أَحَد شفاء المخلَّع    22  آذار  2020 - السنة التاسعة عشرة - العـدد 945

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«مغفورة لك خطاياك ..».

 

  يُظهر أحد المخلّع تجلّي وسمو سلطان يسوع الإلهي على غفران الخطايا وعلى شفاء النفس والجسد. لقد برهن يسوع عن سمو هذا السلطان وقوّته الخارقة في شفاء مخلّع كفرناحوم وجميع الأشفية التي صنعها. في أعجوبة شفاء المخلّع يعبُرُ المسيح بالإنسان من الإنتماء الأفقي الترابي المريض بالخطيئة حتى الموت، إلى الإنتماء العمودي الروحاني الجديد إلى المسيح الحي والمحيي. فالمخلّع هو الإنسان المريض في انتماءَيه:الروحي والجسدي.  إذ إن شفاء الروح يؤدّي حتماً إلى شفاء الجسد. في هذا الشفاء عندما شفى يسوع المخلّع أراد أن يظهر ان الخطيئة هي علّة كل مرض، فلزم بالضرورة رفع السبب لرفع المسبّب أي أن يسوع يعالج السبب والنتيجة في أنٍ معاً. هكذا يضحي شفاء المخلّع رمزاً إلى خلاص الخاطئ ومنحه الحياة الأبدية.

"يوم كفرناحوم" نشهد في هذا النصّ أنه جاء يسوع يوم السبت إلى كفرناحوم. هذه المدينة معروفة ومشهورة في الكتاب المقدّس حيث كانت مسكن يسوع طول مدّته التبشيرية في الجليل. لقد صنع فيها الكثير من المعجزات لقلّة إيمان أهلها، لكنهم ظلّوا غير مؤمنين، لذلك قال عنها:" وأنت يا كفر ناحوم، أتراكِ تُرفعين إلى السماء؟ سيُهبط بك إلى مثوى الأموات. فلو جرى في سادوم ما جرى فيكِ من المعجزات لبقيت إلى اليوم"(متى11/23). في هذه المدينة وفي كل  أنحاء الجليل كان يسوع يعظ على شاطئ البحر وعلى باب المدينة وفي المجمع  والبيوت.

من خلال كلّ هذا نشهد ان ما يحدث في كفر ناحوم وفي وسط المدينة وفي المجمع  والبيت هو نموذج عن حياة يسوع ومثال لما سيحدث في مكان أوسع أي في

  

الجليل كلّه. في الجليل وفي كفرناحوم يعلّم يسوع ويطرد شيطاناً، وهذا ما يمكن أن يحدث لأيّ مكان يمرّ فيه يسوع. يمكننا أن ننطلق من كفرناحوم حيث مركز رسالة يسوع: المجمع مكان الصلاة العامة، والبيت مكان الحياة الخاصّة وباب المدينة مكان الحياة العامة. هكذا يجمع القديس مرقس في لوحة واحدة كل مكان، أكان دينيّاً أو غير دينيّ، أكانا عاماً أو خاصّاً.

 

وبهذه الطريقة يبيّن لنا ان عمل يسوع كان يصل إلى الكائن البشري بكل أبعاده الحياتيّة والإجتماعيّة. فالمدينة هي مكان العمل والقفر هو مكان العزلة والصلاة واللقاء بالله، حيث العزلة والصلاة  يطلقان رسالة يسوع الخلاصيّة.

 

كان يسوع قد اشتهر بصنعه للمعجزات، لذلك أتى الناس إليه من كل المدن والقرى المجاورة حتى لم يعد هناك أيّ مكان على الباب. هناك من سمع فجاء للمشاهدة وهذا قد يكون على سبيل الحشريّة. وهناك من جاء وظلّ واقفاً على الباب بسبب ازدحام الجموع، وهناك الكتبة والفريسّيون.

 

 وهناك من جاءوا بقوة إيمانهم وصعدوا إلى السطح ونبشوه ودلوا الفراش الذي كان المخلّع مطروحاً عليه. يسوع في البيت يخاطب الجموع  بكلمة الله "ويتكلّم كمن له سلطان". كل الناس يغوصون في بحرالخطيئة وما من منقذ إلاّ يسوع الذي جاء ليحييهم.

 

يمثّل الرجال الأربعة الكنيسة في أربعة أقطار الكون التي  تحمل الخطأة من كل الأصقاع على فراش الألم وتأتي بهم إلى يسوع ليشفيهم. لم يعبّر المخلّع عن إيمانه بيسوع ولم يطلب منه الشفاء. لكن إيمان الكنيسة وصلاتها لأجله وشفاعتها حملته إلى يسوع. لذلك عندما شفى يسوع المخلّع، أظهر ان الخطيئة هي علّة كل مرض، فلزم بالضرورة رفع السبب لرفع المسبّب، وان شفاء المخلّع هو رمز خلاص الخاطئ ومنحه الحياة الأبدية.

