّوحانيِّ الجَديدِ إلى المَسيحِ الحيِّ والمُحْيي.   فالمُخلّع هو الإنسانُ المريضُ في انتماءَيْه: الرُّوحيِّ والجَسَديّ. إذ إنَّ شِفاءَ الرُّوحِ يُؤدّي حَتماً إلى شفاءِ الجَسَد.

 في هذا الشفاءِ عندما شَفى يَسوع المُخلّعَ أرادَ أنْ يُظهِرَ أنَّ الخَطيئة هِيَ عِلّة كُلِّ مَرَض، فلزِمَ بِالضرورَةِ رَفعَ السبَبِ لِرَفعِ المُسَبِّبِ أي أنَّ يسوع يُعالجُ السبَبَ والنتيجة في آنٍ معاً. هكذا يُضْحي شِفاءُ المُخلّعِ رمزاً إلى خلاصِ الخاطِئ ومَنْحِهِ الحَياةِ الأبَدية.

هذه المدينة مَعروفة وَمَشهورةٌ في الكِتابِ المُقدَّسِ حيث كانت مَسكِن يسوع طولَ مُدَّتِهِ التَبْشيريَّةِ في الجَليل. لقد صَنَعَ فيها الكثيرَ مِن المُعجزاتِ لِقِلّةِ إيمانِ أهلِها، لكنَّهم ظلّوا غير مُؤمنين، لذلك قال عنها: "وأنتِ يا كَفرناحوم، أتُراكِ تُرفعين إلى السماء؟ سيُهبط بِكِ إلى مَثوى الأموات. فلو جَرى في سادوم ما جرى فيكِ من المُعجزاتِ لبَقيَتْ إلى اليَوم" (متى23/ 11). في هذه المدينة وفي كُلِّ  أنْحاءِ الجَليل كان يسوع يَعِظ ُ على شاطِئ البَحْرِ وعلى بابِ المَدينةِ وفي المَجْمَعِ والبُيوت.

مِنْ خلالِ كُلِّ هذا نَشْهَدُ أنَّ ما يَحدُث في كَفرناحوم وفي وَسَطِ المَدينةِ وفي المَجمعِ والبيتِ هُوَ نَموذجٌ عَنْ حَياةِ يسوع ومِثالٌ لِما سَيَحْدُث في مكانٍ أوسَع أي في الجليل كلّه. في الجليل وفي كفرناحوم يعلّم يسوع ويطرُدُ شيطاناً، وهذا ما يُمكِنُ أنْ يَحْدُثَ لأيِّ مكانٍ يَمُرُّ فيه يسوع.

يُمكننا أنْ ننطلقَ مِن كَفرناحوم حيث مَركز رسالة يسوع: المجمعُ مكانُ الصَّلاةِ العامَة، والبيتُ مكانُ الحياةِ الخاصَّةِ وبابُ المَدينةِ مكانُ الحياةِ العامَة. هكذا يجمعُ القِدِّيسُ مَرقس في لوحةٍ واحِدَةٍ كُلَّ مكان، أكان دينيًّا أو غير دينيّ، أكان عاماً أو خاصًّا. وبهذه الطريقةِ يُبيِّنُ لنا أنَّ عملَ يَسوع كان يَصِلُ إلى الكائِنِ البَشَريِّ بِكُلِّ أبْعادِهِ الحَياتيَّةِ والإجتماعيَّة.

  فالمَدينَة هِيَ مَكانُ العملِ والقفرُ هوَ مكانُ العُزلةِ والصَّلاةِ واللقاءِ بالله، حيث العِزلة والصَّلاةُ  يُطلقانِ رِسالة يَسوع الخَلاصيَّة.

