الأحد الرّابع بعد العنصرة   9 حزيران 2024 - السّنة الثَّالثة والعشرون    -   العـدد 1165

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أحمدك يا أبي، ربَّ السماء والأرض".

   تأتي صلاة يسوع هذه بعد إرسال التلاميذ وعودتهم، ليخبروا الرّب عن نجاح مهمّتهم، وأنّهم رأوا الشيطان يسقط من السماء.

  لم يبتهج يسوع كما فرح التلاميذ لأنّ رسالتهم قد نجحت، إن ابتهاج الرّب يحمل بعداً آخر لذلك يشدّد الكاتب على مصدر فرح الرّب ووسيلة فرحه: الرّوح القدس. يستعمل لوقا هذا الفعل في أماكن من إنجيله يتكلّم بها عن فرح يتخطّى حدود هذا العالم ويجمع الإنسان بالله مصدر الفرح الحقيقيّ.

إن هذا الإنجيل هو إنجيل التناقض:

  التناقض بين التلاميذ الّذين يجدون فرحهم في نجاح رسالتهم، والرّب الّذي يجد فرحه في إتّحاده مع الآب في رباط الرّوح القدس نبع السعادة الحقّة.

  التناقض نجده أيضاً في صلاة يسوع، في الإختلاف بين السماء والأرض في قول الرّب "أحمدك يا أبي، ربَّ السماء والأرض"، كما نجده في التناقض بين الحكماء والبسطاء.

التناقض الأبرز يبقى في أن كلّ معرفة أرضية هي معرفة ترتبط بالعقل، بالعلم، بقوى الإنسان العاقلة. معرفتنا الماديّة ترتبط بمعدّل ذكاء الإنسان وبمستواه الثقافي، أمّا معرفة حقيقة الله، فلا يمكنها أن تكون معرفة عقلية فقط، ولا يمكن أن تقوم على تحليل علميّ أو حسابيّ، بل هي معرفة البسطاء والأطفال، معرفة لا تقوم على التحليل والتقييم والتفكير، بل على الحبّ، على الصداقة، على البنوّة، على الثقة.  

   تختصر عبارة "يا ربّ السماء والأرض" هذه التناقض بين المعرفة الإلهيّة والمعرفة الإنسانيّة، المعرفة بحسب الإيمان والمعرفة بحسب اليقين العلميّ. فالله هو خالق السماء والأرض، ومعرفة الخالق السماويّ تستوجب حكمة لا إنسانيّة فحسب، بل إلهيّة بنوع مميّز. فالخالق قد حجب أسرار الألوهة عن العلماء والفهماء وأظهرها للبسطاء. مرّة أخرى يلتقى هذا النّص بنص نشيد مريم، تقول " حطّ المقتدرين عن عروشهم ورفع البسطاء".

 هذا هو التناقض الإلهيّ، هذا هو الفرق بين "الحقيقة" السماويّة وبين الحقائق الأرضيّة. لا نفهم من هذا أن لا دور لعقلنا ولمعرفتنا في مسيرة اكتشاف حقيقة الله ومعرفة شخصه ودوره في حياتنا، فالعقل الإنسانيّ، والمعرفة البشريّة هما ما يميّز الإنسان عن الكائنات الأخرى، فهو قادر على التفتيش، لا بل هو مدعوّ الى معرفة الله على ضوء العقل.

   ولكن الخطيئة الكبرى هي خطيئة الكبرياء العقليّ، حين يظن الإنسان نفسه قادراً على إخضاع حقيقة الله لعقله، ويحوي في معرفته حقائق الأبد والأزل. والإتّضاع الفكريّ هي الفضيلة التي تحمي الإنسان من السقوط في سقطة الإنسان الأوّل: "تعال نأكل من الثمرة فنصبح مثل الله، نعرف الخير والشّر".

   إن المعرفة والعقل كانا في أساس سقطة الأنسان الأولى، ليس لأنّهما مصدر شرّ، بل لأنّ الإنسان قد أساء استعمالهما، فتخطّى حدود طبيعته، وأراد أن يُخضِع الإله لقدرته الإنسانيّة المحدودة.

