أَحَد الأبن الشَّاطر –  15 آذار  2020           السنة التاسعة عشرة   -  العـدد 944

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وضائعاً فوُجد» ...

 

    يأتي هذا المثل وكل الأمثلة الأخرى في إنجيل لوقا ردّاً من قِبل يسوع على تذمّرالكتبة والفريسيين منه لأنه كان صديق الخطأة والعشّارين. في هذا المثل نشهد الأسرة التي تعيش تحت السقف الواحد في وحدة متماسكة بالمحبة. رغم كل هذا الجوّ الحميم، يطلب الإبن الأصغر حصّته من الإرث ويذهب إلى بلد بعيد مع أنه لا يحقّ له بذلك. هذا برهانٌ واضحٌ على رغبته بالتفرّد والإستقلالية والمنفعة الخاصّة. إن لديه رغبة أعمق من كل هذا ألا وهي رغبة بالتخلّص من أبيه إذ يطالبه بالإرث وهو لا يزال على قيد الحياة. كل هذا يدفعه ليكون حرّا وهذه الرغبة باتت تدلّ على نزعة في الإنسان الذي يريد موت الله كما قال الفيلسوف الإلماني نيتشه:"لكي يكون الإنسان حرّاً، على الله أن يموت" ولهذا قال:" لقد مات الله".

     وهذا ما يؤكّده البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما يقول: "إن إنسان القرن العشرين بات يحلم برغبة التفرّد والمنفعة الخاصّة والإستقلالية". لقد أراد الإبن الأصغر أن يحقّقه عندما جمع كل شيء له وسافر إلى بلد بعيد، حيث سيبدّد أموالاً أي إرثاً ليس له. هذا الإبن قرّر أن ينشد الحرية فوجد نفسه بحكم المفصول عن البيت الوالدي. وبهذا أصبح عرضةً للعبة القدر والإفتقار والعوز والفاقة. إذ صارت المجاعة والغربة تتحكّمان به. أراد ان ينشد الحريّة فأصبح بوضع المستعطي وبحكم العبد المنبوذ الذي لم يعد يستخدمه أحد، إنه أضحى غريباً. وهذا الوضع المؤلم دفعه ليرعى الخنازير، وهذه أقصى درجات الذلّ والهوان والإحتقار في العرف اليهودي.

 

 ولكن مهما كبرت وعظمت خطيئة الإنسان تبقى له تلك الكرامة الإنسانية وهي صورة الله ومثاله التي ترفعه فوق هذا المستوى للحيوان. فالخطيئة هي الحنين إلى العدم والخواء. هذا ما وصل إليه آدم واحواء عندما انفصلا عن محبة الله وخلاصه.

 

    وهذا الإبن أضاع بنوّته الكيانيّة برفضه العيش في البيت الوالدي. الإبن الأصغر يعود إلى ذاته يقارن بين وضعه حيث يهلك جوعاً وبين الأجراء في بيت أبيه حيث يفضل الخبز عنهم. كل هذا سوف يقوده ليصمّم على العودة إلى بيت أبيه. هو يريد أن يهيّئ كلاماً يقوله لأبيه كيف بدّد أمواله، ويقرّر أن يعود لا بصفة الإبن بل بصفة العبد.

 

 ان هذا الغياب للابن أحدث جرحاً في قلب أبيه لأنه قد خان عهد المحبّة, لكن محبّة الأب لم تتوقّف عند كل هذا بل جعلته يختصر المسافة التي كانت تبعده عنه وتجعله يهرول نحوه. ان درب الخطيئة التي سلكها الإبن الأصغر جرحّت قدميه بالأشواك.

 

    ان صمت الأب لم يكن إستسلاماً واستقالة بل انتظاراً صابراً لتوبة تعود بالإبن إلى البيت الوالدي. لقد انتظر عودته طويلاً لهذا رآه من بعيد فانتزع منه المبادرة ومنعه من أن يكمل إعتذاره، أعطاه أجمل حلّة التي ترمز إلى الوضع الجديد، والخاتم علامة البنوّة، والحذاء على أنه لم يعد عبداً، وذبح له العجل المسمّن الذي يرمز إلى الشراكة والفرح.

