أَلاحَد الجديد    19 نيسان  2020 - السنة التاسعة عشرة   -  العـدد 949

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«جاء يسوع والأبواب مُغلقة».

       يعرض لنا هذا النصّ من إنجيل يوحنا ظهور يسوع الحيّ القائم لتلاميذه وتوما معهم. بعد ظهورات يسوع المتكرّرة لتلاميذه ولرسله أصبح هناك وعي جديد لدى التلاميذ والكنيسة لعمق حدث القيامة.

   ان اليوم الثامن هو بدأ أسبوع جديد وزمن جديد في حياة الرسل والكنيسة التي بدأت تظهر ملامحها وتتكّون صورتها بفضل سّر موت الرب يسوع وقيامته الخلاصيّة.

  يترجم هذا النصّ الواقع الذي يعيشه كل شخص منّا عندما يتوق إلى معرفة الحقيقة ولا سيّما تلك المتعلقة بإيماننا بشخص يسوع المسيح الإله والإنسان. هذا الواقع المتمثل بقصة إيمان توما الرسول لم يكن الأول ولن يكون الأخير. فقد سبقه أشخاص وشعوب كُثر لم يتوصلوا إلى الإيمان بالله إلاّ بعدما رأوا ولمسوا الآيات التي تؤكد لهم وجوده.

    لقد رفض توما ان يثق بشهادة الجماعة الرسوليّة. إنه يطلب برهاناً خاصاً به. ويريد أن يختبر بنفسه ويطلب أن يرى ويلمس. إنه يفرض على المسيح شروط إيمانه. هنا نشاهد طبع التلميذ الغيور كما بدا في قصّة لعازر: "فقال توما الذي يقال له التوأم لسائر التلاميذ: فلنمض نحن أيضاً لنموت معه" (يو11/16).

  ان يسوع الذي يعرف أن توما يخفي تحت هذا الطبع الحادّ قلباً أميناً، ظهر للتلاميذ بعد ثمانية أيام وكان توما معهم. ودون أن يلتفت إلى التلميذ المعاند أراه جراحاته ودعاه لأن يضع يده فيها. خجل توما ولم يجد إلاّ كلمة واحدة: "ربّي وإلهي!" وأقرّ بضعفه واعترف بسيادة يسوع الإلهية. ويسوع يستخلص العبرة من الحدث فيقول لتوما: "آمنت لأنك رأيتني؟" فطوبى للذين يؤمنون ولم يروا".

 يمثل توما نموذج البشرية الرازحة تحت وطأة العثرة والشك ولا تتمكّن من الوصول إلى الإيمان. كانت المجدلية تبكي أمّا توما فحكّم عقله والنتيجة واحدة: تحكّم العاطفة وعدم قناعة العقل وهذا يدلّ على الشوق العارم. فلمَ ندين العديد من الناس إذا تعثّروا من جرّاء محن الكنيسة ورفضوها لما يلمسون فيها من الضعف؟ إنهم على مثال توما يريدونها كنيسة لا عيب فيها. فالحجاب ما زال يحجب عيونهم. لكنهم يبحثون عن الله. بينما لا يتكلّمون إلاّ عنه على مثال تلميذيّ عمّاوس، حتى في يأسهم. إنهم لا يستطيعون إلاّ فيما بعد أن ينتقلوا على مثال المجدلية وتوما من مطالبهم العاطفية ومتطلباتهم العقلية إلى النور الإيماني الكامل.

     لقد واجه توما بالشكّ كلام جماعة التلاميذ إليه: "رأينا الرب". لقد دُعي إلى التسليم بشهادة الآخرين. وهنا تكمن الصعوبة، فبالرغم مّما يكنّه توما للرب من الحبّ فقد انعزل عن الجماعة حيث قد يلتقيه. فالإنسان يرغب في التقاء يسوع، لكنه يبقى حائراً أمام الكنيسة التي تحدّثه عنه. فهو يطالب بالأدلّة وكل شيء يناقض الحقيقة التي يتطلّع إليها. إنه يقبل بيسوع لكنه لا يقبل بالكنيسة. ومع ذلك فيجب أن تكتشف أنّك لن تكتشفه إلاّ في جماعة التلاميذ أي في الكنيسة. لذا تتعرّف على يسوع في أصغر إخوتك وأقلّ ممثليه كرامة. تلك هي الطريق المؤدية إلى اكتشاف كل سرّه. فمن خلال تلك النكرات والعثرات والأزمات التي قد تطول كثيراً، تتمّ في كل منّا التطهيرات الضرورية. فالإنسان يجد نفسه أمام اللامشروط وهو حبّ يتقدّم إليه بطريقة غير متوقّعة. فعليه أن يتوصّل إلى الإعتراف بحريّة الله المتسامية والمطلقة. فعطية الله لا يمكن أن تنحصر في تفكيرنا ومقولاتنا البشرية. وهي تتطلّب منّا التخلّي الكامل عن ذواتنا لكي تفعل فعلها في كل منّا لندرك ما أدركه توما ونعترف به قائلين: "ربّي وإلهي".

