إعتلان سّر المسيح للرسل

 

      بعد أن أظهر يسوع نفسه ليوحنا المعمدان يُظهر نفسه أيضاً للرسل حيث يشهد يوحنا المعمدان أمام اثنين من تلاميذه ويشير إلى يسوع معلناً لهم قائلاً: «ها هو حمل الله» ثم يدعو تلاميذه إلى اتّباعه.

     لذا فدعوة التلاميذ والرسل الإثني عشر يشكّل حدثاً هاماً في حياة يسوع العلنيّة ورسالته الخلاصيّة عند كل من الإنجليين الأربعة. أما لدى الإنجيلي يوحنا الذي يشدّد على إظهار يسوع نفسه تحت ألقاب مختلفة يعطي لهذه الدعوة طابعاً خاصاً ومميّزاً. حيث يشدّد أن تلاميذ يسوع الأوائل كانوا تلاميذ يوحنا المعمدان. وفي هذا يكون المعمدان وهو نبي التواضع والتخلّي والإنمحاء قد هيأ ليسوع بصورة مباشرة لا بالشهادة والعماد فحسب بل بدعوة تلاميذه إلى اتباع يسوع حيث شهد قائلاَ:«عليه هو أن يزيد وعليّ أنا أن أنقص».

    «ورأى يسوع ماراً فحدّق إليه وقال: ها هو حمل الله» نتصفّح عندما نقرأ صفحات الكتاب المقدس أنه كان لدى جميع الأنبياء في العهد القديم تلاميذ فإذا مات النبي يعيشون نهجه ويكملون رسالته بعد مماته. لقد جاء يسوع في خطّ الأنبياء وكان لديه تلاميذ أكملوا رسالته الخلاصيّة بعد أن قام من بين الأموات. كان أيضاً لدى يوحنا المعمدان تلاميذ كما الأنبياء ولأنه أدرك سّر من سيأتي بعده ولأنه رجل التواضع والتخلّي والإنمحاء لم يرد أن يحتفظ بهذا الإرث لنفسه بل أعلن أمام تلاميذه: «ورأى يسوع ماراً فحدّق إليه وقال: «ها هو حمل الله» وسمع التلميذان كلامه فتبعا يسوع». لقد تبع التلميذان يسوع وتخليا عن يوحنا حيث بقي وحيداً بعد أن أنهى مهمته، ومع أنه الباب غير أنه لم يلجه. فقد أشار إلى الآتي ولكنه لم يُدع ليصير من عداد التلاميذ في العهد الجديد.  لقد دعى الرب أندراوس وتلميذاً آخر من خلال يوحنا الذي رأى يسوع مارّاً فحدّق إليه وقال: «ها هو حمل الله» تبع التيملذان يسوع لأنه جسّد رغبتهما. لذلك رغبا في أن يتركا معلّمهما الأول يوحنا وأن يقيما معه. لذا فالآخر يُدخل صاحب الدعوة في علاقة مع الله كما أدخل يوحنا تلميذيه في هذه العلاقة. إنها علاقة حميمة بحيث أن الذي يسمع صوت الله يطمح إلى الإقامة معه. ان الرب لم يشأ أن يقيم التلميذان معه دون أن ينظرا أولاً أين يقيم. فقد احترم حرّيتهما في الإختيار ليتخذا القرار في اتباعه بنفسهما. لذلك لا يكفي أن يسمع صاحب الدعوة صوت الله، بل عليه أن يكون حرّاً في اتباعه ويثبت معه. وبدوره كان اندراوس، أحد التمليذين اللذين تبعا يسوع على أثر سماع يوحنا، سببا في دعوة أخيه سمعان. فبإمكان كل مدعو أن يكون سبباً في دعوة إنسان أخر، كما كان اندراوس سبباً في دعوة أخيه بطرس. رأى بطرس الرب يحدّق إليه وكأنه يكلّمه بعينيه حيث كلام العينين أبلغ من كلام اللسان. لقد التقط بطرس نظرة يسوع في قلبه قبل أن يصغي إليه بأذنيه، فعرفه وسمع كلماته التي تعطي معنىً لوجوده ولحياته. ثم أصغى إليه يحوّل هويته مطلقاً عليه اسم بطرس بدل سمعان «وستُدعى كيفا أي بطرس». إن التحول الذي أحدثه الرب في حياة بطرس من خلال أخيه أندراوس كان الدافع الوافي والمباشر لدعوته.

     في هذا اللقاء يتجذّر جوهر الدعوة المسيحية التي تقوم أولاً على التقاء يسوع واتباعه والإقامة معه حتى النهاية. لذلك فالإيمان هو في نظرة حياة والمدعوون يفصحون عنها بالأفعال فيأتون ويبحثون ويقيّمون.

