الأحد السادس عشر بعد العنصرة – 28 آب 2016    السنة الخامسة عشرة - العـدد 759

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: mailto:paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - mailto:pjeanmaroun@hotmail.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«إرحمني يا ربّ انا الخاطىء».

 

     الفرّيسيّ يمثّل كمال الحياة العمليّة اليهوديّة: يطبّق الشريعة حرفيّاً، يؤمن بكلام الله من خلال إيمانه بموسى وبالأنبياء، يصوم مرّتين في الأسبوع، يدفع العشور، يتطهّر قبل الصلاة والأكل، لا يأكل ممّا نهى الله اليهود عن أكله، ويصلّي خمس مرّات كلّ يوم... ولكن أي نوع من الصلاة هي هذه؟

    أمّا العشّار فهو الرجل المحتَقَر في جماعة شعب إسرائيل: هو الّذي يحيا الخطيئة بشكل علنيّ ومتواصل، الخطيئة التي تطال كلّ الجماعة، لا سيّما الفقراء والمعوزين، خطيئة نقص العدالة. فالعشّار هو الموظّف الغنيّ المسؤول عن إدارة أموال الشعب، يتصرّف بها بطريقة منحازة وغير عادلة، يتملّق الأغنياء ويقسو على الفقراء. يتعامل مع المحتلّ الرومانيّ ليجد في أعينهم حظوة على حساب أبناء شعبه، لا يهتمّ بالفقراء، يغمض عينه أمام احتياج الأرملة وصراخ اليتيم، يمرّ قرب المتسوّل ولا يراه. جاء يصلّي، وحضوره الخاطئ ينجّس برارة الفرّيسيّ. جاء حاملاً خطيئته، يخجل من الله ويخاف تنجيس الآخرين، لذلك بقي واقفاً في الخلف، لم يتقدّم نحو الصفوف الأماميّة رغم أن وضعه الإجتماعيّ يسمح له بالوصول حيثما شاء، فما من أحد سوف يجازف بإغضاب العشّار. مشكلته لم تكن مع الآخرين، بل مع نفسه ومع الله، يحمل في داخله خطيئته، ضميره صار الدّيان الموبّخ. لم يكن يجرؤ على رفع عينيه نحو السماء، كان يعلم أن خطيئته تشكّل حاجزاً يمنعه من الوصول الى "السماء"، أي الى ما يتخطّى واقعه الأرضي والمادّة التي صارت تكبّله. بالرغم من كلّ هذا، جاء الى الهيكل "يقرع صدره"، جاء تائباً، مستغفراً، يعلم أن الغنى الحقيقيّ هو في البقاء في صداقة الله، وأن كلّ الأموال التي يملكها والتي يديرها لا يمكنها أن تعطيه راحة الضمير. لم يكن يدين الآخرين كما فعل الفرّيسيّ، جلّ ما

فعله هو أنّه اعترف بخطيئته، أعلن نفسه محتاجاً لرحمة الله. لقد أتّضع أمام عظمة الله ووضع ذاته في تصرّفه. أمّا الفريّسيّ فقد جاء يعدّد صفاته الحسنة أمام الله، وقف أمام الخالق يحتقر "سائر الناس الطامعينَ الظالِمينَ الزُّناةِ، و هذا الجابـي"، يضع ذاته في مرتبة أعلى منهم، يحتقرهم ويدينهم. بصلاته هذه أخذ الفرّيسيّ دور الله، ووضع نفسه مكانه، وصارت دينونته البشريّة أقصى من دينونة الإله. لقد جاء يعلن لله أنّه كامل، ولا يحتاج الى الخلاص، فقد أدرك الخلاص بقوّته الشخصيّة وهو ليس بحاجة الى الإله. لقد حوّل الفرّيسيّ صلاته الى وسيلة إحتقار لإخوته البشر، نفى عنهم الكرامة الإنسانيّة وتناسى أنّهم أبناء لله وبنات، وحصر وجودهم كلّه بخطيئتهم. أمّا العشّار فكانت صلاته اعترافاً بمعصيته، إتّضع أمام الخالق، وفي الوقت عينه حافظ على كرامته البشريّة وعلى حقيقته كابن لله، أيقن أن من حقّه أن يقف أمام الله ويتكلّم في حضرته، لم ييأس من واقع الخطيئة التي يعيشها، بل كانت له ثقة أن يعود الى الله كابن يتوب.