   يظهر يسوع نفسه لنا في وسط ضعفنا وخطيئتنا وفشلنا عندما تكون قد أُغلقت كل أبواب الحلول ولم يعد هناك أي أمل بالخلاص. ان يسوع وحده يستطيع أن ينقب جدار المستحيل. هو لا يجلس على هامش معضلاتنا ولا على أبواب حياتنا بل في وسط إحباطنا ويأسنا وخوفنا ويمنحنا سلامه الذي لا يستطيع العالم أن يُدخله إلى قلوبنا. لذا نحن لا نستطيع أن نختبر يسوع المائت والقائم من القبر إلاّ من خلال جماعة الرسل والتلاميذ أي الكنيسة.

  لم يصدّق توما بأن يؤمن بكلام التلامذ، بل أراد برهاناً حسيّاً على ذلك فإن المسيح قد أتى إليه شخصيّاً لينقذ شكوكه وليشدّد إيمانه وإيماننا الذي تعلمانه من الرسل ومن أجدادانا الذين سبقوا وآمنوا دون أن يروا.  

 ان القائم من الموت قادرٌ أن يظهر قدرته في وسط محن حياتنا وخاصة في الأزمة التي مازال يتخبّط بها وطننا اليوم، رغم كل الأبواب المغلقة. هو قادر أن يحرّرنا من خوفنا وإحباطنا وفشلنا ويمنحنا سلامه الذي لا يستطيع أحدٌ بان ينزعه من قلوبنا. لذا فنحن مدعوون أن نؤمن ونترجّى ان الله ما زال يُظهر ذاته لكل واحد منّا وبطرق متعدّدة في محن إيماننا وشكوكنا. ان كل أزمة نعيشها في حياتنا تدفعنا لأن نكتشف الله كما هو يريد لا كما نريده نحن، إذ نردّد ما قال توما: "ربّي وإلهي". فانتقل توما من أقصى الشكّ إلى أقصى الإيمان واليقين.

   فمهما كان خوفنا وضعفنا وجسامة خطايانا وشكوكنا كبيرة، نحن مدعوون لأن نؤمن بأن قوّة حبّه التي لا تُحدّ تستطيع أن تدخل أبواب نفوسنا الضعيفة وظلمة حدود عقولنا المغلقة أمام وفرة نعمه ويمنحنا سلامه وفرحه.   فنكتشفه كما اكتشفه توما الرسول ونردّد معه قائلين: "ربّي وإلهي".

 

تعميم أبرشي (رقم 2)

إلى أبنائنا وبناتنا الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين

 عطفًا على التعميم الأبرشي الصادر في 5/3/2020،

ونظرًا لخطورة المرحلة التي يمرّ بها وطننا لبنان والعالم في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، وحرصًا منا على سلامة جميع الناس،  وتحمّلاً لمسؤولية عدم نقل العدوى بطريقة لا إرادية،  وتطبيقًا للتدابير المتخذة من مجلس المطارنة الموارنة في 4/3/2020، ومن وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، 

 وبعد التشاور مع المجلس الكهنوتي، نوصي بما يلي:

 1- أن يبقى المؤمنون في منازلهم واغتنام الفرصة لكي تكون كل عائلة « كنيسة بيتية»، ويكون كل بيت واحة روحية لعيش الإيمان والصلاة إلى الله (قراءة الكتاب المقدس وتلاوة صلاة المسبحة وصلاة الأبرشية)، ومساحة اجتماعية لعيش القيم المسيحية والإنسانية في التضامن والمصالحة والمحبة. و بالتالي يصبح واجب المشاركة في القداس والإحتفالات الليتورجية غير ملزِم، ويمكن الإستعاضة عنه عبر شاشات التلفزة وغيرها من وسائل التواصل.

