أحــد القيـامـة الكبيـر   31 آذار 2013  السنـة الثانيَّـة عشـرة      العـدد 581

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: mailto:paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - mailto:pjeanmaroun@hotmail.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سرّ الفداء والخلاص

ان المسيحية ديانة تنطلق من حاجة العالم إلى الفداء، ديانة عالم يتوق إلى الفداء. مثل هذا القول يستند إلى طريقة فهم اللاهوت لارتباط الانسان المطلق بقدرة الله الخلاصية. إن كلمة الوحي تقول لنا إن الانسان خاطئ، بعيد عن الخلاص، وإنه يحتاج إلى التوبة، إلى الفداء. ولكن عالمنا الحاضر يجد صعوبة للقبول بمبدأ الفداء. عالمنا يثق بنفسه كل الثقة، وهو يظن أنه قادر على تجنيد قواه الخاصّة واستثمارها ليوجِّه حياته إلى كمالها، وهو لا يحتاج إلى تدخّل من قبل الله المخلّص، لأنه يكفي نفسه بنفسه.

في هذا العالم التقني الذي نعيش فيه، والذي لم يزل في بدايته، يحسُّ الانسان أنه يستطيع تنظيم الكون بعيدًا عن التقلّبات والهزات. تقدّم الانسان وطوَّرَ حياته فظن أن بامكانه الاستغناء عن الاطمئنان الذي يعطيه الايمان والاستعاضة عنه باستقرار يبنيه وحده دون الرجوع إلى الرب. في الماضي كان الانسان يحسّ بمحدوديّته ويشعر بثقل الوجود، فظن أنه سجين شقاء لا ينجّيه منه إلاّ الله.  وكأنه تأكّد اليوم أنه بعمله يستطيع أن ينجو من الشقاء ويتغلّب على الخوف من الموت. أما الفراغ الداخلي الذي تحدث عنه القدّيس أوغسطينس فلا يحتاج إلى إيمان ديني يملأه، لأن الثقة بالنفس تُخرج القلب الخائف الممزق من حالته المضنية. وإذا كان اليأس لا يزال يرتسم في تطلّعات الانسان، فهذا علامة نقص لا بدّ أن يتعدّاه الانسان ليصل إلى الكمال، إلى العالم الجديد، إلى الفردوس على الأرض.

       في هذا الاطار راح بعض علماء الديانات يؤكّدون أن ديانة الفداء نبتت في محيط أحسَّ فيه المسحوقون بحالتهم اليائسة، فاستيقظت فيهم رغبة ملحّة إلى التحرّر والخلاص. أما وقد زالت الاسباب، فانتفت الحاجة إلى الفداء.

      ونحن المسيحيّين تعوّدنا أن ننظر إلى الوحي على أنه مجمل حقائق عن العالم الآخر. من أجل هذا ظهرنا وكأنّنا غرباء عن هذا العالم ونسينا أن هذا العالم يحتاج إلى فداء وأن الخليقة تئنُّ متطلّعة للعودة إلى الله. لقد تعوّدنا أن ننظر إلى الخطيئة كعمل فردي نقيّمه ونقدّره، فنسينا حالة الكون الخاطئ الذي يحتاج إلى الخلاص. لقد تعلّمنا مع بعض المفكرين أن نغضَّ الطرف عن حالة الانحطاط التي يعيشها عالم خاطئ مطبوع بطابع الموت، وأن نشدّد على التجديد الذي هو تطوّر ونموّ لا صدع فيه ولا عيب.  ولنتعمَّق في غنى سرّ المسيح الفصحي. إن الانسان يبحث عن الحقيقة والعدالة والسعادة ولن يحصل عليها بقواه الذاتية، بل بالمسيح الذي يأتي إلى لقاء الانسان فيحرِّره من عبودية الخطيئة ويعيد إليه ما كان له من كرامة. إلى هذا الوعي علينا ان نتعمّق بسرّ الفداء ونتفهّم ما عمله يسوع المسيح من أجل خلاصنا.

 

        سنتوقّف على ثلاث محطات: اختبار الفداء في العهد القديم. عمل الآب الفادي. عمل الابن الفادي.

1- اختبار الفداء في العهد القديم:   أول اختبار للفداء على مستوى البشر هو اختبار الأسر والعبودية.. هذا الاختبار الذي عاشه شعب الله القديم في المجال الاجتماعيّ، قد طبّقه على حياته مع الله الذي هو بالنسبة إليه المخلّص والفادي والولي الذي يدافع عنه كما يدافع القريب عن قريب. لقد اختبر الشعب فداء الرب، وسيختبر هذا الفداء أفرادُ الشعب في وقت الضيق والصعوبات وأمام العدو والمضطهد، عند الألم والموت ويوم تفتح الهوّة فمها لابتلاع الذين جعلوا رجاءهم في الرب.

