الأحد الثامن بعد العنصرة  – 28 تمُوز - 2019 - السنة الثَّامنة عشرة -  العـدد 911

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

سأجعل روحي عليه فيبشّر الأمم بالحق ...

 

     غالباً ما نشهد في العهد الجديد المجادلات الكبرى التي كانت تدور بين يسوع والفريسيين بما يخصّ شريعة السبت. لذلك يُظهر متى الإنجيلي قدرة يسوع الذي يشفي المرضى وقد شفى الرجل صاحب اليد المشلولة. من خلال هذا الشفاء أراد يسوع أن يُظهر سلطته على الشريعة ولا سيّما على شريعة السبت مستنداً إلى العهد القديم:«فإنما أريد الرحمة لا الذبيحة، معرفة الله أكثر من المحرقات» (هو6/6). لذا فيسوع هو الخادم الديّان الذي يشفي جميع المرض بدون استثناء. لقد أخذت كل هذه الشفاءات معناها على ضوء نبؤة أشعيا. لذلك يعلّق القديس متى أهميّة كبرى على هذه النبؤة ويعطيها بُعداً شخصياً مركّزا على الحكم والدينونة من قبل الأمم.

 

     فيسوع هو «عبد الله الخفي والمتألم« الذي حلّ عليه الروح القدس في نهر الأردن وقت عماده. هو الإله الذي لا يماحك ولا يصيح، بل يهدّئ حماس الجماهير. عندما كان يصنع المعجزات كان يطلب من جميع الذين شفاهم بألاّ لا يشهروه، إذ أراد أن يكون هذا النشاط بلا ضجّة ولا مُشادّة عنيفة لأن قوته تُكمن في الامّحاء ولن يؤمن به إلاّ المتواضعون والصدّيقون. هو الإله الذي يشفق على الجميع وهو يحمل الخلاص إلى كل الشعوب. في هذا تُكمن قوّة الإنجيل عبر أنقياء القلوب الذين تجرّدوا عن روح هذا العالم الذي لا يقود إلى الحياة، بل إلى الموت الروحي.

 

     ترمز بشرى يسوع إلى مخطّط الله الذي يخضع له يسوع بتواضع فيتمّم نبؤات العهد القديم. فإن كل ما ردّده يسوع يدل على أنه تحاشى أن يفعل ما يفعله الملوك وأصحاب السلطة والعنف. وبما أنه لم يفعل هذا فقد خيّب آمال الكثيرين لدى العالم اليهودي. وهذا ما يشرح لنا لماذا كان يوصي المرضى بشدة ألاّ يشهروه، لأن ملكوت الله  ينمو بالخفاء والتواضع.  فالإنجيل الذي يعلنه يسوع هو ليس موضوع مناقشة، بل هو خبر سار للضعفاء والخطأة والمتواضعين، إنه كلمة حياة للذين فقدوا الرجاء، يفعل يسوع كل ذلك بروح الله. فالخاطئ لا يمكن أن يعود عن ضلاله إلاّ بروح الله والمشلول لا يمكن أن يشفي نفسه إلاّ بروح الله الذي يشفيه، والقابع في يأسه حيث جعلته خطيئته أن يكون لا أمل له في الحياة، إن لم ينل روحاً محيياً يقيمه من موته. فيسوع المسيح عمل في حياته كلها عمل الله، وبروح الله الذي فيه. وقد تمّت في شخصه جميع نبؤات العهد القديم حول مجيئه الذي سيكون عليه روح الرب، ويعمل أعمال الله بهذا الروح عينه.

 

 لقد واجه يسوع في بشارته الخلاصيّة الكثير من المصاعب والتحدّيات والإضطهادات وعدم الإيمان عندما كان يصنع الشفاءات يوم السبت وبدون سبب خاصة من قبل الكتبة والفريسيين، لكنه بكل ثبات وطول أناة كان يعلّم ويشفي ويُقيم الموتى. لم يكن يُجيب بروح العداء ولا طالب بثورة عنف، بل اختار الإبتعاد عن الشهرة. لكن ابتعاده هذا لم يكن هروباً أو خضوعاً، فعندما ستأتي ساعته سيجيئ هو بنفسه إلى أورشليم ويسلم نفسه للآلام والصلب والموت.

