عـدد خـاص – تكريـم الخـوري يوحنَّـا  مـارون مفـرّج  –  العـدد 436

نَشرة رَعويَّـة أُسبوعيَّـة تصدرُ عن  رَعيَّـة مار يُوحنَّـا المَعمَدان – عبريـن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا- مـارون مفـرّج 999247/03

Website: www.ebreenparish.50webs.com  - Facebook: Ebreen Parish

Emails: paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

سطـور من ذهب في تكريم الخـوري يوحنَّـا  مـارون مفـرّج 

الاحـد 13 حزيـران 2010

 

1-  كلمـة الرعيَّـة (نقلاً عن «الراميَّـة» عدد 74 – الاحد 13 حزيران 2010)

   أوّلُ ما يَتَبـادَرُ إلى ذهني صلاةٌ وَضَعَتْها الكنيسةُ للتعبيرِ عن حاجةٍ ماسّةٍ لديها: «أعطِنـا يا ربّنا كهنـةً قدّيسيـن». بالطبـع، لا أرغَبُ أنْ أُعلِنَ قداسـةَ الخوري يوحنـا مارون مفـرّج في هذا الاحتفال، ولسْتُ بابا لأُعْلِنَ ذلك.

     وبالتأكيـد، لا أرغبُ أن أَدْعُوَه إلى طريـقِ القداسةِ وهو الأَخْبَرُ بِشِعابها. إنّما أرغبُ أن أُحَدِّدَ مفهـومَ القـداسة الذي نَتَداوَلُه نحـن:

     نحنُ نقـول:«فـلانٌ قدّيـس»، إذا كان وَرِعاً، يُحِبُّ الصلاة، فاتحـاً قلبَه، مقفلاً على لسانه إلاّ بالخيـر، يَهِـمُّ إلى مساعـدة الآخرين، يحتـرم الناسَ جميعَهـم، لا يفـرّقُ بيـن قويٍّ وضعيف، أو غنيٍّ وفقيـر، أو عالمٍ وجاهل...

      ونحن نقـول: «فلانٌ متعبّدٌ لعملـه، أو لعائلته»، إنْ هو كرّسَ وقتَهُ وذاتَه وفـكرَه وقلبَـه وكلَّ كيانِـه لهما. فما قَصَّرَ في واجـبٍ نحوهمـا، ولا أهمـل أمراً، أو تَغاضى عن حاجـةٍ، أو تسرّع في عمـل أو قولٍ أو موقـفٍ، وإن هـو كان صبـوراً رفيقاً حليمـاً صادقـاً..

    ونحنُ نقول: «"فلانٌ راهـبٌ، وفلانةُ راهبـةٌ»، متى كان الشخصُ المقصودُ محافظـاً على سمعتـه، متفانياً في الخدمة، مطيعـاً لمن تَجِبُ إطاعَتُـه، يَزْهَدُ بالدنيا: مالِهـا وجاهِهـا وبَهْرَجاتِـها، عفيفـاً بلسانـه وجسده وقلبـه.

    وأترُكُ لكـم أنتم أن تَزِينوا أبونا مفرّج في علاقاتِه بأبناءِ الرعيّة، رجالاً ونساءً، شبّاناً وشابّاتٍ، صغاراً وكباراً.. فهل نحنُ عنده إلاّ كما في كَفَّتَيْ ميزانٍ مُتَساوِيَتَين؟

وإنّ لكم أن تَحْكُموا على عملِه الرسوليّ، فهل بَخُلَ على الرعيّةِ أو علينا كأفرادٍ، بوقتٍ أو جُهْدٍ، أو قصَّر بواجـبٍ، أو نَسِيَ أو تناسى أمراً، أو تَأَفَّفَ أو تَذَمّرَ أو تَلَكّأ؟ وإنّ لكم أن تقرّروا في تَرَهُّبِـه، فهل طالتْ سِمْعَتَه أقاويلُ، أو شَوَّهَـها سعيٌ إلى مادّة، أو رغبَةٌ بمقامٍ، أو احتقارٌ لإنسانٍ، أو تشْويهٌ لِسمْعةٍ، أو حطٌّ لِقَدْرٍ أو مـقام؟ وخيرُ دليلٍ على ما أذهَبُ إليه هو أنّنا جميعاً أَجْمَعْنا على محبَّته، وتَفَرَّقْنا على انتقادِه.

قد لا يكـونُ أبونـا مفرّج قدّيسـاً، أو قد يكـون. إلاّ أنّ الأكيـدَ هو أنّنا نحنُ قدّيسون. فهل القديـسُ إلاّ مَنِ استجابَ اللهُ لدعائه وشفاعتِه؟ وها نحن دعوناه، وصلّينـا من أعماق قلوبنـا، ووضعنا قلوبَنـا على أيدينا مخافـةَ ألاّ يستجيبَ اللهُ دُعاءنـا. ولكنّه استجاب، وأرسلَ لنـا أبونا يوحنَّـا مارون مفـرّج.