2- عمل الآب الفادي : الحياة الأبدية هي معرفة الله، ومعرفة الله لا تتمّ من دون رضى الانسان. أما الانسان، فرفض عطيّة الله وجعل الخطيئة حاجزًا بينه وبين الله. فيبقى على الرب أن يعيد بناء الكون الذي شوهته الخطيئة ويهتم بالوسيلة التي توصل الانسان إلى هدفه الوحيد الذي هو السعادة الابدية. سقط الانسان في الخطيئة بإرادته، ومن دون الرجوع إلى الله. ولكنه لا يستطيع بإرادته أن يصلح ما هدمه. فهو يحتاج إلى نعمة الخلاص. إن مبادرة الفداء تأتي من الله الآب الذي أرسل ابنه إلى العالم لكي لا يهلك من يؤمن به، بل ينال الحياة الأبدية (يو 13: 16).  لكن رغم حب الله لنا وإعطائنا نعمة الخلاص بيسوع المسيح لا نزال نجد أناسًا يكلّموننا عن غضب الله وينسون رحمته، أو يكلموننا عن حبه وينسون الخطيئة التي تسبب هلاك الانسان. دعانا الرب إلى الخلاص وهو ينتظر جوابنا الحُرّ. واختارنا فأعدَّ لنا سلفًا سبل الخلاص. فإذا شئنا كانت لنا الحياة، وإلاّ كان لنا الموت والهلاك.

 3- عمل الابن الفادي : ولما تمّ ملء الزمان أرسل الله ابنه ليكفّر عن الخطيئة ويعيد الطبيعة البشريّة إلى ما كانت عليه من جمال؛ ولهذا كان تجسّده وحياته وكلامه وأعماله تحقيقًا لمخطط الله وتعبيرًا عن حبّه في يسوع المسيح. ولهذا كانت حياة يسوع كلها فداء عن الانسان ليردّ الانسان إلى الله، فمحا الخطيئة بأفعاله البشريّة وفتح لنا باب السماء وأعطانا النعمة والقداسة والمجد الابدي. ان الفداء هو عمل المسيح الذي لأجلنا نحن البشر ولأجل خلاصنا نزل من السماء وتجسّد، وتألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث. والفداء يفترض أننا في حالة لا نستطيع الخروج منها إلاّ بقدرة الله، وهذه الحالة تفترض وجود الخطيئة في العالم وتجعلنا نترجى الخلاص الآتي من لدن الرب.  إن الله جعل المسيح كفارة بدمه لكل من يؤمن به. وإن الرب يقبل الكفارة عندما يستر الخطيئة ويغطيها وكأنها لم توجد. فإذا كان رجوع الانسان إلى الله يتمّ

بفعل طاعة وحب يجود فيه المسيح بذاته لأجلنا، يبقى علينا أن نتأمّل في الظروف التي أتمَّ فيها يسوع هذا الفعل: آلامه وموته. فبصليب يسوع تمَّ الصلح بين البشر والله والقضاء على العداوة بين اليهود والأمم (أف 2: 16). بصليب يسوع تحقّق السلام في الأرض كما في السماوات (ك 1: 20)، فصفح الله لنا عن خطايانا ومحا الصك الذي يتَّهمنا.   يقول لنا القديس بطرس «المسيح تألم من أجلكم وجعل لكم من نفسه قدوة لتسيروا على خطاه... هو الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة حتى نموت عن الخطيئة فنحيا للحق... وهو الذي بجراحه شُفيتم» (1 بط 2: 21-24).

 

       ان موت المسيح هذا هو علامة حب الله الذي برهن عن محبته لنا، بأن مات المسيح من أجلنا (روم 5: 5)، والذي برهن عن رحمته وفائق محبته عندما أحيانا مع المسيح بعدما كنّا أمواتًا بزلاّتنا (أف 2: 4).  وهكذا ارتبط في المسيح الحبُّ والموت، والحبُّ أقوى من الموت. حبٌّ فريد في قلب يسوع ينبع من قلب الآب فيصل إلينا بنوع فريد، حب فريد دفعه إلى الموت بهذه الطريقة باذلاً نفسه عن أحبّائه (يو 13:15).  ونحن نتأمل في مخطط الله، إن موت يسوع، لا بل كل ظرف من ظروف آلامه، من خيانة يهوذا له، وتخلّي تلاميذه عنه، إلى الحكم عليه بالصلب مع ما يلحق ذلك من عار وإهانة، كل هذا هدف إلى إفهامنا أنه أحبّنا كما لا ولن يحبّ إنسان إنسانًا في الكون.

