أحد شفاء الأعمى   17 آذار  2024 - السّنة الثَّالثة والعشرون   -  العـدد 1153

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وسارً معَهُ في الطَّريق ...

  شفاء أعمى أريحا هو قمّة أعاجيب يسوع في إنجيل مرقس. في هذا النصّ الإنجيليّ نحن أمام شفاء أعمى إبن طيما الذي يتحدّى الجمع ويُطلق العنان صارخًا: "يا يسوع ابن داود ارحمني". هذا الأعمى الذي يتسوّل الدراهم يعيش قابعًا مهمّشًا ومتروكًا أضحت قارعة الطريق جزءًا من حياته اليوميّة.

هذا الأعمى يطرح رداءه واثبًا نحو يسوع طالبًا إليه بإلحاح الشّفاء بعد أن انتظره بثقة وإيمان. أمام هذا الإيمان لا يستطيع يسوع إلّا أن يتوقّف إذ لا يجتاز من ينتظره وحتى لا يتجاهله. هكذا يصرخ الصدّيقون إلى الرَّبِّ في أوان الضيق وهكذا يستجيب لهم: "لأنّي إيّاك رجوت يا ربّ وأنت تجيب أيُّها السيّد إلهي" (مز 38/ 16).

"بينما يسوع خارج من أريحا" تحتلّ أريحا مكانة هامّة في صفحات الكتاب المقدّس وفي تاريخ الشّعب اليهوديّ حيث يعود عمر هذه المدينة إلى سبعة آلاف سنة.  تتميّز أريحا بانحدارها عن سطح البحر.

لذلك هي ترمز في المعتقد اليهوديّ، إلى مثوى الأموات أي "الشيول" حيث نزل إليه يسوع وأخرج منه كلَّ النفوس المنتظرة الخلاص. هذا ما يبدو ظاهرًا في أيقونة المسيح الذي يمسك بيده كُلّا ً من آدم وحواء ليخرجهما من هذا المكان. يتكلّم يسوع عن أريحا في مثل السّامري الصّالح الذي كان نازلاً إلى أريحا ووقع في أيديّ اللّصوص، وخلال دخوله أريحا، حيث زار زكّا العشّار ونزل ضيفاً في بيته. وفي هذا النصّ يسوع يسير في أريحا. إذاً نحن أمام مناخ من الشّفاء والإرتداد وكلّ هذا يحدث بالقرب من أريحا وفي داخلها.

وما إن خرجَ يسوع وتلاميذه والجموع الغفيرة من أريحا، حتّى ظهر أعمى ابن طيما الذي يمثل كلَّ الشّعب اليهوديّ الذي كان يتنظر قدوم المسيح المخلّص. إنَّ ابن طيما يعي عَماهُ وحاجته إلى النّور وهذا ما يشير أنّه ما زال يعيش في ظلمة العهدِ القديم الذي كان ينتظرُ مجيء المسيح. لقد همَّشه المجتمع واعتبر عماه عِقاباً له.

لقد عرف الأعمى يسوع بقلبه قبل أن يعرفه ببصره. فرأى فيه ابنًا لداود فأصابه هذا الإسم بالصّميم. لقد أدرك بقوّة إيمانِهِ أنَّ يسوع وحده يستطيعُ أنْ يُخلّصَهُ ويرحَمَه. هو أراد أنْ يصلَ إلى يسوع رغم ازدحام الجموع وإسكاتها له فتخطّاها بإيمانه.

لقد طلب الأعمى من يسوع بإلحاح: "إرحمنى يا ابن دواد". فتوَّقفَ يسوع متوجِّهاً إلى الجموع "أُدعوه" استوقفه الأعمى وعلّم الجموع الإصغاء. سأل يسوع الأعمى ماذا تريد؟  فالطلب هو تعبير عن الذات وتثبيت للوجود.

ربح الأعمى الرّهان حين استوقف يسوع إذ طرح رداء العمى والضعف آتيًا إلى يسوع الذي سأله: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" سأل يسوع الأعمى ليستنهضَ الوعي الأعمق فيه فيطلب النورَ ويتمسَّكُ بالشفاءِ حتى لا يعود يسقط في العمى الداخليّ الذي يصيب الجموع المُحتشدة حول يسوع فقال له: "أبْصِرْ إيمانك خلّصك".