كان يسوعُ قدِ اشْتَهَرَ بِصُنْعِهِ المُعجزات، لذلك أتى النّاسُ إليه مِنْ كُلِّ المُدُنِ والقُرى المُجاوِرَة حتى لمْ يَعُدْ هُناك أيُّ مكانٍ على الباب. هُناك مَنْ سَمِعَ فجاءَ لِلمُشاهَدَةِ وهذا قد يَكونُ على سبيلِ الحِشْريَّة. وهُناك مَنْ جاءَ وظلَّ واقِفاً على البابِ بِسَبِبِ ازدِحامِ الجُموع، وهناك الكتَبَة والفريسِّيون.

وهناك مَنْ جاءوا بِقوَّةِ إيمانِهم وصَعَدوا إلى السَّطحِ ونَبَشوه ودَلّوا الفِراشَ الذي كان المُخلّعُ مَطروحًا عليه.

 يَسوع في البيتِ يُخاطِبُ الجُموع بِكَلمَةِ الله "ويتكلّمُ كَمَنْ لهُ سُلطان". كُلُّ النّاسِ يَغوصون في بَحْرِالخَطيئةِ وما مِنْ مُنقِذٍ إلّا يَسوع الذي جاءَ ليُحْيِيهم.

يُمَثـِّلُ الرِّجالُ الأربَعَة الكَنيسة في أربعَةِ أقطارِ العالم التي تَحمِلُ الخَطأة مِنْ كُلِّ الأصْقاعِ على فراشِ الألمِ وتأتي بِهم إلى يَسوع لِيَشْفيَهُم.

  لمْ يُعبِّرِ المُخلّعُ عَنْ إيمانِهِ بِيَسوع ولمْ يَطلبْ مِنْهُ الشِفاء. لكنَّ إيمان الكنيسةِ وصَلاتَها لِأجْلِهِ وشَفاعَتَها حمَلتْهُ إلى يَسوع.

لذلك عندما شَفى يَسوعُ المُخلّع، أظهرَ أنَّ الخطيئة هي عِلّة كُلِّ مَرَض، فلزِمَ بِالضَرورَةِ رَفعَ السَّبَبِ لِرَفعِ المُسَبِّب، وأنَّ شِفاءَ المُخلّعِ هُو رَمزُ خَلاصِ الخاطِئ ومَنَحَهُ الحياة الأبَديَّة. هذا الشِّفاءُ حَصَلَ في بيتِ سِمعان الذي يُمَثلُ الكنيسة، التي وَحدَها هي مُؤتَمَنَة على مَغْفِرَةِ الخَطايا بواسِطَةِ سُلطانِ الكَهَنَةِ وَوَحْدَها مُؤتَمَنَة على التعليمِ والتَبشيرِ بِكَلمَةِ الله.

هذا ما بَدا ظاهراً في حَياةِ يَسوع التَّبشيريَّة: "فرَكِبَ إحْدى السَّفنَتَينِ وكانت لِسمعان فسألهُ أنْ يَبتعِدَ قليلاً عَنِ البرّ. ثمَّ جَلسَ يُعلّمُ الجُموع مِن السَّفينة" (لو3/ 5).

شدَّدَ مَرقسُ على قوَّةِ كلمَةِ يسوع، هذا التَعليمُ الجَديدُ مَملوءٌ سُلطانًا على عَكْسِ تعليمِ الكَتَبَة. يُلاحِظ الكَتَبَة هذا الأمْرَ ويقولون له: "بأي سُلطانٍ تفعلُ هذا". أثارَتْ هذِهِ الكَلِمَة جِدالاً بين يَسوع والكتبة، ظنّوا أنَّ يسوع عاجزٌ عَنْ شِفاءِ المُخَلّع.

كُلُّ هذِهِ الأعاجيبِ تُشَدِّدُ على سُلطانِ يَسوع المُطلقِ لا على شِفاءِ الأمراضِ الظاهِرَةِ فحسب، بلْ على شفاءِ الأمراضِ الروحيَّةِ الخَفيَّةِ وعلى عناصرِ الطَبيعةِ التي هيَ مِنْ سُلطانِ الله الخالقِ وَحْدَه.

