أَلاحَد الثالث بعد القيامة    26 نيسان  2020 - السنة التاسعة عشرة - العـدد 950

نَشــرة رَعويَّــة أُسبوعيَّـة تصـدرُ عن  رَعيَّــة مار يُوحنَّـا المَعمَــدان – عبريــن

للمراسـلات: الخـوري يُوحنَّـا - مـارون مفـرّج 999247/03 - 70/780259

Website: ebreenparish.50webs.com -Facebook: Ebreen Parish

Emails: ebreenparish@gmail.com - paroissestjeanbaptiste@hotmail.com  - pjeanmaroun@hotmail.com  

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«فانفتحت أعينهما وعرفاه فإذا هو قد توارى عنهما».

 ان يسوع القائم من الموت  لم يظهر على هامش حياة أزمة التلاميذ بل في وسط محنتهم وهو لم يقترب من تلميذيّ عمّاوس فقط  بل أخذ يسير معهما بالرغم من أعينهما التي أمسكت عن معرفته.

   عندما يدخل يسوع في حياتنا اليوميّة وقضاياها المعقّدة عندئذ يبدأ تاريخ حياتنا يُستكمل بوجوده ونخبره وقائع حياتنا والفشل الذي وصلنا إليه عبر ما كنّا نظّنه سوف يتمّ حسب مخيلتنا وتخطيطنا البشري.

   فنحن نريد أموراً لا تتماشى مع مخطّط الله، لكنه في ظهوره بيننا يمنحنا معرفته ويصحّح تفكيرنا. ولا نريد حتى أن نؤمن بشهادة الآخرين الذين ينقلون لنا شهادة حياتهم عن قيامة الله فيهم:"غير أن نسوة منّا قد حيّرتنا، فإنهّن بكّرن إلى القبر فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن انهنّ أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي...".

   ان تلميذي عمّاوس لا يعرفان يسوع في الطريق ولا يفهمان حدث موته ولا يؤمنان بقيامته رغم شهادة النساء وبعض التلاميذ.

   لكن يسوع يتخّطى فشهلما وإيمانهما ويبدأ يشرح لهما ما تقوله عنه الكتب المقدّسة. وقد عرفاه عندما كسر الخبز أمامهما كما فعل في العشاء السرّي.

    من هذا المنطلق تكّون صورة الإفخارستيا التي أعطتهما القوة والدفع والمعرفة، ثمّ يعودان إلى أورشليم يبشّران التلاميذ.

  ان المشاركة في مائدة الإفخارستيا  تعطي القوة والجرأة للشهادة ليسوع القائم من بين الأموات حيث يقوم التلميذان حالاً ويعودان في الليل دون انتظار انبلاج الصباح،

 يعودان إلى أورشليم بعزم جديد ويشتركان في حدث القيامة والشهادة له. حيث يدخل يسوع يدخل اليقين والفرح مكان الشكّ والحزن، ويمنح قوّة جديدة للعودة إلى جماعة الرسل في الليل. يشرح يسوع الكتب ويعلّم الجماعة التي تتمحور حوله ويحوّل الليل الى نور والتعب إلى قوّة والعوز والجوع إلى شبع وبحبوحة.

ان هذا التحّول أعاد تكوين الجماعة بعودة المسافرين إلى أورشليم حيث تحدث كل منهما عن خبرته. فالكنيسة تتكوّن من خلال الخبرات التي تعيشها وتتداولها الجماعة:"كلّما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون أنا في وسطهم". هذا الحدث يرسم مسبقاً صورة الكنيسة، حيث يعي التلميذان أهمية الطريق في اكتشاف القائم من الموت. ان طريق الحياة يمرّ بمسيرة صعبة واختبار مؤلم ومواجهة لا بدّ من أن نعيشها لكن حدث القيامة يمنعنا من المكوث في اليأس والإحباط والفشل. ان معرفة يسوع لا تتمّ بالعقل والفهم فقط بل بالقلب وهو المكان الذي تحصل فيه معرفة سّر الله عبر الكنيسة والكتب المقدّسة:"ألم تكن قلوبنا مضطّرمة فينا حين كان يكلّمنا في الطريق ويشرح لنا الكتب المقدسة؟" (لو24/32). ان الكتب المقدسة تبقى مختومة بصعوبات الفهم، يسوع فقط يمكنه أن يفتح أذهان التلاميذ ليفهموا الكتب (لو24/26).