 

 تجاه هذا التصرّف الإبن الأكبر يرفض الدخول ويوبّخ أباه قائلاً له: "ابنك هذا وليس أخي". إن الإبن الأكبر يعيش شكلياً في البيت، لكنه خارجاً عن الشراكة في البيت الوالدي، هو يعيش بمنطق المحاسبة والمنفعة الخاصّة مع أبيه، إنه عبد وليس ابناً، يعيش كالغريب يحسب السنين ويطلب جدياً يتنعّم به.

 

    الإبن الأكبر يمثل بدرجة أولى الفريسيين إذ يعيش حرفيّة الشريعة دون أن يلج إلى عمق المحبة. ان مسيرته هذه هي مسيرة ثورة وتمرّد خسر شيئاً لم يجده وخسر ما أعطي لأبيه.  

 

   ان العودة التي قام بها الإبن الأصغر إلى الذات والندامة، هما إدراك الإتجاه الخاطئ للحياة والرغبة في تغيير هذا الإتجاه. إنهما تمييز الشخص في أنّه انحرف عن محبّة الله وأساء إلى نفسه وإلى الله.

 

فالخطيئة هي رفض للسير في المحبّة. لذلك هناك شيئان ضروريان للندامة: معرفة محبّة الله واختبار غفرانه. لقد ترك الإبن الضالّ بيته الوالدي لأنه لم يكن على شيء من هذين الأمرين ولم يقرّر العودة إلى بيت أبيه لأنه كان نادماً، بل لأنه كان جائعاً ويتوقّع أن يجد ما يكفيه من الطعام. وأصبح نادماً حقاً عندما عانقه أبوه ورحّب به بفرح.

 

 عندها أدرك كم كان أبوه يحبّه ويعامله في الماضي كما يفعل الآن لأنه يحبّه. فالمقدرة على عدم الوقوع في الخطيئة ثانية تأتي من إدراك هذين الأمرين: محبّة الله واختبار عمق محبته.

 

   إنّ المحبّة وحدها قادرة على تغييرنا وشفائنا. في هذا المثل يريد الله أن يكشف لنا عن نزعة متأصلة في كل البشرية وعن رغبة دفينة في كل منّا. كل إنسان يريد أن يكون حرّاً وهناك شيء يطلق العنان له ويريد أن يحققّه في ابتعاده عن الله.

 

إلاّ أن تجربة الحريّة بدون الله تصل بنا إلى الحائط المسدود وتقودنا إلى خسران بنوّتنا وهويتنا وهدر وسحق كرامتنا البشرية والإنحطاط في قيمتنا المخلوقة على صورته، بينما الإنسان هو القيمة المطلقة في الوجود. حيث تكون الخطيئة يحدث الجوع والعوز والفاقة.

 

    بابتعادنا عن الله نتعرّى ونخسر كل شيء. نخسر كرامتنا وهوّيتنا وكل قيمتنا الإنسانية، وتجعلنا نرزح تحتها لأننا لا نستطيع احتمالها. هذا ما عاشه الإبن الأصغر الذي تحدّب من ثقل خطيئته وأضحى يشتهي أكل الخرنوب التي كانت الخنازير تأكله.

 

هذا ما تحمله الخطيئة أن نعيشه، إلاّ ان الله يردّ لنا كرمتنا عندما نتوب ونرجع إليه فهو يظلّ يخلقنا ويصطادنا ويبدأ عهده معنا من جديد.

 

ان محور هذا المثل هو سلوك الأب غير الاعتيادي واللامنطقّي لهذا يقول النبي أشعيا: "كما علت السماوت عن الأرض، كذلك طُرُقي علت عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (أش 55/9). إنّ الله شديد الإختلاف عنّا ويبقى حجر عثرة وصخرة شكٍ في موقفه تجاه كل الخطأة والضّالين.