كان الأعمى أقربُ ليسوع ممّا كانت الجموع التي تبصر، قريبة منه ولكنّها في الواقع كانت بعيدة عنه كلّ البعد، فلم ترَ فيه ابن داود بل يسوع الناصريّ صانع المعجزات: "...إنّي جئت إلى هذا العالم لإصدار حكم: أن يُبصرَ الذين لا يُبْصِرون ويعمى الذين يبصرون" (يو9/ 39). حين شُفي الأعمى "تبع يسوع في الطريق" وهذا أمر لم يفعله أعمى بيت صيدا ولم يستطع أن يُقدِمَ عليه الرَّجُل الغني. تبعه في الطريق التي تقود إلى أورشليم، حيث يتمُّ  سِرُّ الألم والموتِ والقيامة. هكذا يُضحي مصيرُ كُلِّ مَنْ أراد أن يكون تلميذاً ويرغب في اتّباع  يسوع على طريق الحقّ والحياة.

برطيما هو نموذج التلميذ الذي لا يستطيع بنفسه أنْ يتبعَ يسوع، هو مثل بطرس الذي لم يفهم الإنباء الأوّل بالآلام، ومثل يعقوب ويوحنّا اللذين أرادا أن يرتفعا على الآخرين. ولكن يسوع يشفي تلاميذه وينير قلوبهم فيستطيعون أن يتبعوه عبر كلِّ مراحلِ حياتِهِ وصولا ً إلى الصَّليب حيث الموت والقيامة. حيث يصبح يسوع والطريق شيئاً واحداً: "أنا هوَ الطريقُ والحَقُّ والحَياة".

عندما خلعَ الأعمى رداءَهُ الذي كان يحميه من البَرد، أراد أن يخلعَ كُلَّ ماضيه الذي كان يعيشه مُتخلّياً عن كلِّ الضمانات البشريَّة، ليصبح المسيح ابن داود ضمانته الوحيدة، وفي قوَّةِ الإيمان هذا تمَّت المُعْجِزة.

إنَّ الإيمان يردم المسافة ليصبح الإنسان قريباً من الله. فالعمى الحقيقيّ يُصيبُ في الواقع الجمع الذي كان يمشي مع يسوع لا إبن طيما القابع مكانه. هذا ما حصل مع النازفة، عندما كان الجميع  يزحمون يسوع ولكنّها وحدها لمسته ووحدها حصلت على قُدرَةِ الشِّفاء، لذلك فالإيمان وحده يكفي لِلخلاص ولكن "الإيمان بدون أعمال ميّت هو" كما يقول القدّيس يعقوب لذا علينا أن نُظهر أيماننا بأعمالنا الحسنة.

إذهب إيمانُك خلّصك" الله دومًا يتدخّل في تاريخنا ويقوده. هذا ما بدا ظاهرًا في تاريخ الآباء والأنبياء في صفحات العهد القديم. كان إبراهيم منصرفـًا عقيمًا ليس من يرثه وأصبح شيخًا طاعنًا في السنّ، وكان وعد الله له قد طال إلى أنْ تراءى الله له في بلّوط مَمْرا: "وتراءى الرّبُّ له عند بلّوط مَمْرا، وهو جالس في باب الخيمة، عند احتداد النهار...وقال إبراهيم: سيّدي إن نِلتُ حُظوةً في عينيك، فلا تجز عَنْ عَبْدِك" (تك 18/ 1). ففي ظلمة تاريخنا وخطيئتنا نحن مدعوُّون أنْ نستوقفه ونصرخ له كما صرخ له إبراهيم وابن طيما: "يا ابن داود ارحمنا" الله يحترم حرِّيتنا، إذا لم نستوقفه وندعوه ونعبّر له عمّا يختلج في نفوسنا لا يستطيع أن يشفينا ويخلّصنا. الأعمى أدرك أنّه أعمى فانتهز فرصة العمر عندما مرّ يسوع بقربه.

أراد الأعمى أنْ يقول ليسوع إنْ لمْ تقفْ يا ابن داود لن أعودَ موجودًا. فمن له الشّجاعة أن ينطلق على الدّرب مع يسوع سيندهش وهو يكتشف درب النّور هذا. لا يكفي النظر والمجيء إلى يسوع، وحدها الإقامة معه تجعلني تلميذاً له. أعمى أريحا هو نموذج التلميذ الحقيقيّ الذي يثبت ويتبع يسوع في الطريق إلى أورشليم.