نرى أنه عندما كان يسوع  يظهر نفسه لتلاميذه كان يختتم نهاية ظهوره بكسر الخبز وهذا ما بدا  ظاهراً في الأناجيل وخاصة في ظهوره لتلميذيّ عمّاوس حيث أخذ الخبز وباركه وأعطاهما عند ذلك عرفاه. ان تكثير الخبز الذي يرمز إلى الإفخارستيا في إنجيل يوحنا (يو6) حيث أخذ يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين وشكر ووّزعهما على الشعب. وعلى شاطئ بحيرة طبريّة طلب يسوع إلى تلاميذه قائلاً:"هاتوا من ذلك السمك الذي أصبتموه الآن" (يو21/10)، ثمّ أخذ يسوع الخبز وناولهم وفعل مثل ذلك في السمك"(يو21/13).

  كل هذه الأمثلة الثلاثة تحمل جميعها مضموناً إفخارستياً  الذي هو إحتفال بعطيّة الله الخلاصيّة للإنسان. لذلك تحتفل الكنيسة بهذا السّر بما تحقّق في التاريخ بقيامة يسوع من الموت. فالإفخارستيا هي المكان الذي تتمّ فيه معرفة يسوع المسيح، ليس اللاهوت ولا الفلسفة ما يكشف عبر النظريات عنه، يسوع هو نفسه يكشف عن ذاته على المائدة المقدّسة.

 فمن خلال إنجيل تلميذيّ عمّاوس نحن مدعوون لأن نؤمن بأن خيبات الأمل والإحباط والفشل يظلّ لنا بمثابة القناة التي تتسرّب فيها قدرة الله ونعمة محبته إلى نفوسنا المضطّربة. ان معرفتنا لله تبقى معرفة ناقصة ومبهمة إن لم تنطلق من الكتاب المقدّس، والإفخارستيا هي المكان الوحيد الذي تتمّ فيه معرفة الله وخلاصه حيث تحدث فيها كل التحّولات. يقول القديس بيو:"ان المسيحي الذي يدرك عظمة الذبيحة الإلهية في حياته لا يمكنه إلاّ أن يقسم حياته إلى قسمين: القسم الأول من حياته يصرفه في حضوره وعيش هذا السّر، والقسم الثاني يظلّ يشكر الله على عظمة هذا السّر الممنوح للانسان". يوم نشعر أن الرب بعيد وغائب عن عيوننا نحن مدعوون لأن نؤمن أنه يكون أقرب إلينا ممّا يمكننا تصوّره، هو يظهر في وسطنا ويسير معنا. فالعلّة تكمن في قصَر نظرنا عن رؤيته:"أما كان قلبنا يشتعل في صدرنا حين حدّثنا في الطريق ؟" .

   ففي زمن الأزمات والمحن التي تعصف بنا اليوم ومهما اهتزّت قلوبنا وساورتنا الشكّوك والمخاوف ومهما ضعفنا وتردّدنا، نحن مدعوون لأن نؤمن بأن الله  حاضر في وسطنا  ويقود  مسيرة حياتنا ويفتح قلوبنا للآية للإيمان به.

 

W الوفيَّات: مريم بطرس طانيوس أرملة طانيوس حنَّا يوسف    (18 نيسان 2020)

تعميم أبرشي (رقم 2)

إلى أبنائنا وبناتنا الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين

عطفًا على التعميم الأبرشي الصادر في 5/3/2020،

ونظرًا لخطورة المرحلة التي يمرّ بها وطننا لبنان والعالم في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، وحرصًا منا على سلامة جميع الناس،  وتحمّلاً لمسؤولية عدم نقل العدوى بطريقة لا إرادية،  وتطبيقًا للتدابير المتخذة من مجلس المطارنة الموارنة في 4/3/2020، ومن وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، 

 وبعد التشاور مع المجلس الكهنوتي، نوصي بما يلي:

1- أن يبقى المؤمنون في منازلهم واغتنام الفرصة لكي تكون كل عائلة « كنيسة بيتية»، ويكون كل بيت واحة روحية لعيش الإيمان والصلاة إلى الله (قراءة الكتاب المقدس وتلاوة صلاة المسبحة وصلاة الأبرشية)، ومساحة اجتماعية لعيش القيم المسيحية والإنسانية في التضامن والمصالحة والمحبة. و بالتالي يصبح واجب المشاركة في القداس والإحتفالات الليتورجية غير ملزِم، ويمكن الإستعاضة عنه عبر شاشات التلفزة وغيرها من وسائل التواصل.