   الصلاة هي مقياس الحياة الرّوحيّة، وطريقة صلاتنا تُظهرُ لنا عمق إيماننا، فالصلاة هي التعبير عن علاقة حبّ نحياها مع الله الحاضر في حياتنا. ولكن نوعيّة صلاتنا ترتبط بالصورة التي يرسمها كلّ واحد منّا عن الله. منّا من يرى في الله ديّاناً غاضباً دوماً، ينتظرنا ليعاقبنا، نخاف منه ونرتعد من فكرة الإلتقاء به. تتحوّل صلاتنا عندها الى صلاة عبد نحو سيّد قاسٍ، نستعطفه بخوف، ويمنعنا خوفنا من بناء علاقة ثقة معه. ومنّا من يرى في الله محاسباً، يعدّ ساعات صلاتنا، ويحصي عدد دخولنا الكنيسة، فتصبح صلاتنا كعدّاد الوقود، نبني حياتنا الرّوحيّة على عقدة ذنب دائمة ونصاب بالذعر والخوف إن لم نتل عدداً معيّناً من الصلوات، ونخاف من الموت أو من العقاب إن لم نكتب صلاة أعطانا إيّاها أحد ما ذو وسواس لننسخها لعدد معيّن من المرّات. هي صلاة الخائف لا صلاة الإبن الّذي يعبّر عن بنوّته لله من خلال صلاته. ومنّا من يرى الله كتاجر، يستطيع أن يعطينا الصحّة والسعادة والمال والبركة، شرط أن نعطيه في المقابل صلاتنا وأن نذهب الى الكنيسة، فتصير صلاتنا تجارة، نعطي لنأخذ، وإن لم نأخذ ما طلبناه تتوقّف الصلاة، ونقطع علاقتنا بالله "التاجر الأعظم". صلاتنا هذه هي إهانة لله، نحبّه لأنّنا نحتاجه ونصلّي له عندما نكون بحاجة اليه، فلا تعود صلاتنا حديث حبّ وصداقة، بل علاقة ربح وخسارة، مجرّد تجارة في سوق الحياة الرّوحيّة المزيّفة.

     الصلاة الحقيقيّة نجد مثالها هنا في صلاة العشّار الخاطئ، لأنّ الرّب يضع مزاياها في مثله الصغير هذا: الصلاة هي قدوم نحو الله، نحمل أمامه كياننا، ماضينا وحاضرنا ونكل اليه مستقبلنا. هي أن نختار الله كوجهة سير لنا حين نحتاج الى ملجأ ومعين. الصلاة هي ثقة بالله وبقدرته في تبديل واقعنا المتألّم والخاطئ. العشّار كان يعلم حقيقته وواقعه، وكانت صلاته علامة ثقة بالله القادر على عمل المعجزات في حياته، وبقدرته على التغيير الحقيقيّ.

الصلاة هي تفضيل لله على كلّ الخيرات الأرضيّة. كان العشّار قادراً على أن يجد في أمواله وفي مركزه ما يعطيه سلام القلب، ولكنه علم أن السلام الّذي يعطيه إيّاه العالم والمادّة هو سلام عابر، لا يملأ القلب بالسلام الدائم الّذي لا يزول. لذلك فتّش عن ينبوع السعادة الحقّة، وعلم أن وحده الله يقدر أن يعطي قلبه ما يفتّش عنه. الصلاة هي فعل تواضع أمام الله، وإتّضاع المخلوق أمام خالقه. الصلاة هي فعل عودة الى المصدر، هي الكائن الخارج من العدم يذكر نعمة الله التي أخرجته من عدمه وأعطته الوجود، هي عودة الكائن الترابيّ الى الخالق الّذي نفخ فيه

نسمة من روحه، فجعل وجود الإنسان يتخطّى البعد المادّي والوجود الأرضيّ. بصلاته، يعبّر الإنسان عن حقيقة بعد وجوده الرّوحيّ.

   الصلاة هي أيضاً توبة الى الله واعتراف بحاجة الإنسان الى الرحمة الإلهيّة، على مثال العشّار الّذي صرخ: "ا‏رحَمْني يا اللهُ، أنا الخاطئُ" الصلاة، وإن كانت فعل تواضع، فهي إظهار لقيمة الإنسان المطلقة، ففي الصلاة تظهر قيمة الإنسان كمخلوق قادر أن يدخل بعلاقة مع الخالق، بعكس كلّ المخلوقات الأخرى، وبهذه العلاقة تتجلّى حقيقة الإنسان كابن لله، مدعوّ الى مشاركته الحياة الألهية.

     الصلاة هي إيضاً فعل صراحة مع الله ومع الذّات، والرّب امتدح العشّار لصدقه وصراحته. لم يعدّد خطاياه كما عدّد الفرّيسيّ مزاياه، بل اعترف بحالة خطيئة شاملة، والسبب الأوّل لهذه الحقيقة هي ابتعاده عن الله وعن تعاليمه.