 

 انّ عالم اليوم بات يطمح أكثر فأكثر إلى الإستقلالية ليتحرّر من العبوديات ويصبح أكثر إستقلالية وأكثر حريّة، هذا ما عبّر عنه كل من نيتشه وماركس بقولهما: "نحن بإمكاننا أن نعمل بدون أن نكون تحت سلطة آخر وعبوديته.

 

نحن لسنا بحاجة لله لنعمل حياتنا، لم نعد قاصرين، لم نعد بحاجة إلى الله، ونترك للقاصرين أن يلجأوا إليه". هذا الإنسان تحرّر من الله ولكنه أصبح إله نفسه.

 

   ان هذا الإلحاد المعلن في عالم اليوم لا يقاوم الله، بل موقفه منه شرّ من مقاومته. كلّما أراد الإنسان أن ينشد تلك الحريّة بابتعاده عن الله يصل إلى الحائط المسدود. هذه الرغبة كانت وما زالت متأصلة ودفينة في كل إنسان عبر كل العصور وفي كل منّا اليوم.

 

      يبقى الكتاب المقدس تاريخنا الشخصي الخلاصي ما بين الخطيئة والغفران، تاريخ الحبّ الذي يتجدّد كل مرّة بعد كل خطيئة إلى أن يستريح وجودنا في قلب الله. قد يصل كل منّا إلى حالة تضحي فيها قشرة نفوسنا صلبة أمام دخول كلمة الله حياتنا ونكون قد وصلنا الى ذروة خطيئتنا.

 

إلاّ ان الله لا يقبل بهذا فيتدخل من خلال جراح خطيئتنا لتدخل النعمة حياتنا من خلال هذه الجراح التي أحدثتها خطايانا . يقول الله على لسان أشعيا: "لقد وضعت خطاياك وراء ظهري فلا أعود أذكرها".

 

   لا يتألم الله من الخطيئة لكنه عندما نخطأ نؤلّم نفوسنا وبما أنّ الخطيئة تؤلمنا يتألم الله معنا لأننا أبناؤه. فواقع تاريخ خطيئتنا لا يمكن أن نعتبره على أنه لم يقع لكننا نتركه ونسير إلى الأمام إلى علاقة جديدة. وهذا وحده يكون غفراناً وبطاقة دخول إلى قلب الله حيث البيت الوالدي الذي يفرح بتوبتنا.

 

إن كنّا نرزح اليوم تحت وزر خطايانا، فنحن مدعوون بأن نفرح ونتشجّع لأن رحمة الله سوف تجدّدنا وتمسّنا وتطالنا في عمق كياننا وجراح نفوسنا. ففي ذروة خطايانا مدعوون بأن نردّد ما قال الإبن الأصغر: "أقوم وأمضي إلى أبي" لأن هذا العالم لا يستطيع أن يعطينا إلاّ الفتات الذي لا يمكن أن يشبع جوعنا.

 

مواضيع زمن الصّوم الكبير 2020

«التّلميذ الحَبيب – أنا هو».

 

- الجمعة 20 آذار، «ينحني ويخدم» (يوحنّا 13: 12- 17)     - أخويَّة طلائع العذراء

  * السّهرة الانجيليّة:      «أنا هو الطريق والحقّ والحياة» (يوحنّا 14: 1 -14)،

 في منزل «شاهين سمعان همّام».

- الجمعة 27 آذار، «يحمل صليبه ويتبع» (متى 16: 24- 28)          - أخويَّة العيلة المقدّسة

  * السّهرة الانجيليّة:      «أنا هو الكرمة الحقيقيّة» (يوحنّا 15: 1 -17)،

 في منزل «المرحوم يوسف جريس شاهين».