شكراً أبونا مفرّج على كلّ ما قُمْتَ وستقومُ به. شكراً باسمِ الرعيّةِ جميعِها، وباسمِ المجلس الرعويّ فيها، وباسمي الشخصي.  بارَكَكَ الله وحماكَ.

 

 

2- «فالكهنوت ... سرّ انسكاب اللاهـوت في الناسوت» - أرزة اليـاس

أبتِ، لقد انحنى الله على البشر عندما أخذ تراباً وجبله وخلق الانسان. ثمّ انحنى عليهم عندما كلمهم بواسطة انبيائه. ولما بلغ ملء الزمن انحنى عليهم في شخص ابنه يسوع المسيح الذي جاء مخلّصاً للانسان في حياته وموته وقيامته. وما زال ينحنـي على البشر في ملء هذا الزمـان في من دعاهم لقبـول سرّ الكهنوت المقـدّس.

فالكهنوت هو سرّ انسكاب الالوهـة في الناسوت، بشريتنـا، آنيتنـا الخزفيّة السريعة العطب الاَّ بفضل نعمته. والكهنـوت هو ميلاد جديد، به يصير الكـاهن انساناً آخر. مكوَّناً من الارض ومن السماء معاً وترابيته تسقط اذا عرف أن يوظّـف النور الذي ينسكب عليه.

هذا أنت، أبتِ يوحنا مارون، منذ احدى عشر عاماً، على أدراج الهيكل، أمام رخامة المذبـح، وكأس ذهبيّة يعصف في داخلهـا دم كرمـة ومستديـرة بيضاء، بين أناملك ترفعـها وترفع معها الارض الى السماء، دون أصول مرعيّة وقوانين مجمّدة، فالرحلة في الرحابـة والرفاهية، في التسامـح والتحـرر، في المحبّة والغفـران، في الايمان والرجاء، في استعادة النعمة والفداء.

أحـد عشر عاماً من الخبز والخمر، من لاهوت مشعّ.

أحـد عشر عاماً في مصافاة مع السماء، ليس في جوِّك لطخة غيم.

صلّيت وابتهلت، موعود بأشياء كثيرة، وأجمل ما فيك شدّة ايمانك بموعودك. نفسك وتعبيرك مصقولان، كلماتك رخيمات، وقمح بيدرك مغسول ومنقَّى. على الرخامـة نثير من أصابعك، وعلى النفوس فتات من بصرك وفي الحالتيـن لم تنسََ

الذبيحة. هذا أنتَ، منذ أحد عشر عاماً، الصادق مع نفسه ومع ما نذر له في الحياة. المتواضع مع الآخرين وما أظهرت عن نفسك فعلاً ليس فيه.

الكاهن الامين على وزنات اعطيت له وما فرّط بواحدة منها وما تنازل عن مبادىء وقيم آمن بها حتى عندما جاء نقد صارخ ومعاملة قاسيّة. اليوم وبعد أحد عشر عاماً، لك علينا أبتِ يوحنا مارون أن ندرك فعلاً ماذا قدّمت لنا ولنا عليك أن تستمرّ في عطائك كي تمتلىء سلال خيرك وخيرنا بكلّ ما هو نقيّ ومقدّس.

وسامك الغوص في بحر المعرفة لتكون قائد السفينة وتتوّج منارة للاجيال الصاعدة. ونحن في انتظار اكمال المسيرة على أكفّ النجاحاتالتي تعانق رحلتك الابداعيّة التي ليست الى انتهاء.

نرجو لك أبتِ، كلّ بركة سماويّة طالبين من الله أن يعطيك القوة والصحة لتتابع عطاءاتك بمحبّة صادقة، فننعم بصفاتك ومواهبك وثمارك الطيّبة وتكون خيمة يستظلّ فيها كلّ مسافر على طريق السماء.

أبونا يوحنّا مارون هنيئاً لنا بك.  ليتك تعرف كم نحبّك والى أيّ مدى!

 

3- «الى أبـي» (نقلاً عن «الراميَّـة» عدد 74)   -     لاريسـا ابـو حـرب

 منذ الولادة، ويقع دائمًا على مسمعـي أنّ للانسان أبويـن: والد أرضي ووالد سماوي عظيم هو الله. لكنني وجدت هذا القول ناقصًا، اذ وجدت والدًا ثالثًا يهتم بعنايتي ورعايتي كالباقين، يغمرني بمحبته وعاطفـته اللامتناهية ويحذرني من الوقوع في الهاوية. غريـبٌ ما أشعر به تجاهه. شعورٌ أقوى منّي، أقوى من ذرف الدموع، أقوى من المستقبل. انه أبي الكاهـن يوحنا – مارون مفرّج.