 

هذا الشفاء حصل  في بيت سمعان الذي يمثل الكنيسة، التي وحدها هي مؤتمنة على مغفرة الخطايا بواسطة سلطان الكهنة ووحدها مؤتمنة على التعليم والتبشير بكلمة الله. هذا ما بدا ظاهرا في حياة يسوع التبشيرية:" فركب إحدى السفنتين وكانت لسمعان فسأله أن يُبعدَ قليلاً عن البرّ. ثمّ جلس يعلّمُ الجموع من السفينة"(لو5/3). شدّد مرقس على قوّة كلمة يسوع، هذا التعليم الجديد مملوء سلطاناً على عكس تعليم الكتبة. يلاحظ الكتبة هذا الأمر ويقولون له: "بأي سلطان تفعل هذا".أثارت هذه الكلمة جدالاً بين يسوع والكتبة، ظنّوا ان يسوع عاجز عن شفاء المخلّع.

 

كل هذه الأعاجيب تشدّد على سلطان يسوع المطلق لا على شفاء الأمراض الظاهرة فحسب، بل على شفاء الأمراض الروحيّة الخفيّة وعلى عناصر الطبيعة التي هي من سلطان الله الخالق وحده.

 

" قم فاحمل سريرك وامشِ". فالخالق هو الآن أمام خليقته ويكشف لها عن ذاته لقد صنعها بيديه."قال... فكان كذلك". فإذا شاء استطاع أن يعيد تكوين خليقته بعد أن أفسدت نفسها بنفسها ويعيد صنعها على صورته ومثاله.

 

  "يا بنيّ مغفورة لك خطاياك"ليست الخطيئة هي الحقيقة الكبرى في التاريخ بل الحقيقة هي حقيقة الغفران. لذلك لا يكشف الله  لنا عن نفسه كشفاً كاملاً إلاّ حين يكشف أنه قدرة لا متناهية على الغفران.

 

ان أعمق ما يمكننا أن نقول في الله هو انه قدرة لا متناهية على الغفران. ان مجّانيّة المحبّة هي التي تغفر لنا وتعيد لنا دائماً ما نفقده بالخطيئة. حيث الكنيسة هناك الشفاء وحيث الكهنة هناك الأسرار وغفران الخطايا. ان رسالة الكنيسة هي رسالة مزدوجة تشمل الجسد والروح، عالم الأرض وعالم السماء بحيث ان أي فصل بين هذين البعدين أو أي إهمال لأحدهما هو بتر لرسالة الكنيسة.

 

 فإن كانت الكنيسة تعلن كلمة الله بلغة البشر، فالروح القدّس يجعل كلمة البشر تحمل قوّة الله ومغفرته. فالله حاضر في وسط البشر من خلال الكنيسة، فهي في خدمة كلمة الله ولا تعلّم سوى ما تعلّمته، فهي تصغي إلى كلمة الله بتقوى وتحفظها بقداسة وتعرضها بأمانة.

 

عندما نصل إلى ذروة الخطيئة تتفكّك كل قراراتنا وتتعطّل إرادتنا وتنعدم حرّيتنا ومعرفتنا ولم يعد لنا أي شيئ فينا قابلاً للحياة ونصل إلى لحظة في حياتنا نفقد فيها السيطرة على ذواتنا. هذا التفكّك نعيشه أيضاً عندما تكون لنا الرغبة في الصلاة  وعيش سّر المصالحة والإفخارستيا، لكننا نشعر بأننا عاجزون عن ت القيام  بكل ذلك. هذا الوضع الأليم يتطلّب منّا جهداً مضنياً.

 

من خلال كل هذا ندرك أن هناك انسانا مفكّك الإرادة والحريّة والمعرفة، هؤلاء الأشخاص أضحوا يعيشون حالة هذا المخلّع وأضحوا بحاجة ماسّة إلى من يحملهم في صلاته كما حمل الرجال المخلّع ليصلوا إلى الله وينالوا الشفاء. فلا يستطيع أي انسان أن يكون نفسه بدون مساعدة الآخرين.

 

 لذا نحن مدعوون أن نخلّص لا أن ندين مدعوون أن ننقب جدار المستحيل في كل الطرق التي تبدو لنا غير نافذة لكي نخترق فجوة في جدار حياتنا حتى لو بدا ذلك مستحيلاً.

لذا علينا ولا شك أن نتخذ قرارات هامّة لا يمكن أن نتهرّب منها، هذا التغيير هو الذي يضفي المعنى الخلاصي على حياتنا.

 

لذلك كتب الفيلسوف بول ريكور:"صحيح ان الناس يحتاجون الى العدل والمحبّة، ولكن قد يكونون أشدّ حاجة إلى المعنى".

 

يظهر الدين المسيحي بمظهر جواب على ذلك السؤال الذي يحدّد هوّيتنا البشرية. فالمسيحي هو المؤمن بالجواب الذي يأتي به الله في يسوع المسيح على ذلك السؤال. والايمان المسيحي يجعل منّا خصوم اللامعقول  واللامعنى وأنبياء المعنى القادر على إضفاء معنى على ما لا معنى له.