     صلاتنا إيضاً لا بدّ أن تكون صادقة، لا بدّ إن تقوم على فحص ضمير عميق، وعلى اعتراف بكيان خاطئ، تجذبه الخطيئة ويفضّل سهولة الخطيئة على تعب القداسة.

  أخبارنا    

 

W الوفيَّات: خضرا سعد خليل أرملة طانيوس يوسف عبدالله          (22 أب 2016)

% الزواجات: طوني شكيب يعقوب وكريستيل حنا يوسف    (صغار - 26 أب 2016)

                 إدمون حنا أنطون ساسين وليال الياس السخن        (27 أب 2016)

                  الياس سعاده الزغبي ولوسي جوزف نصرالله  (المجدل - 27 أب 2016)

v تدعو «أخويّة العيلة المقدسة» للمشاركة مع كل اخويات الاقليم في عيد «الطوباوي الاخ اسطفان نعمه»، الثلاثاء 30 آب 2016، الساعة 6.30 مساءً، في دير كفيفان. يترأس القداس سيادة راعي الابرشية المطران منير خيرالله بمشاركة كهنة الرعايا والرهبان.

   5.45 مساءً، الانطلاق من امام الثانوية.

* للمشاركة :  جانيـن جرجوره  725066/06-  983736/71- امال خشان 725050/06 – 314664/76 – تريز فرحات 725063/06- اميرة ضرغام 725571/06 – لور حنَّا 725187/06.

¨ يستمرّ تسجيل الطلاب الجدد في جامعة العائلة المقدّسة – البترون، من الاثنين الى الجمعة، من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الواحدة بعد الظهر، ما عدا العطل الرسمية. للاتصال: 642250/06

 

  نشاطاتنا    

 

الاثنين 29 آب، «عيد مار يوحنّا المعمدان، شفيع الرعيَّة».

   * القـدّاسـات:  - في كنيسـة «مار يوحنَّا المعمدان»: 8.00 – 10.30 صباحاً.

 

الـثلاثاء 30 آب، «عيد الطوباوي الاخ اسطفان نعمه».

5.45 مساءً، التجمّع امام الثانويّة للانطلاق الى دير كفيفان.

6.30 مساءً، قدّاس العيد في دير كفيفان برئاسة المطران منير خيرالله ومشاركة الاخويّات.

8.00 مساءً، الاجتمـاع الاسبوعـي لأعضاء «أخويـَّة شبيبة العـذراء»، في صالة الرعيَّة.

 

الاربعاء 31 آب،  7.30 صباحاً، صلاة الأخويَّـة لـ«أخويّـة العيلـة المقدَّسـة».

8.00 صباحاً، الاحتفـال بالقـدَّاس مع «أخويَّـة العيلـة المقدَّسـة»، يليــه «طلبة وزياح قلب يسوع»، في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

 

الخميس أول أيلول،  «عيد مار سمعان العامودي».

 7.00 مساءً، الاجتمـاع الاسبـوعي لأعضاء «أخويـَّة الحُبل بها بلا دنس»، في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان.

 

الـجمعة 2 أيلول، «الجمعة الاولى من الشهر».

7.00 – 9.00 مساءً، برنـامج مديوغـوريـه ويتضمـَّن: «صلاة المسبحـة الورديّـة، مسبحـة السلام، اعتـرافـات، القـداس، سجـود قربـاني، ورتبـة تبريـك وتكريـس».

 

السبت 3 أيلول، استثنائياً 5.00 مساءً، القدَّاس المسائي في «كنيسة سيدة البيدر».

 

الأحد 4 أيلول، «الأحد السَّابع عشر بعد العنصرة»-«ليلة عيد مار شربل الشهيد».

   * القـدّاسـات:  - في كنيسـة «مار يوحنَّا المعمدان»:       8.00 صباحاً.

6.30 مساءً، مسيرة من«مار أنطونيوس الكبيـر» الى «معبد مار شربل».

7.00 مساءً، الاحتفال بقداس ليلة العيد والزيَّـاح، في باحة المعبـد.

 

الاثنين 5 أيلول،  عيـد «مار شربـل الشَّهيـد واختـه برابيـا».

8.00 صباحاً، الاحتفال بالقدَّاس والزيّـاح في «معبد مار شربل وأخته برابيا».

 


Copyright © 2016 St John Baptist Parish - All Rights ReservedCopyright © 2016 St John Baptist Parish - All Rights Reserved