   دعوة الإنسان هي التفتيش عن الله، لا البقاء في حالة سلبية من الخضوع الجاهل، هو مدعّو الى استعمال عقله حتى الوصول الى الحدود التي لا يمكن للعقل تخطّيها، عندها عليه أن يعلم أنّ ما يفتّش عنه يتخطّى قدرته. إن التفتيش عن الحقائق الإلهيّة، هي مثل تسلّق جبل عال، نبدأ بتسلّقه، ونكمل على حيث لا يمكننا الإستمرار، لأن قمّة الجبل تتخطّى قدرتنا، عندها يأتي دور الإيمان، يحين الوقت الّذي نظهر لله ثقتنا به رغم عدم قدرتنا على إعطاء محتوى الإيمان هذا تأكيدات علميّة. هذا السعي هو أيضاً مثل السير على درب شاقّة وطويل، نسيرها نحو هدفنا ولكنّنا نعلم أن وادياً يفصل بيننا وبين هدفنا، نسير رغم هذا وصولاً الى حافة الوادي، وهناك، على حافّة الوادي، لا يبقى أمامنا سوى طريقة وحيدة تمكّننا من بلوغ غايتنا: القفز الى المقلب الآخر. هذه القفزة هي قفزة في العدم بالنسبة للعقل، وهي قفزة كيانيّة يقوم بها الإنسان للإتّحاد للوصول الى الخالق، هذه القفزة هي الإيمان. في الإيمان لا ضمانات عقليّة، ولا تأكيدات حسيّة ملموسة، هي مثل القفز في العدم. هذه الحقيقة لم تُعط الى "العلماء والفهماء" كما يقول الربّ في الإنجيل هذا، بل للأطفال والبسطاء، لا لأن الرّب لا يحبّ الحكماء، بل لأنّ من يتّكل على قوّة عقله ليصل الى الحقيقة، لا يرى في الإيمان سوى أمراً لا معنى له، يراه مشابهاً للقفز في العدم.

وحده المسيح، كلمة الله، الإنسان الحقّ والإله الحقّ يمكنه الدخول في هذه المعرفة الكاملة، لأنّ هذه الحقيقة هي جوهره الشخصيّ، أمّا نحن، فمن خلاله نشترك في المعرفة، وإن بشكل غير مطلق. والوسيلة الأخرى للوصول الى هذا المعرفة، وإن بشكل جزئي، فهي في الإشتراك بهذه الحقيقة بشكل شخصيّ. معرفة الحقيقة الإلهيّة هي معرفة جوهر الله، وجوهر الله هو الحبّ، وبالتالي فيمكننا الدخول في هذه المعرفة ليس بشكل عقلي بل بشكل فعلي وكيانيّ، من خلال عيشنا فضيلة المحبّة بشكل كامل.

 

 

 

 

 

 

'' عمادات: إِلسي باتريك سليم شيخاني               (لافال- مونتريال 1 حزيران 2024)


 

 

الثلاثاء 11 حزيران، 6.00 مساءً، القدَّاس وزيَّاح «قلب يسوع الأَقدس»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيَّـة»، في كنيسة «مار شربل»، لتحضير قـدّاس الأَحـد 10.30 صباحـاً.

الأربعاء 12 حزيران،  7.30 صباحاً، صلاة الأَخويَّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 صباحاً، القدَّاس مع «أَخويَّة العيلة المقدّسة»، يليه طلبة وزيَّاح «قلب يسوع الأَقدس» ، في كنيسة «مار يوحنّا المعمدان».

الجمعة 14 حزيران، 5.30 مساءً، صلاة الأخويّة في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

6.00 مساءً، القدَّاس مع «أَخويَّة الحُبل بها بلا دنس»، يليه طلبة وزيَّاح «قلب يسوع الأَقدس» ، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

السبت 15 حزيران، 6.00 مساءً، الإِحتفال بقدَّاس مساء الأَحد الخامس بعد العنصرة، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، الإجتماع الأُسبوعي لأعضاء «أَخويَّة طلائع العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».

الأحد 16 حزيران، «الأحد الخامس بعد العنصرة».

 *  القدّاسات:-  في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»: 8.00  - 9.00 صباحاً.

                - في كنيسة «مار شربل» : 10.30 صباحاً، جنّاز الأَربعين للمرحومة «غيتا زغيب طانيوس».

10.00 صباحاً، الإِجتماع الأسبوعي لـ «أَخويَّة فرسان العذراء»، في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان».


Copyright © 2003-2024 St John Baptist Parish - All Rights Reserved