     كاهـنٌ حمـل صليب الخدمة الاجتماعيّـة، ومشى يرزح أحيانًا لكن المسيح كان سنده فلم يدعـه يقـع بل أرسل له مئات «يوسـف الرامي» يرفعون الثقل عنه ويساندونـه.

    صوته الصارخ لا يهاب شيئًا. يقول ما يشاء، يصرخ، تضجّ به منابر الـحق والمحبة. ارادته الصلبـة من حجـر الصوان لا تخضع للرياء والكذب بل تعلم كيف تميّز الفضيلة من الشر. مثقّفٌ يهوى العلم، ومسيحيٌّ بحتٌ لا مجال للنقاش. ينابيع محبّته لا تنضب ووفاؤه سحرٌ يكحل وحشة الليالي.

     أبي، ما أقوله اليـك اليوم، أقوله من القلب الى القلب، لأننـي أعلم أذنك المتأهبة دومـًا لسماع هموم الحياة، تحتاج ولو في وقفة صغيرة من الزمـن الى كلمة شكر. أنت الذي أعطيـت بلا حدود، أنت الذي تعبـت واجتهدت لترفع اسم رعيتك، قليلٌ عليك الكثير. ففي البدء كان الحلم، وتحقق فيك أنت.

     أنـت الحـلم يا أبـي. أنت صخـرة المسيح. أنت المتواضـع، خادم الجميع وآخر القـوم لكنـك أكبرهـم وأولهـم دائمًا وأبدًا.

فلك منا وعدًا أن نبقى على نهج المسيح سائرين وطامحين الى العلى، الى الجنة حيث ينام الأبرار؛ أن نبقى أوفياء حتى الرمق الأخير، حتى الأزل.

أخيرًا، عندما تختفي المعاني وتختنق الكلمات، أراك من خلف اليأس آتيًا أمَلاً مشعًا لا ينطفئ.

              نحبّـك وأحّبـك.

          اليـك أكتـب يا رافـع الكـأس والقربـان...   اليك أكتـب...

                                                              اليـك يا أبـي!!!!!!!!

 

4- «11 عاماً من العطاء أدامك الله لنا راعيّاً صالحاً» - طلال شاهيـن

بعد مرور 11 عاماً منذ سيامتك الكهنوتية، أكتب اليك للمرة الاولى ايها الاب الصالح لاهنئك بتكريمك في هذه السنة الكهنوتية.

أكتب اليك بإسم إبن رعيتك الذي تعوَّد على حنانك كصديق، كأب ومرشد، اذ لم تتوانَ للحظة عن تقديم مساعداتك ونصائحك ايها الحنّون.

كنت، وما تـزال، كاهناً لرعيتنا منذ 9 سنوات، فأفضـت بحبك وعطفك الابوي ايماناً على رعيتنـا التي هي رعيتك، فافتخرنا بك يا ابن عبرين وزدتنا بطريقتك السلسة في التعامـل معنا، ايمانً من كبارنا الى صغارنا، ولن ننسى توبيخك لنا في بعض المناسبات، اذ حتى وانت توبّخ، كنت دائماً توبّخ بتلك الطريقـة السلسة، لكـي لا تجرحنـا ايها الحنون.

يوحنَّا مارون مفرّج، ايها الكاهن المثـالي، أنت الخـادم الصالح، أمَّنـك الله على هذه الرعيّـة، فكنت خير قدوة لها.

أيّها الخـادم الامين، كنت أمينـاًً على العديد من الناس، فجعلتهم كلهم مؤمنين بأبينا السماوي وبروحه القدوس. فآمل من الربّ أبينا، ان يكرمك ويدخـلك فسيح جنانه بعد عمر أتمناه لكم مديداً مملوءاً بكلّ خير.

دمتم لنا ايها الحنون، وأدامكم الله بكامل صحتكم لتتمكنوا من متابعة رسالتكم دونما تقصير. أيّها الحنون اذ أتمنّى لكم كلّ الخير، أتقدّم منكم يأحرّ التهاني بتكريمكم وأطلب ان ترعى خرافك جيداً في زمننا هذا الذي كثرت فيه الذئاب المفترسة.

 

5- شكـر وعرفـان جميـل الى «لجنـة الوقـف» و«المجلس الرعـوي» اللذين حضرَّا هذا الاحتفال واهتّما بكل التفاصيل الدقيقة وعلى التنسيق المتكامل في بينهما.   

    والشكـر ايضاً الى رئيس وأعضـاء «المجلـس البلـدي الجديـد» على المشاركة وتقديمه هديّة تذكاريّـة. وايضاً وأيضاً الشكر للكلمـات الرائعـة التي قيلت او التي نُشرت ولكل من أعرب عن محبّته بتقديمه هدايـا تذكاريّـة.

   والشكر الاكبـر لابنـاء وبنـات رعيتـي الذيـن شاركوا او لم يشاركـوا لاسبابهـم الخاصـة، طالبـاً من الربّ ان يُهطـل على الجميـع بركاتـه الالهيّة.