- الجمعة 3 نيسان، «يسهر ويترجّى»  (متى 25: 1 13)                 - أخويَّة شبيبة العذراء

 * السّهرة الانجيليّة:       «أنا هو النُّور» (يوحنّا 8: 12  30)،

 في منزل «جوزف بطرس نصرالله».

 

¯ تُعلن ادارة كورال الرعيّة عن فتح باب الانتساب الى الكورال، كلّ خميس الساعة 7.30 مساءً، في كنيسة مار يوحنّا المعمدان – عبرين.

J تضع «أخويَّة شبيبة العذراء» سلّة المحبَّة في زمن الصّوم الكبير من الاثنين 24 شباط ولغاية الخميس 9 نيسان 2020،  في المحلاَّت التالية:

      جرجي ابراهيم قبلان – ايلي بربر فارس – روجيه بطرس نصرالله ، أو في منازل لجنة  الشبيبة نجوى جورج كنعان، جوي طوني ناصيف ودومينيك ابراهيم ضرغام.

 

  بناءً على توجيهات وإرشادات سيادة راعي الأبرشيّة المطران منير خيرالله، تتوقّف اجتماعات الاخويات والنشاطات واللقاءات الرعويّة والسَّهرات الانجيلية والتجمُّعات وتمارين المناولة الاولى والكورال وقدّاس الاولاد، ونكتفي بالقدَّاسات اليوميّة وبأيّام الآحاد والأعياد، مع الالتزام بقرارات الكنيسة المتعلقة بالقداسات:

١- الإكتفاء بإلقاء التحيّة او بإنحناءة الرأس عند إعطاء السّلام.

2- المناولة باليد بدلاً من الفم، بوضع اليد اليمنى تحت اليسرى بشكلِ عرشٍ للملك       

    السماويّ.

 3- يُعقى ضميرياً من فريضة المشاركة في القدّاس او أي صلاة جماعيّة في الكنيسة، كلّ مؤمن  يشعر بأي عوارض مرضيَّة مرتبطة بالفيروس (من حرارة وسعال وصداع وزكام وتعطيس، وغيرها ...).

 

 

 

الثلاثاء 17 آذار، 5.00 مساءً، القدَّاس في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

 

الاربعاء 18 آذار،7.30 صباحاً، صلاة الأخويَّـة لـ«أخويّـة العيلـة المقدَّسـة».

8.00 صباحاً، الاحتفـال بالقـدَّاس مع «أَخويَّـة العيلـة المقدَّسـة»، يليه طلبة وزياح مار يوسف، في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

 

الخميس 19 آذار، «عيد مار يوسف البتول، شفيع العائلات».

5.00 مساءً، قدّاس العيد وزياحّ مار يوسف في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

 

الجمعة 20 آذار،  «الجمعة الرَّابعة من زمن الصَّوم الكبير».

5.30 مساءً، درب الصَّليب.              (من تحضير أخويَّة طلائع العذراء)

6.00 مساءً، القدَّاس والموضوع الرُّوحي «ينحني ويخدم» (يوحنّا 13: 12- 17)، يليه زيَّاح الصَّليب.

 

السبت 21 آذار،  5.00 مساءً، القدَّاس في «كنيسة مار يوحنّا المعمدان».

 

أحد 22 آذار، «الأحد الخامس من زمن الصَّوم الكبير – شفاء المخلَّع».

         * القـدّاسـات:

- في كنيسـة «مار يوحنَّا المعمدان»: 8.00 صباحاً.

                       - في كنيسة «مار شربل»:

 10.30 صباحاً، تدعو «جمعيّة عبرين الخيريَة» للمشاركة في القدّاس عن نفس المرحومة مريم يوسف بوفرح (مريم جوج) صاحبة العقار الكائن فيه المستوصف الموهوب للوقف من نسيبَيْها المرحومَيْن الخوري بطرس نصرالله وإبنة شقيقه ورده نصرالله.

 


Copyright © 2020 St John Baptist Parish - All Rights Reserved