الأحد الثاني بعد الصليب  – 25 أيلول 2016           السنة الخامسة عشرة - العـدد 763

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: mailto:paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - mailto:pjeanmaroun@hotmail.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

« لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».

 

       لقد كان هذا النّص الإنجيليّ، وعلى مرّ العصور، مدار جدل ونقاش حول معناه ونوعه: هل هو نصّ نبويّ مسيحانيّ، أم هو نصّ رؤيوي مثل سفر رؤيا يوحنّا؟ بمعنى آخر، هل هو استباق لأحداث المستقبل أم أنّه قراءة واقعيّة للأحداث التي كانت تحصل في أيام الإنجيليّ؟ الفرق بين النّص النبويّ والنّص الرؤيوي يكمن في أن النوع الأوّل، أي النبوءة، هي إعلان لإرادة الله في التاريخ، إعلان يتمّ بواسطة نبيّ أو رسول، ويهدف الى إظهار ما يريده الله في حياة الإنسان كجماعة وكأفراد، ويحتوي على بعد مستقبليّ. يلتقي الأدب الرؤيوي بالأدب النبويّ من ناحية كونه هو أيضاً إعلاناً لإرادة الله في التاريخ، ولكنّه لا يحمل إبعاداً مستقبليّة، بل هو مجرّد قراءة للحاضر، يضع الكاتب المُلهم أحداثه في إطار رمزيّ صوريّ. فالفرق بين بنوءة أشعيا مثلاً وبين رؤيا دانيال في العهد القديم، هو إن دانيال قد تكلّم عن الأحداث التي كانت تحصل في أيّامه، ووضعها بطريقة صورية رمزية لا يفهمها إلا الجماعة المؤمنة. وقد استعمل يوحنّا الرسول هذا النوع الأدبيّ في كتابته لسفر الرؤيا، فسمّى روما بابل أو الوحش، والكنيسة سمّاها الإمرأة العذراء، والمسيح ومعه كلّ مؤمن دعاه الطفل...

       لقد كتب متّى إنجيله بعد موت الرّب وقيامته بفترة زمنيّة طويلة نسبيّاً، فالاشارات الى الاضطهاد للجماعات المسيحية من قبل المجامع اليهودية تشير الى نهاية القرن الاول، اي بعد الانفصال الرسمي للمسيحيين عن اليهود. والاشارة الى دمار هيكل اورشليم تقودنا الى ما بعد العام ٧٠، حين دخل الجيش الرومانيّ الى أورشليم ودمّر الهيكل ونقلوا حجارته كلّها ليأخذوا من بينها ذهب الأواني المقدّسة الّذي سال بسبب النيران بحسب ما يخبر المؤرّخ يوسيفوس.

      يُظهر لنا سؤال الرسل نضوجاً لاهوتيّاً لديهم، وهو ما لم يكونوا قد اكتسبوه قبل موت المسيح وقيامته، وقبل حلول الرّوح عليهم. فالرسل لم يكونوا يعلمون شيئاً عن عودة المسيح، وعن علامة لهذا المجيء، فهي كلّها عناصر لاهوتيّة ناضجة ومتطوّرة. لهذا نقول إن هذا السؤال هو سؤال الجماعة الكنسيّة التي كان متّى يكتب إنجيله لها:

    لقد كان متّى يعلّم جماعته أسرار الإيمان المسيحيّ. لقد كتب متّى إنجيله لجماعة مسيحيّة من أصل يهوديّ، رأت مدينتها المقدّسة محتلّة، والشعب مسبيّاً من جديد والهيكل مدمّر كلّه، وكان يحتاج الى أجوبة. لقد تباينت أفكارهم، فقال بعضهم أن هذا الدّمار هو علامة لقرب انتهاء الأزمنة، وآخرون قالوا بوجوب القتال في سبيل تحرير الأرض، فقام العديد من الرجال وأعلنوا أنفسهم مسحاء، أي مرسلين من الله لينقذوا الشعب.

    إزاء إزدحام هؤلاء المسحاء المزيّفون، بدأت التساؤلات في داخل الكنيسة أيضاً: هل يمكن أن يكون هؤلاء قد أرسلهم الله لخلاص إسرائيل؟

      إن هذه العناصر كلّها، من حروب، ،معارك أمم وممالك، ومجاعات وزلازل، هي عناصر قاستها الأمبراطوريّة الرّومانيّة بأسرها في الفترة التي سبقت كتابة هذا النّص. قام القائد الرومانيّ كلوديوس بحرب ضدّ بريطانيا، ممّا استدعى رفع الضرائب في أنحاء الأمبراطوريّة لدفع نفقات الحرب والجنود، ممّا أنهك المناطق النائية والأكثر فقراً مثل فلسطين. كما أن عدّة عوامل طبيعيّة قد أسهمت في تلف المحاصيل، ممّا سبّب بمجاعات في أنحاءكثيرة من الإمبراطوريّة: هذه الأحوال السيّئة قد دفعت اليهود الى القيام بثلاث ثورات قبل العام ٦٠.