2- بما أن كنائسنا هي مسكن الله وبيت شعب الله، ستبقى مفتوحة، والكهنة المؤتمنون على رعاية النفوس يبقون حاضرين في رعاياهم يؤمّنون السهر على الرعية على مثال المسيح الراعي الصالح (يوحنا10) ويحتفلون بالقداس أيام الآحاد والأعياد على نية شعب الله الغائب ويتخذون كل التدابير الوقائية.

3- تعليق النشاطات والاجتماعات واللقاءات الرعائية كافة (اجتماعات المنظمات الرعوية، سهرات إنجيلية، زياحات، تطوافات، لقاءات تحضير المناولة الأولى، وغيرها...) .

4- في حال الوفاة، تُختصر صلاة الجناز ورتبة الدفن على حضور كاهن الرعية والعائلة، وتلغى أيام التعازي.

5- عدم التسليم للخوف ومواجهة ظاهرة الفيروس بإيمان ورجاء وعيش التضامن. وسيكون الكهنة بمثابة السامري الصالح (لوقا 10) لتقديم المساعدة إلى الإخوة المتضايقين.

وإننا إذ نتكل على العناية الإلهية، نصلي إلى الله بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان ومار مارون و مار يوحنا مارون والقديسين شفعائنا، راجين ألاّ تطول هذه الفترة الدقيقة والصعبة.    نعتبر هذا التعميم المؤقت ملزِمًا حتى إشعار آخر.

  كفرحي في 14/3/2020

المطران منير خيرالله     راعي أبرشية البترون

بـــــيـــــان (رقم 4)

إلى أبناء وبنات الأبرشية، كهنةً ورهبانًا وراهبات وعلمانيين.

    تحية محبة بالرب يسوع القائم من الموت والحاضر معنا حتى منتهى الدهر.

بعد أن أعلنّا، في بياننا الصادر في 31 آذار 2020، عن مبادرات تعاضدية بهدف دعم أبناء وبنات الأبرشية للصمود في مواجهة وباء كورونا وما بعده في الضائفة الاقتصادية والمعيشية،  وبعد أن أعلنّا في بياننا الصادر في 5 نيسان 2020 عن إنشاء الصندوق الاجتماعي الأبرشي وعن تعيين مجلس أمناء ولجنة تنفيذية له، وعن آلية العمل المتّبعة،  نودّ اليوم إعلامكم بما يلي:

 1-لقد فتحنا باب التبرعات على موقع الأبرشية التالي: www.diocesebatroun.org

يمكنكم مراجعته. وقد بدأ بعض أبناء الأبرشية بالتبرع مشكورين.

2-على الرغبين بالمساهمة اعتماد الآلية التالية:  إما تحويل مصرفي على هذا الرقم

Diocèse Maronite de Batroun (Caisse Sociale Diocésaine)

Byblos Bank Swift code BYBALBBX

IBAN: Lb09003900000002752159488016

*  وإما شيك باسم أبرشية البترون المارونية،  وإما نقدًا.

* الاتصال بالنائب العام المونسنيور بيار طانيوس 76/731108 أو بالقيّم الأبرشي الخوري شربل خشان 03/857899 أو بأحد أعضاء مجلس الأمناء.

* التبرعات العينية: الاتصال بوكيل دير مار يوحنا مارون كفرحي الخوري انطون نهرا 71/308331

1-    أما بالنسبة إلى المشاريع الزراعية، فقد بدأنا بتجهيز العقارات حول دير مار يوحنا مارون لزراعة الخضار، لكي يصار إلى توزيع محاصيلها مجانًا.  وقد بدأ بعض أبناء الأبرشية بالاتصال لطلب استثمار عقارات كنسية في مشاريع زراعية.

     ولا يسعنا هنا إلا أن نثني على الجهود التي تبذلها القائمقامية والمجالس البلدية والهيئات الاختيارية والجمعيات والأحزاب والتيارات، وعلى المساعدات التي توزعها بهدف دعم أبنائنا وبناتنا في منطقة البترون.

   كلّل الله كل هذه الجهود التي تعبّر عن روح التضامن والأخوّة في منطقتنا التي تريد أن تبقى وفيّةً لابنها المكرّم البطريرك الياس الحويك، ومنَحَنا القوة على تخطّي أزمة الوباء والأزمة الاقتصادية والمعيشية، فنبني معًا مستقبلاَ جديدًا لوطننا لبنان يعيش فيه المواطن بحرية وكرامة في ظل العدالة والقانون. 

  كفرحي، في 14/4/2020                         

 المطران منير خيرالله 

                                                                                راعي أبرشية البترون 

 


Copyright © 2020 St John Baptist Parish - All Rights Reserved