"قمْ فاحْمِلْ سَريركَ وامشِ". فالخالقُ هو الآن أمامَ خليقتِهِ وَيَكْشِفُ لها عَنْ ذاتِهِ لقد صَنَعَها بِيَديه. "قال... فكان كذلك". فإذا شاءَ استطاع أنْ يُعيدَ تَكوين خَليقته بعدَ أنْ أفسَدَتْ نَفسَها بِنَفسِها ويُعيدُ صُنعَها على صورَتِهِ ومِثالِه.

"يا بنيّ مغفورة لك خطاياك" ليستِ الخَطيئة هيَ الحقيقة الكُبرى في التاريخ بَلْ الحقيقة هي حقيقة الغُفران. لذلك لا يكشفُ اللهُ  لنا عَنْ نَفسِهِ كَشفًا كاملِاً إلاّ حين يَكشِفُ أنّهُ قدرَةٌ لا مُتناهِيَة على الغُفران. إنَّ أعْمَق ما يُمكِنُنا أنْ نقولَ في اللهِ هوَ أنَّهُ قدرَةٌ لا مُتناهِيَة على الغُفران. إنَّ مَجَّانيَّة المَحَبَّةِ هِيَ التي تَغْفِرُ لنا وتُعيدُ لنا دائِمًا ما نَفقدُهُ بِالخَطيئة.

حيث الكَنيسة هُناك الشِّفاءُ وحيث الكَهَنَة هُناك الأسرارُ وغُفرانُ الخَطايا. إنَّ رِسالة الكَنيسَةِ هِيَ رِسالة مُزدَوِجَة تَشمُلُ الجَسَدَ والرّوح، عالمُ الأرضِ وعالمُ السَّماءِ بحيث أنَّ أيَّ فصلٍ بَين هَذين البُعْدَينِ أو أيَّ إهمالٍ لأحدِهما هُوَ بَتْرٌ لِرسالة الكَنيسة. فإنْ كانَتِ الكَنيسَة تُعلنُ كلمة اللهِ بِلغَةِ البَشَر، فالرُّوحُ القدُسُ يَجعلُ كلمَة البَشَرِ تَحْمِلُ قوَّةَ اللهِ ومَغْفِرَتَه. فاللهُ حاضرٌ في وَسَطِ البَشَرِ مِنْ خِلالِ الكَنيسة، فهي في خِدْمَةِ كلمَةِ اللهِ ولا تَعلّمُ سِوى ما تَعلّمَتْهُ، فهي تُصْغي إلى كلمَةِ اللهِ بِتَقوى وتَحْفظها بِقداسَةٍ وتَعْرِضُها بأمانة. عندما نصلُ إلى ذروَةِ الخطيئة تَتَفكَّكُ كُلُّ قراراتِنا وتَتَعَطّلُ إرادَتُنا وتَنْعَدِمُ حُرِّيَتُنا ومَعْرِفتُنا ولا يَعود لنا أيُّ شيءٍ فينا قابِلا ً لِلحياةِ ونَصِلُ إلى لحظةٍ في حياتنا نَفقِدُ فيها السَيْطَرَةِ على ذواتِنا. هذا التفكّك نعيشُهُ أيضاً عندما تكون لنا الرَّغبَة في الصَّلاةِ وعَيشِ سِرِّ المُصالحَة والإفخارستيا، لكِنَّنا نَشْعُرُ بأنّنا عاجِزون عَنِ  القيامِ  بِكُلِّ ذلك. هذا الوضعُ الأليمُ يتطلّبُ مِنّا جَهدًا مُضنيًا وهذا ما عَبّرَ عنهُ بولسُ الرّسولُ بِقوله: "ولكنّي أشْعُرُ في أعْضائي بِشَريعَةٍ أُخرى تُحارِبُ شَريعَة عقلي وتجعلني أسيراً لشريعَةِ الخَطيئةِ تلك الشَريعَة هي في أعضائي". (روم23/ 7).