 وبعد موت الإمبراطور كركلاّ، قام يهود الإسكندريّة وأورشليم بثورة فأعلن كلوديوس الأحكام العرفيّة وسقط الكثير من الثوّار. وفي الوقت عينه، قامت القبائل الجرمانيّة (ألمانيا وبلجيكا الحاليّة) بثورة ضدّ الرومان، وكانت الامبراطوريّة في حرب قاسية في مناطق البلقان وشرق أوروبا، وبعدها دخلت روما في حرب أهليّة داخلية.

   كلّ هذه الأحداث، وإن كانت في مناطق بعيدة، كانت تلقي بثقلها على الشعب اليهوديّ، بسبب ضرورة رفع الضرائب لسدّ تكاليف الحروب، أو بسبب إنقطاع المؤن التي تأتي من أنحاء الإمبراطوريّة، وبسبب حالة من الفوضى العارمة ونقص التنظيم وغياب العدالة، فكان لا بدّ من نظام يقمع الحرّيات أكثر فأكثر. نقرأ في كتب المؤرّخين المعاصرين لتلك الحقبة ما يمكنه أن يوضح لنا نصّنا هذا:

     لقد بدأ إضطهاد المسيحيّين! قبل خراب أورشليم كان المضطهدون هم اليهود، رأوا في هذه "البدعة" الجديدة خطراً على دينهم وعلى وحدة شعبهم. هذا العداء اليهوديّ للمسيحيّين قد حاول نيرون إن يضعه في خدمة مشاريعه الرومانيّة. لقد كان حريق روما الّذي حصل في زمن نيرون متزامناً مع حروب خارجيّة كثيرة، وكان لا بدّ من إيجاد الطرق لإعادة إعمار روما وتمويل الجيش، فرفع الضرائب.

    كان اليهود في أورشليم منهكين من الحروب ومن المجاعة الكبيرة فثاروا على القرار، فاستعمل نيرون حقدهم على المسيحيّين لتهدئتهم، فالقى بتبعة حرق المدينة على المسيحيّين الموجودين في روما ليبيدهم من جهة، وليكسب ودّ اليهود من جهة أخرى. لقد دامت فترة الإضطهاد هذه ثلاث سنوات ونصف، ليموت نيرون بعدها فتكمل مع خلفائه. في هذه الفترة

عرف المسيحيّون أسوأ الإضطهاد "وأبغضهم جميع الأمم من إجل اسم المسيح"، فكانوا يعانون الإضطهاد الرومانيّ من جهة، وحقد اليهود واضطهادهم لهم من جهة أخرى.

      لقد تكلّم النّص في بدايته على المسحاء الدجّالين، أي عن الّذين يوهمون المؤمنين أن بإمكانهم إعطائهم الخلاص. أمّا الآن فيدور الكلام على الأنبياء الدجّالين. النبّي لا يعلن عن نفسه أنّه مخلّص، ولكنّه يعلن إرادة الله في المجتمع ،يدعو الناس الى درب الحقّ والخلاص.

    النبّي الدجّال هو من يوهم الآخرين أن إرادة الله هي في عدم الإقتداء بالإنجيل، هم من كانوا يقولون أن من الممكن للمسيحيّ أن يجحد إيمانه علناً في سبيل إنقاذ حياته وحياة أحبّائه، على أن يحيا إيمانه داخليّاً.

     هذه النبوءة هي نبوءة كاذبة، لأنّها دعوة الى خنق الأيمان بالمسيح في إطار الحياة الخاصّة السريّة، بينما هدف المسيحيّ هو الإعلان عن الحقيقة التي يملكها. هذا هو الإثم الّذي يتكلّم عنه النّص هنا، إثم إذا كثر، فترت المحبّة لدى الكثيرين.

    فالّذين يحيون إيمانهم على الصعيد الشخصيّ ويخشون من إعلانه على الملأ، لا يمكنهم أن يحيوا شريعة المحبّة الكاملة: لا يمكنهم أن يكونوا في خدمة الآخرين، ويبذلون نفسهم في سبيل من هو أكثر حاجة، من هو في وحدة، من يتألّم، من هو في خطيئة... فمن يخاف من إعلان إيمانه لا يمكنه أن يحياه في حياته اليوميّة.