 

 ان الله في الأزمة الروحيّة يجعلنا ننفذ إلى سرّه، فهو يدعونا أن نعرف مَن هو، لأنه لا يمكن أن تكون علاقة صحيحة مع أحد لا نعرفه.

 

هذا هو الله الذي يكشفه لنا يسوع المسيح. فما من علاقة شخصية مع أحد إلاّ وتتعرّض لأزمات، ولكن الأزمات في العلاقة تكتسب أهمية خاصّة. إنها السبيل إلى العبور بالعلاقة من الهشاشة إلى العمق والإستمرارية.

 

 فالأزمة في الايمان يمكنها أن تنقله إلى عمق جديد في الأمانة والإلتزام. لن يفهم أحد هذا ولن يحصل على بركة الله إلاّ بعد ان يكون قد اختبر صراعاً حقيقيّاً مع الله على مثال يعقوب.

 

فالله قد يتركنا نتخبّط في عجزنا لكي نصرخ له بعد كل محاولاتنا المخفقة. فالإنسان الذي يعرف علّته ولا ينغلق عليها هو على درب الإيمان على غير علم منه. يستحيل على الإنسان أن يدرك ذاك الحب اللامحدود وهو مدعو ليعيش فيه ما لم ينزل إلى أعماق الجحيم حيث يعترف أن يسوع سيخرجه منها.

 

 لذا نحن مدعوون في كل هذا إلى عيش سّر التوبة الذي أعطاه يسوع بدوره لرسله والرسل أودعوه للكنيسة.

 

مدعوون أن ندرك بأن لا برارة ولا مغفرة إلاّ بيسوع. هذا الغفران يبقى عطيّة مجانيّة وجهودنا في التوبة والندامة تجعلنا منفتحين ومستعدّين لقبول هذه العطيّة. حيث تتحطّم أمام ممارسة هذا السّر كل قوى الشّر وتتعطّل كل مفاعيل الخطيئة وتندثر كل قوى الموت.

 

W الوفيَّات: حنَّا يوسف لطُّوف                   (مونتريال – كندا 13 آذار 2020)

 

  إِستناداً الى تعميم سيادة راعي الابرشية المطران منير خيرالله 

رقم ٢٢/٢٠٢٠ بتاريخ  ١٤آذار ٢٠٢٠،

    والتعميم الذي صدر عن رئيس مجلس بلديتنا بتاريخ ١٣ آذار ٢٠٢٠ بسبب الظروف الراهنة ومنعاً لانتشار فيروس الكورونا وحفاظاً على صحة اهالي الرعية،

    يهمّنا أن نبلغكم انَّنا قرَّرنا البقاء في المنازل وتحويلها الى كنائس بيتية، وعدم الخروج منها الا عند الحاجة القصوى، وإلغاء كلّ الاحتفالات الليتورجية والرعوية والاجتماعات وتمارين الكورال والمناولة الاولى بما فيها القداسات اليومية والإبقاء فقط على قدّاسات الجمعة والأحد في كنيسة مار شربل، للتمكن من الوقاية في طريقة الجلوس والاختلاط والمسافة المطلوبة بين الاشخاص، متمنين الاّ تطول هذه الفترة الدقيقة والصعبة.

مع الالتزام بقرارات الكنيسة المتعلقة بالقداسات:

1- الإكتفاء بإلقاء التحيّة او بإنحناءة الرأس عند إعطاء السّلام.

2- المناولة باليد بدلاً من الفم، بوضع اليد اليمنى تحت اليسرى بشكلِ عرشٍ للملك السماويّ.

 3- يُعقى ضميرياً من فريضة المشاركة في القدّاس او أي صلاة جماعيّة في الكنيسة، كلّ مؤمن  يشعر بأي عوارض مرضيَّة مرتبطة بالفيروس (من حرارة وسعال وصداع وزكام وتعطيس، وغيرها ...).

 

 

الجمعة 27 آذار،  «الجمعة الخامسة من زمن الصَّوم الكبير».

5.30 مساءً، درب الصَّليب  (من تحضير أخويَّة العيلة المقدّسة)

6.00 مساءً، القدَّاس والموضوع الرُّوحي  «يحمل صليبه    ويتبع» (متى 16: 24- 28) ، يليه زيَّاح الصَّليب.

* يُنقل عير الفايسبوك رعيّة عبرين Ebreen Parish.

 

أحد 29 آذار، «الأحد السَّادس من زمن الصَّوم الكبير،

                    أحد شفاء الأعمى».

            - في كنيسة «مار شربل»: 8.00 -  10.30 صباحاً.

  

ابتداء من ليل السبت 28/ الاحد 29 آذار 2020،

يبدأ العمل بالتوقيت الصَيفي، فتتقدّم السَّاعة 60 دقيقة.

  


Copyright © 2020 St John Baptist Parish - All Rights Reserved