  

  في بداية حياة يسوع العلنيّة كانت بشارته أشبه بمخطّط يفتقر إلى بعض الوضوح. فاليهود رأوا أن التوراة هي كل شيئ وأتى الفريسيّيون ففرضوا العمل بها بروح الكبرياء التي جعلتهم يتمسّكون بالحرف ويهملون الجوهر الذي هو عمل الرحمة ومحبة القريب. كان كلام يسوع الموّجه إليهم غاية في القسوة ناعتاً إيّاهم: «بالقبور المكلّّسة وبالحيّات وأولاد الأفاعي». لذلك لم يكن بإمكان الكتبة والفريسييّن بأن يقبلوا مسيحاً متواضعاً فقيراً آتياً «ليَخدُم لا ليُخدَم» ويأكل مع العشارين والخطأة ، معلناً أنه:  «يريد رحمة لا ذبيحة، وأنّ السبت خُلق للإنسان لا الإنسان للسبت».

 

      كان ملكوت الله ينمو بعمق إذ كان يُبنى ويمتد نوره فينتشر أحياناً وينحسر أحياناً أخرى حتى إنه عندما صُلب يسوع بدا لبعضهم وكأنه لا يتعدّى كونه شيعة من الشيّع التي سوف تموت بموت صاحبها. فبدل أن تكون الجلجلة النهاية غدت مدخل عهد جديد شفى جرح آدم وشرّع للبشرية أبواب السماء. لقد نمى هذا الملكوت رويداً رويداًً وكان العاملون في بنائه أشبه بالخمير في العجين، والكنز المخبّأ في الحقل.

 

 لذلك أراد يسوع أن يسير في عمله بتواضع وبشيئ من الصمت والتخفّي والإمّحاء، لأن أهم ما في الحياة المسيحيّة هو النمو والتطوّر الداخلي والحياة الباطنية عند كل الذين آمنوا به وأضحوا له تلاميذاً يبتعدون دوماً عن الشهرة والمظاهر والشكليات الخارجية.

 

    عندما تصفّح الكتاب المقدّس في عهديه القديم والجديد، يتبيّن بأن كلاً منّا يتصفّح تاريخه الشخصي. وإذا لم تكن لنا هذه النظرة الإيمانيّة يضحي الكتاب المقدّس بالنسبة إلى كلّ منّا أسطورة تاريخيّة لا تمتّ إلى حياتنا بأيّة صلة.

 

   فالتاريخ الذي عاشه يسوع يضحي تاريخ كل إنسان. فما كان يصادفه يسوع في حياته العلنيّة من تحدّيات ومصاعب واضطهادات لكي يصل بالحق إلى النصر، رغم تصاعد العداء له، يصادفه كلّ مؤمن في مسيرة حياته اليومية. 

   

  فما بشّر به يسوع في حياته يريد بأن نبشّر به ونعيشه في أرجاء حياتنا اليوميّة، مهما كانت التحّديات كبيرة والأثمان باهظة بحيث يتجلّى في كل هذا معنى رسالتنا وجوهر إيماننا المسيحي. لذا فما نشهده في صفحات الكتاب المقدّس من عداوة وأمراض غالباً ما يتشابه مع كل نعيشه في مجتمعنا اليوم، فما كُتب قد كتب لتعليمنا بحيث يشير إلى حقائق لا تزال متربّصة في كل منّا كانت خيراً أم شراً. لذلك نرى الكثير من المرضى اليوم يتناولون المسكّنات للأعصاب وهذا يعود إلى عدم تحمّل آلامهم النفيسة وأوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية. يذهبون في أغلب الأحيان إلى أطباء النفس دون حصولهم على النتيجة المرجّوة فتتحوّل حياتهم من سيئ إلى أسوأ كما الإمرأة المنزوفة. فيصبحون غرباء عن حقيقة الإنجيل الذي هو منبع كل شفاء نفسي وروحي، وهذا ما يتردّد في صفحات هذا الإنجيل:«وتبعه كثيرون فشفاهم جميعاً».