2- بما أن كنائسنا هي مسكن الله وبيت شعب الله، ستبقى مفتوحة، والكهنة المؤتمنون على رعاية النفوس يبقون حاضرين في رعاياهم يؤمّنون السهر على الرعية على مثال المسيح الراعي الصالح (يوحنا10) ويحتفلون بالقداس أيام الآحاد والأعياد على نية شعب الله الغائب ويتخذون كل التدابير الوقائية.

3- تعليق النشاطات والاجتماعات واللقاءات الرعائية كافة (اجتماعات المنظمات الرعوية، سهرات إنجيلية، زياحات، تطوافات، لقاءات تحضير المناولة الأولى، وغيرها...) .

4- في حال الوفاة، تُختصر صلاة الجناز ورتبة الدفن على حضور كاهن الرعية والعائلة، وتلغى أيام التعازي.

5- عدم التسليم للخوف ومواجهة ظاهرة الفيروس بإيمان ورجاء وعيش التضامن. وسيكون الكهنة بمثابة السامري الصالح (لوقا 10) لتقديم المساعدة إلى الإخوة المتضايقين.

وإننا إذ نتكل على العناية الإلهية، نصلي إلى الله بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان ومار مارون و مار يوحنا مارون والقديسين شفعائنا، راجين ألاّ تطول هذه الفترة الدقيقة والصعبة.    نعتبر هذا التعميم المؤقت ملزِمًا حتى إشعار آخر.

  كفرحي في 14/3/2020          المطران منير خيرالله     راعي أبرشية البترون

 

 

بـــــيـــــان (رقم 4)

إلى أبناء وبنات الأبرشية، كهنةً ورهبانًا وراهبات وعلمانيين.

     تحية محبة بالرب يسوع القائم من الموت والحاضر معنا حتى منتهى الدهر.

بعد أن أعلنّا، في بياننا الصادر في 31 آذار 2020، عن مبادرات تعاضدية بهدف دعم أبناء وبنات الأبرشية للصمود في مواجهة وباء كورونا وما بعده في الضائفة الاقتصادية والمعيشية،  وبعد أن أعلنّا في بياننا الصادر في 5 نيسان 2020 عن إنشاء الصندوق الاجتماعي الأبرشي وعن تعيين مجلس أمناء ولجنة تنفيذية له، وعن آلية العمل المتّبعة،  نودّ اليوم إعلامكم بما يلي:

 1-لقد فتحنا باب التبرعات على موقع الأبرشية التالي: www.diocesebatroun.org

يمكنكم مراجعته. وقد بدأ بعض أبناء الأبرشية بالتبرع مشكورين.

2-على الرغبين بالمساهمة اعتماد الآلية التالية:  إما تحويل مصرفي على هذا الرقم

Diocèse Maronite de Batroun (Caisse Sociale Diocésaine)

Byblos Bank Swift code BYBALBBX

IBAN: Lb09003900000002752159488016

*  وإما شيك باسم أبرشية البترون المارونية،  وإما نقدًا.

* الاتصال بالنائب العام المونسنيور بيار طانيوس 76/731108 أو بالقيّم الأبرشي الخوري شربل خشان 03/857899 أو بأحد أعضاء مجلس الأمناء.

* التبرعات العينية: الاتصال بوكيل دير مار يوحنا مارون كفرحي الخوري انطون نهرا 71/308331

1-    أما بالنسبة إلى المشاريع الزراعية، فقد بدأنا بتجهيز العقارات حول دير مار يوحنا مارون لزراعة الخضار، لكي يصار إلى توزيع محاصيلها مجانًا.  وقد بدأ بعض أبناء الأبرشية بالاتصال لطلب استثمار عقارات كنسية في مشاريع زراعية.

     ولا يسعنا هنا إلا أن نثني على الجهود التي تبذلها القائمقامية والمجالس البلدية والهيئات الاختيارية والجمعيات والأحزاب والتيارات، وعلى المساعدات التي توزعها بهدف دعم أبنائنا وبناتنا في منطقة البترون.

   كلّل الله كل هذه الجهود التي تعبّر عن روح التضامن والأخوّة في منطقتنا التي تريد أن تبقى وفيّةً لابنها المكرّم البطريرك الياس الحويك، ومنَحَنا القوة على تخطّي أزمة الوباء والأزمة الاقتصادية والمعيشية، فنبني معًا مستقبلاَ جديدًا لوطننا لبنان يعيش فيه المواطن بحرية وكرامة في ظل العدالة والقانون. 

  كفرحي، في 14/4/2020                         

 المطران منير خيرالله 

                                                                                 راعي أبرشية البترون


Copyright © 2020 St John Baptist Parish - All Rights Reserved