لذلك فالإلتزام بطريق الله قرار نأخذه في قلب "الظلمة" والإلتزم هو اقتبال وضعي الضّعيف الذي هو بحاجة إلى القوّة والشّفاء. فعندما أقتبل "الظلمة" عندئذٍ أستطيع أن أُقبِلَ إلى النّور. إذا كنّا نريد الحياة يجب أن ندرك أين تكمن مساحات الظلمة والعمى والموت في حياتنا. لذا نحن مدعوُّون أن ندرك ونرى من هو يسوع ونختبره ليتسنّى لنا اتّباعه. وهذا ما فعله إبن طيما الذي لم  يستطع أن يتبع يسوع إلّا بعد أن أبصره أوّلا ً في قلبه وعقله وإيمانه ثمّ بعينيه. قد يتسنّى للشيطان بأن يجترح الكثير من الأعاجيب، لكنّه لا يستطيع أن يُعطيَ النّور لأحد، لأنَّ يسوع هو مَصْدَرُ النّورِ وحدَه. عندما نلتقي الله  نطرح عنّا رداء الماضي والخطيئة واليأس والإنسان القديم الذي يستعبدنا. كلّما شرب الإنسان من فراغه الذاتي يتزايد إلتهابُ عَطَشِهِ باستمرار.

 

 

 

 

 


W  الوفيَّات: يوسف سيمون عسَّاف                             (11 آذار2024)


 

 

 

إستمارة المناولة الاولى 2023 - 2024

 


الثلاثاء 19 آذار، «عيد مار يوسف البتول».

5.00 مساءً، قدَّاس العيد يليه طلبة وزيَّاح مار يوسف البتول، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة» ، في كنيسة «مار شربل»، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 20 آذار،7.45 صباحاً، صلاة الأخويَّة لـ «أخويَّة العيلة المقدَّسة»، في الكنيسة.

8.00 صباحاً، القدَّاس مع «أخويَّة العيلة المقدّسة» يليه طلبة وزيّاح مار يوسف البتول، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

9.00 صباحاً، لقاء الصّلاة الأُسبوعي لسيّدات «أخويَّة العيلة المقدّسة»، في منزل «فوميا فارس طانيوس».

الجمعة 22 آذار،«الجمعة السَّادسة من الصَّوم».            (أخويّة العيلة المقدَّسة)

5.30 مساءً، رتبة درب الصَّليب المقدَّس.

6.00 مساءً، الإحتفال بالقدَّاس والإِرشاد الرُّوحي «شُهودٌ في الإلتزام الشَّامل»، يليه   زيَّاح الصّليب.

 7.30 مساءً، السّهرة الإنجيليَّة الخامسة «الشَّاهد يسهر ويترجّى» (متى 25: 1 - 13)،   

              في منزل «المرحوم يوسف يعقوب فارس».

 السبت 23 آذار، «سبت إحياء لعازر» - «عيد القدّيسة رفقا».

7.00 صباحاً، تزور «أخوية طلائع العذراء» منازل الرعيّة لتجسيد حدث إحياء لعازر. يعود ريع هذا الحدث للمساعدات الاجتماعيّة في الرعيّة.

5.00 مساءً، الإحتفال بقدَّاس وجنَّاز الأربعين للمرحوم «حنَّا سليمان بشارة»، في كنيسة «مار شربل».

6.00 مساءً، الإجتماع الأُسبوعي لأعضاء «أخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 24 آذار، «أحد الشَّعانين».

  * القـدّاسـات:     - في كنيسـة «مار شربل»:

9.00 صباحاً، الإحتفال بقدّاس أحد الشَّعانين ورتبة تبريك أَغصان الزيتون،.

10.00 صباحاً، القدَّاس الإِحتفالي مع تبريك أَغصان الزيتون في القسم الأول من القدَّاس ، والانطلاق بزيَّاح الشَّعانين، من «كنيسة مار شربل»، مروراً بالشارع العام، وصولاً الى باحة كنيسة مار يوحنَّا المعمدان، واعطاء البركة والمعايدة.


نقل الاحتفال بعيد بشارة السيدة العذراء بروتوكول ٢٦ / ٢٠٢٤
يصادف عيد بشارة السيدة العذراء في ٢٥ آذار يوم الإثنين من أسبوع الآلام. فلأن أسبوع الآلام، بصلواته ورتبه، يتقدم على كل الاحتفالات والأعياد والتذكارات ولأن الكنيسة تكون ساجدة متأملة بآلام فاديها. وبما أن عيد بشارة العذراء مريم له جذوره في روزنامة أعيادنا المارونية وفي تقليد الكنيسة الجامعة،  يُنقل عيد البشارة هذه السنة إلى يوم الأربعاء من أسبوع الحواريين الواقع فيه ٣ نيسان ٢٠٢٤، كون يوم الأربعاء مخصص في تقليدنا الماروني لتذكار مريم العذراء، ولأن مخطوطات قنوبين تذكر صلاة لمدائح العذراء في اليوم الثالث بعد القيامة.


Copyright © 2003-2024 St John Baptist Parish - All Rights Reserved