 

   يتابع الروح القدس عمله فينا منذ المعمودية بالرغم من كل الضعف والفوضى اللذين يتربّصان ويعصفان في أرجاء نفوسنا وضمائرنا وهذا غالباً ما يظهر في مسيرة حياتنا اليوميّة. يبقى عمل الروح كعمل النحّات الذي يرسم بصبر وآناة صورة الله في قلوبنا وضمائرنا ويسعى دوماً لكي يحرّرنا من كل ما هو غريب عن الحقائق الإنجيلية والإيمان المسيحي.

 

     ان هذا الروح لا تخمد عزيمته أمام سقطاتنا المتكرّرة، بل يتخطّى ضعفنا وفشلنا ويسعى دوما لأن يخلقنا من جديد حتى يهتف كل منّا ويرّدد مع القديس بولس إلى أهل غلاطية:«فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيّ» (غل2/20).

 

  لا تفوم الحياة المسيحية الحقّة على الفوضى والدعاية وعامل الشهرة، بل تتخطّى المظهر الخارجي الذي كان يأخذ بإهتمام الكتبة والفريسيين لننزح إلى العمق، لأنها تقوم على الصمت والهدوء والسلام الداخلي.

 

 

 

برنامج مهرجانات عبرين – صبف 2019

28 تموز: Ebreen Hike

14 آب: سهرة مع أمير يزبك

16-17-18 آب، معرض القش للاشغال اليدويّة

25-26-27 آب: كرمس

31 آب: سهرة تراثية مع مايز البياع

6- 7 أيلول: تمشّى وسهار

13 أيلول: Abbouleh Night.

* للاستعلام: 966571/ 70 – 707895 /03

è تنظّم «أخويّة الحُبل بها بلا دنس»، السَّهرة التراثيَّة، في عيد مار يوحنا المعمدان، مع الفنان مايز البيّاع، السبت 31 آب 2019، في باحة كنيسة مارشربل – عبرين.

للحجز والاستفسار: 037886/ 71 – 960985 /03

  

 

الثلاثاء30 تموز

6.00 مساءً، القدَّاس في كنيسة مار يوحنّا المعمدان.

 

الاربعاء 31 تمّوز، «عيد الشُّهداء الموارنة الـ350 تلاميذ مار مارون».

7.30 صباحاً، صلاة الأخويَّـة لـ«أخويّـة العيلـة المقدَّسـة»، في الكنيسة.

8.00 صباحاً، الاحتفـال بالقـدَّاس والجنّاز مع «أَخويَّـة العيلـة المقدَّسـة» للأخوات المنتقلات من الأخويّة، يليه صلاة وضع البخور.

 7.00 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار يوحنّا المعمدان، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

 

الجمعة 2 آب، «الجمعة الاولى من الشّهر».

7.00 – 9.00 مساءً، «برنامج مديوغوريه» ويتضمـَّن: «صلاة المسبحـة الورديّـة، مسبحـة السلام، اعتـرافـات، القـدّاس، سجـود قربـاني، ورتبـة تبريـك وتكريـس»، في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان.

 

السبت 3 أب

5.00 مساءً، صلاة المسبحة الورديّة، في كنيسة «سيّدة البيدر».

 6.00 مساءً، القدّاس وزيّاح العذراء في كنيسة «سيّدة البيدر».

7.00 مساءً، الاجتماع الاسبوعي لاعضاء «أخويّة طلائع العذراء»، في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان.

 

أحد 4 آب ، «ألأحد التاسع من زمن العنصرة».

  * القـدّاسـات:

-  في كنيسة «سيّدة البيدر»:    8.00 صباحاً.

-  في كنيسة «مار يوحنّا المعمدان»: 9.00 صباحاً.

- في كنيسة «مار شربل»:10.30 صباحاً، قدّاس وجنَّاز الاربعين للمرحومة «إفلين طانيوس ساسين مرعي أرملة يوسف سمعان فارس».

10.00 صباحاً، الاجتماع الاسبـوعي «للفرسـان والزنـابـق»، في الكنيسـة.

11.30 صباحاً، الاجتماع الاسبوعي لأعضاء «أخويـَّة شبيبة العذراء»، في كنيسة مار  يوحنّا المعمدان.

 

 


Copyright © 2019 St John Baptist Parish - All Rights Reserved