 

 

 

 

 


 


 

 

 

إستمارة المناولة الاولى 2023 - 2024

 

 


 

الثلاثاء 12 آذار،5.00 مساءً، القدَّاس المسائي في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة» ، في كنيسة «مار شربل»، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 13 آذار،7.45 صباحاً، صلاة الأخويَّة لـ «أخويَّة العيلة المقدَّسة»، في الكنيسة.

8.00 صباحاً، القدَّاس مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» يليه طلبة وزيّاح مار يوسف البتول، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

9.00 صباحاً، لقاء الصّلاة الأُسبوعي لسيّدات «أخويَّة العيلة المقدّسة»، في منزل «سيلين بو موسى فارس».

الجمعة 15 آذار،«الجمعة الخامسة من الصَّوم».                 (أخويّة فرسان العذراء)

5.30 مساءً، رتبة درب الصَّليب المقدَّس.

6.00 مساءً، القدَّاس والإِرشاد «شُهودٌ في العطاء حتى البذل»، يليه زيَّاح الصّليب.

7.30 مساءً، السّهرة الإنجيليَّة الخامسة «الشَّاهد يصبر ويثبت» (متى 15: 21 - 28)،   

              في منزل «طوني بطرس بطرس».

السبت 16 آذار، أولاً: «رياضة الصّوم وعيد الأُم» لـ «أخوية العيلة المقدَّسة»:

   * البرنامج في صالة الرعيّة :

9.30 صباحاً، صلاة المسبحة وزيَّاح العذراء.

10.00 صباحاً، حديث التنشئة الروحيّة «نعبرُ مع المسيح، من الموتِ الى القيامة»  11.15 صباحاً، المشاركة في القدَّاس.

12.00 ظهراً، لقمة محبّة ولقاء فرح مع معايدة للأُمّهات.

 1.30 بعد الظهر، ختام.                             

 3.00 بعد الظهر – 6.00 مساءً، لقاء التنشئة التّاسع لأولاد «المناولة الأُولى» وتمارين على Danse Sacrée ، في «كنيسة مار شربل».

* ثانياً: «إحتفال عيد الأُم» لـ «أخوية شبيبة العذراء» و «أخويَّة طلائع العذراء»:

   * البرنامج في صالة الرعيّة:

5.00 مساءً، الإِحتفال مع الأُمّهات بقدَّاس «عيد الأُمّ» مع ذكر للأُمهات المنتقلات:

 المرحومة «يولا يونس روكس» والمرحومة «إبتسام ساسين جرجوره» ، وختاماً زيَّاح العذراء.

6.00 مساءً، لقاء معايدة وفرح  من تحضير«أخويتَيْ شبيبة وطلائع العذراء»، يليه  قطع قالب الكاتو.

الأحد 17 آذار، «الأحد السّادس من الصّوم – آية شفاء الأعمى».

 *  القدّاسات:

 - في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»:            8.00  صباحاً.

 - في كنيسة «مار شربل»:

9.00 صباحاً ، الإحتفال بعيد الأُمهات للفرسان والزنابق وعيد الأخويَّات في الرعيَّة السّنوي بمشاركة: «أَخويَّة فرسان العذراء»، «أخويَّة طلائع العذراء»، «أخويَّة شبيبة العذراء»، «أخويَّة الحُبل بها بلا دنس» و«أخويَّة العيلة المقدَّسة».

10.00 صباحاً، لقاء معايدة وتكريم للأُمهات من قِبل أَولادهم الفرسان والزنابق، وضيافة العيد في «صالة الرعيَّة».

10.30 صباحاً، القدَّاس في في كنيسة «مار شربل».


Copyright © 2003-2024 St John Baptist Parish - All Rights Reserved