      الإيمان المسيحيّ هو ليس وليد لحظة وينتهي، بل هي مسيرة بطولة وجهاد تستمرّ مدى العمر، هي مسيرة نموّ ونضج لا تنتهي. المسيحيّ يبقى دائماً أمام خيارين، إمّا أن ييأس ويفقد صداقة إله أحبّه حتّى الموت، وإمّا أن يبقى وفيّاً لهذه الصداقة؛ إمّا إن يختار خير هذا العالم كأولويّة له، وإمّا أن يجعل في المسيح خيره الأسمى والأعظم. ومن يبقى على جهاده حتى نهاية حياته هو الّذي يخلص، لأن الإنسان يحمل معه أمام الله الديّان الخيار الأخير الّذي اختاره.

      حياتنا المسيحيّة هي حياة جهاد دائم، نجاهد ضد منطق الدمار. الهيكل المدمّر اليوم هو هيكلنا نحن، هيكل الرّوح القدس، جسدنا وحياتنا الرّوحيّة. الرّب يدعونا الى الكف عن تدمير هيكلنا بالخطيئة وبالكبرياء، وللمباشرة في بناء الحياة الرّوحيّة، من خلال الصلاة والإلتزام بإرادة الله حتى اللّحظة الأخيرة من وجودنا على هذه الأرض.

  أخبارنا    

 

%الزواجات: جوزف ساسين ضرغام و   Caroline Tolero FUENTES ـ(18 أيلول 2016)

W الوفيَّات: حنّا ساسين حنّا                                                 (19 أيلول 2016)

¨ يستمرّ تسجيل الطلاب الجدد في جامعة العائلة المقدّسة – البترون، من الاثنين الى الجمعة، من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الواحدة بعد الظهر، ما عدا العطل الرسمية. للاتصال: 642250/06

 

  نشاطاتنا    

 

الـثلاثاء 27 أيلول

6.00 مساء، القداس المسائي في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

8.00 مساءً، الاجتمـاع الاسبوعي لأعضاء «أخويـَّة شبيبة العـذراء»، في صالة الرعيَّة.

 

الاربعاء 28 أيلول

7.30 صباحاً، صلاة الأخويَّـة لـ«أخويّـة العيلـة المقدَّسـة».

8.00 صباحاً، الاحتفـال بالقـدَّاس مع «أخويَّـة العيلـة المقدَّسـة»، يليــه «طلبة وزياح قلب يسوع»، في «كنيسة مار يوحنَّا المعمدان».

7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار شربل، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

 

الخميس 29 أيلول

7.00 مساءً، الاجتمـاع الاسبوعي لأعضاء «أخويـَّة طلائع العذراء»، في كنيسة مار يوحنّا المعمدان

 

الـجمعة 30 أيلول، «ليلـة عيد القدِّيسـة تريزيـا الطفـل يسـوع».

5.30 مساءً، الاحتفال بقدَّاس ليلـة العيـد والطلبـة والزيَّـاح، في باحة كنيسـة القديسـة تريزيـا الطفـل يسـوع.

7.00 مساء، الاجتمـاع الاسبـوعي لأعضاء «أخويـَّة الحُبل بها بلا دنس»، في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان.

 

السبت أول تشرين الاول،«عيد القدِّيسـة تريزيـا الطفـل يسـوع».

5.30 مساءً، الاحتفال بقدَّاس العيـد والطلبـة والزيَّـاح، في باحة كنيسـة القديسـة تريزيـا الطفـل يسـوع.

7.00 مساءً، تدعو «بلدية عبرين» للاحتفال بتكريم الطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية للعام 2016.

 

الأحد 2 تشرين الاول، «الأحد الثالث بعد الصليب» - أحد الورديّة الكبير».

    * القـدّاسـات:   - في كنيسة «سيدة البيدر»:           8.00 صباحاً.

                       - في كنيسـة «مار يوحنَّا المعمدان»:  9.00 صباحاً.

                       - في كنيسـة «مارشربل»:10.30 صباحاً، قدّاس وجنّاز الاربعين للمرحومة « خضرا سعد خليل أرملة طانيوس يوسف عبدالله».

10.00 صباحاً، الاجتماع الاسبـوعي «للفرسـان والزنـابـق»، في الكنيسـة.

 

 


Copyright © 2016 St John Baptist Parish - All Rights ReservedCopyright © 2016 St John Baptist Parish - All Rights Reserved