 

        إن موت يسوع يشكّل مع قيامته وتمجيده عمل خلاص واحد، وهو يعبّر عن فعل الطاعة والمحبة الذي به عاد يسوع إلى الآب فأعادنا معه. لا شك في أنه تألم ومات فأعطانا الفداء، ولكنه ترك لنا أن نموت معه ونتمّ في جسده ما نقص من آلامه. إن المسيح قد افتدى البشريّة فقدَّم كفارة كافية تفوق ما تركته الخطيئة من آثار في الكون، ولكنه ترك لكل واحد منا أن يدخل في سر الفداء ويبدأ عودته إلى الله على مثالا المسيح. وهكذا ننظر إلى سر الفداء من وجهتين اثنتين: وجهة أولى هي رجوع المسيح إلى الآب بموته وقيامته. ووجهة ثانية هي رجوع الانسان إلى الله عندما يشارك المسيح في رجوعه إلى أبيه عبر لايمان وعبر المعمودية التي هي سر الايمان والتي هي انطلاقة كل مؤمن في مسيرة الخلاص التي ابتدأت بتجسّد المسيح وموته وقيامته، والتي تنتهي برجوعه بمجد عظيم ليملك على الأحياء والأموات. حينئذ يتم سر الفداء في البشرية كلها فيجتمع في المسيح كل شيء في السماوات والأرض.

 

  أخبارنا    

W الوفيّـات: فكتـوريـا جبُّـور أرملـة جريـس حنَّـا الجبُّـوري            (24 آذار 2013)

 

قبر المسيح في «كنيسة مار شربل» من اعداد وتنفيـذ: جورج فـارس خشان، ربيـع ألبيـر ابـو حــرب وايلي ياشـار بطـرس.

 

èتعلن «لجنـة الوقـف» عن رغبتها، أنَّه في حال وفـاة احدى بنـات عبرين المتزوّجة خارج الرعية، ارسال رسالة قصيرة SMS بمبلغ 50 $.  للاتصال 725150/03-06

 

 

 نشاطاتنا

 

الاثنين أول نيسـان، «إثنيـن الحوارييـن» - بطالة كنسيّـة ورسميّة.

* القـدَّاسات:   - في كنيسة «مار يوحنَّا المعمدان»:  8.00 صباحاً

                      - في كنيسة «مار شربل»:              10.30 صباحاً

 

الثلاثاء 2 نيسان، «ثلاثـاء الحوارييـن».

6.00 مساءً، القـدَّاس كالمعتـاد في كنيسة مار يوحنَّـا المعـمدان.

 

الاربعاء 3 نيسان،«اربعـاء الحوارييـن».

7.30 صباحاً، صلاة الأخويَّـة لـ«أخويّـة العيلـة المقدَّسـة»، في الكنيسـة.

8.00 صباحاً، الاحتفـال بالقـدَّاس والجنّـاز مع «أخويَّـة العيلـة المقدَّسـة»، يليــه «رتبـة وضـع البخـور» للاخـوات المنتقـلات.

 

الخميس 4 نيسان، «خميـس الحوارييـن».

6.00 مساءً، القــدَّاس ملغـًـى استثنـائيَّـــاً لهـــذا المســـاء.

7.00 مساءً، الاجتمـاع  الاسبـوعــي لأعضـاء «أخويّـة الحبـل بهـا بـلا دنس»، فـي الكنيسـة.

 

الجمعة 5 نيسان، «جمعـة الحوارييـن» - «الجمعـة الاولـى من الشهـر».

7.00 – 9.00 مساءً، برنـامج مديوغـوريـه ويتضمـَّن: «صلاة المسبحـة الورديّـة، مسبحـة السلام، اعتـرافـات، القـداس، سجـود قربـاني، ورتبـة تبريـك وتكريـس».

 

السبت 6 نيسان، «سبـت الحوارييـن».

5.45 مساءً، استثنائيـاً، القـداس المسائـي في كنيـسة مار يوحنَّـا المعمـدان.

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسـة مار شربـل، لتحضيــر قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

7.30 مساءً، الاجتمـاع الاسبــوعــي لأعضـاء «أخويّـة طـلائـع العـذراء»، فـي الكنيسـة.

 

الأحد 7 نيسان،«الأحـد الجديـد – أحـد إيمـان تـومـا الرَّسـول» .

- في كنيسـة «مار يوحنَّـا المعمدان»:

             8.00 صباحاً   و9.00 صباحاً، قـدَّاس الاولاد مع اهلهم.

10.00 صباحاً، الاجتماع الاسبـوعي «للفرسـان والزنـابـق»، في الكنيسـة.

                - في كنيسـة «مار شربـل»:  10.30 صباحاً.