  هكذا نرى يوحنا المعمدان ينظر إلى يسوع النظرة المليئة بالإيمان. فنظرة القلب المفعم بالحب تتخطّى الواقع الحسّي وتغوص فيه. إن هناك ميزتين تميّزان هذه اللقاءات الأولى وهما طابعهما الشخصي والدعوة إلى تخطّي الذات. والاثنتان متلازمتان تقومان على تذوّق جوهر المعلّم والتفكير معه في الهدف وتميزان معاً الدعوة الحقيقية. يستولي الفرح على القلب ويغمره وهو فرح اللقاء بشخص. ومن جهة أخرى لا ينغلق القلب على الأوحد لينعم باكتشافه وحده، بل يشعر بالاندفاع إلى إشراك الآخرين بسعادته. فإذا لم تكن الدعوة عند هذا العطاء من الفرح تكون من صنعنا نحن أكثر ممّا تكون من صنع الروح. لقد تتلمذا ليوحنا المعمدان منذ زمن طويل وتدرّب على يده كما تعلّما ما معنى الإقامة بالقرب منه. وعندما التقاهما يسوع وهما سائران استجابا لما كان منذ زمن طويل يشتهيان ويتوقان إليه. فهما على أهبة الإنطلاق على غرار عروس نشيد الأناشيد لدى سماعمها صوت العريس. لقد شعرا بشيء من الرهبة عندما التفت يسوع وطرح عليهما السؤال المتوقّع: "ماذا تريدان؟" لقد سبر أشواقهما ورغبتهما. فشعر أن ما تعلّماه لدى يوحنا المعمدان شعرا يعيشان فيه بالقرب من يسوع المعلّم. لقد ناد اندراوس أخاه سمعان ليقوده إلى يسوع الذي يعلم الإندفاع والعنفوان وقد أعده ليكون مسؤولاً في مقدمة الرسل لكنه لا يتمتع ببداهة يوحنا وحدسه.

    فقد فوت أكثر من فرصة في ملازمة الصمت وسبّب له ذلك توبيخ المعلّم. لكن بطرس وهو خفيف الظل سرعان ما تخور قواه ويستسلم. غير أنه لم يترّدد في العودة إلى يسوع بعد ادعائه بأنه لا يعرفه. أنه أشد إنسياقاً إلى لغة القلب منه إلى لغة الكلام. لقد استحوزت شخصية يسوع عليهم من غير أن يعرفوا مسبقاً ما ينتظرهم. فالدعوة بالنسبة إليهم هي شخص قبل أن تكون عملاً حياتياً.

 

¯ تُعلن ادارة كورال الرعيّة عن فتح باب الانتساب الى الكورال ، كلّ خميس الساعة 7.30 مساءً، في كنيسة مار يوحنّا المعمدان – عبرين.

 

 

 

 

الثلاثاء 21 كانون الثاني

5.00 مساءً، القداس في كنيسة مار يوحنّا المعمدان.

 

الاربعاء 22 كانون الثاني، برنامج الـ22 من الشهر، الى مار شربل – عنايا.

7.30 صباحاً، الانطلاق       -       12.30 ظهراً، العودة الى عبرين.

 للمشاركة: جانيـن جرجوره 983736/71-  شموني يعقوب 913939/71– أمال خشان 314664/76- تريز فرحات 491453/70- لور حنا  480273/03- ساميا ناصيف 927596/78– ماتيلدا حيدر 109765/76. 

 

الخميس 23 كانون الثاني

7.30 مساءً، تماريـن «كـورال الرعيّـة»، في كنيسة مار يوحنّا المعمدان، لتحضير قـدّاس الاحـد 10.30 صباحـاً.

 

الجمعة 24 كانون الثاني

5.00 مساءً، القداس في كنيسة مار يوحنّا المعمدان.

7.00 مساءً، الاجتماع الاسبوعي لأعضاء «أخويـَّة الحبل بها بلا دنس»، في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان.

 

السبت 25 كانون الثاني

9.00 – 10.30 صباحاً، لقاء التنشئة الثالث لاولاد «المناولة الاولى»، في كنيسة مار يوحنا المعمدان.

5.00 مساءً، القداس المسائي في كنيسة مار يوحنَّا المعمدان.

6.00 مساءً، سجود قرباني موحَّد لـ«أخويـَّة طلائع العذراء»، في كنيسة مار يوحنّا المعمدان – الدعوة عامّة.

 

أحد 26 كانون الثاني، «الأحد الثَّالث بعد الدِّنح».

          * القـدّاسـات:      - في كنيسـة «مار يوحنَّا المعمدان»:

                 8.00 صباحاً -  9.00 صباحاً (قداس الاولاد مع أهلهم).

10.30 صباحاَ، قدّاس وجنّاز للموتى للعام 2019 (عددهم 19) ، يليه مسيرة صلاة الى كنيسة «سيدة البيدر»، وصلاة وضع البخور على المدافن.

10.00 صباحاً، الاجتماع الاسبـوعي «للفرسـان والزنـابـق»، في الكنيسـة.

11.30 صباحاً، الاجتماع الاسبوعي لأعضاء «أخويـَّة شبيبة العذراء»، في كنيسة مار شربل.